Saturday, December 17, 2011

دولتـــــا مصــر


نفس الأرض التي إعتدتها وعرفتها منذ الصغر .. الأرض التي تجمع أشكالاً وألوان من المصريين الآمنين بمختلف إتجاهاتهم ودياناتهم وعرقهم ونسبهم .
تراءَت اليوم لي أرضاً ووطناً من جديد ..
وطن ترابه صرخ بآلالام المجروحين من ابنائه .. تراب بعثرته رياح محمّلة بغاز دمر الرؤية وبدّل الصورة النقيه .. تراب حوّلته دماء إلي وحل وطين .. وحل غطى بسواده كل وجه مسئول على كل هذا اليــــوم الأليم ..
تراب لم يرتوي بعـــــد .. فالأرض اليوم قاسية على أولادها من هول ما عانت سنين من الظمأ والقهر والجهل والتجويع .
اليوم مصر بكيانها المعهود صارت ( دولتا ) مصر الجديدة ، مصر الشريدة بين طائفتين غير متكافئتين فى القوة ولا المبدأ ولا الإتجاه .
طائفتين أعلنتا الحرب دون دق لأجراس ولا نداء ..
فأصبحنا جميعاً لدينا دولتين :
 - مصر المنتخبة لأجل قبة صارخة مبهرة .. ينظر الأشخاص فيها للمستقبل من طرف صندوق إقتراع ، صندوق مبجل ملئ بالإستمارات  بعضها معبّر عن آراء حقيقية والبعض الآخر جعلها عملية ملطخة بجهل آراء ضريرة لا تعرف من إختارت ولماذا .. وأين هو القرار .
- ومصر الثائرة لأجل حرّية حقيقية ، من أجل ثورة قامت ولكنها لم تغيّر بعد فى الأمر شيئاً سوى الأسامي والمناصب والوجوه .
دفعت ثمناً غاليـــاً حصدته مصر المنتخبه أصواتاً ومقاعد ، دفعته مصر الثائرة دماءاً كي يحصدها الآخرون مقاعد دون رأفة ولا حساب لدم سال يوماً من أجل حرية التعبير التي يعيشوها اليوم !
دفعتها مصر أرواحاً فارقت دنيا الحياة لأجل أن نحيا خلفهم موقنين بالكرامة ، عاملين بالضمير 


قد يغضب البعض مني لأنني نَعتُ بلدي اليوم بالإنقســام ..
ليتكم حقاً تغضـــــبوا قبل أن تُصبح حطـــــام ..
بعد أن فلت الزمام وتبدلت كل المعاني والمبادئ ..
لم أكن سبب الفراق والإنقسام كي تلعنوني ..
ولن تكون حروف كلماتي سجيناً من جديد يدفع الثمن بحبس بعيد ، يولد الطفل هنــاك ولا يري للشمس يومها حتى الشعاع ..
تسجنون شخصاً ، يخلفه المئات ..
فلن تكون حروف إسمي مدرجة بقائمتكم السوداء والتي أعددتموها مخطئين فيها كل مبادئ الحسابات والقرارات ..
متوهمين أنه من مــــــــات ، مـــات ..
لن تكمموني لأنني واثقة بالله قبل الجميع :
بأنه لن تموت بلادنا الحرّة لكي يعيش بأرضها أشخاص ماتت الكرامة بدماءهم وأسودّت وجوههم وصفحاتهم بكل دفتر مصري أصيل ..
دفتر سجل الشهـــداء إسماً بعد إسم كي يعلم الكل المصيـر ،
لإنه بعد يومـاً أو سنين .. ستعلو طائفة الضمــــــير

بقلم :   Radwa Amer

No comments:

Post a Comment