Sunday, March 2, 2014

الذي شيد دولة عظمى - ستالين

 الذي شيد دولة عظمى - ستالين 
د.نجم الدليمي

الـمـقـدمـة

يعتبر يوسف ستالين احد أهـــم القــادة الكبار ، واحد أهم المفكريـــن السياسيين الذيـن ظهروا في القرن العشرين وهو مفكر ومبدع ساهم فــــــي أغناء النظرية الماركسية ـ اللينينية ، وهو أول قائد شيوعي فــي الحركة العالمية قـــاد اكبر حزب سياسي ودولة عظمى في العالم .
أن ستالين ــ هو شخصية قوية النفوذ والتاثيرعلـــى الصعيدين المحلـــي والعالمــي ،   وهو الشخصية السياسية التي استطاعت أن تحول روسيا ــ  الاتحاد السوفيتي من بلد المحراث الخشبي إلى دولة عظمى امتلكت السلاح الذري و النووي ..... وحول البلاد من بلاد غارقة بالأمية والجهل والأمراض إلى دولة حضارية وصناعية متطورة وخلال فترة قصيرة .
لقد تميز ستالين بالمبدئية والحسم السياسي داخـــل الحزب والسلطة ، وكــان لايقر لا المجاملات ولا المهادنات في العمل وان كل القرارات التي يتم اتخاذها سواء من قبل الحزب أو السلطة يعمل علــــــى متابعتها من اجل تنفيذها على ارض الواقع ، وكان ستالين يملك قدرة التنبؤات والتحذيرات فـــــي التحليل السياسي ، وهو القائد والمفكر الذي حذرمن احتمالات الردة مشخصا احتمالات وجودها وما هي الأسباب والعوامل التـــــي تقف وراء عملية الارتداد، وكـان يدرك وبشكل مبدئي وعلمـــي موضوعي مخاطر قوى الثورة المضادة فـــي الداخل وتنسيق نشاطاتها مـع الغرب الامبريالي .
كان ستالين يتميز بالمواقف العلنيـة والصارمة ، وهذه المواقف الصريحة قد كسبت ود واحترام خصومه الايديولوجيين ، ورفاقه فــــي آن واحد وهـو القـائد السياسي الأول الذي ساهم فـــي أول عملية بناء اشتراكـي فـي الاتحاد السوفيتي وخلال فتره حكمه لعب دوراً رئيسياً وكبيرا فــــي تشييد الدولة العظمى ـ اتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية  .


أولا : ــ مسيرة رجل

يوسف ستالين من مواليد 1879، وانتمى إلى للحزب في عام 1898 ، وفي عام 1912 أصبح عضوا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الروسي ، وفي عام 1913 أصبح عضوا في المكتب السياسي للحزب الشيوعي الروسي ، وفي عام 1922 أصبح عضوا في المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفيتي ، وأصبح سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي في عام 1924 ، وخلال الفترة من عام 1917 وحتى عام22 19 ، كان مسؤول لجنة العلاقات القومية ، ومسؤول لجنة الرقابة العمالية ــ الفلاحية في الحزب وغيرها من اللجان المهمة .
لقد كان ستالين القائد والمناضل الذي لايعرف الكلل والملل في العمل السياسي ، وكان منفذاً ومطيعاً لقرارات الحزب ، وقد تعرض وباستمرار إلى الملاحقات والسجن والنفي من قبل النظام القيصري المتخلف ، فعلى سبيل المثال خلال فترة من عام 1901 وحتى 3/5/1917 تعرض إلى النفي (7) سبعة مرات واستطاع أن يهرب من السجن (6) ستة مرات وفي شباط عام 1917 تم الإفراج عنه من السجن وفي عام 1912 ساهم مع لينين في تأسيس جريدة البرافدا وكان ستالين من المتعاونين النشطاء مع جريدة البرافدا وجريدة النجمة وفي عام 1914 أصبح رئيس تحرير جريدة البرافدا .
يعتبر ستالين احد أهم القادة السياسيين النشيطين الذين ساهموا في الأعداد لثورة اكتوبر الاشتراكية عام 1917 من اجل الإطاحة بالحكم القيصري ، وقدا أوكل لينين مهام رئيسية إلى ستالين بخصوص هذا الحدث التاريخي الهام الذي وقع في بداية القرن العشرين .
وفي عام 1939 حصل ستالين على لقب بطل العمل الاشتراكي وحصل في عام 1943 على رتبة المارشال في الجيش السوفيتي وفي عام 1945 حصل على لقب بطل الاتحاد السوفيتي والقائد العام للقوات السوفيتية المسلحة السوفيتية وخلال الفترة من عام 1922 وحتى آذار عام 1953 أصبح القائد الفعلي للحزب و السلطة السوفيتية .
لقد كان ستالين مناضلاً ثورياً ويملك بعداً استراتيجياً ونظرياً كبيرين في عملية البناء الاشتراكي في الاتحاد السوفيتي وفــــي عام 1922 لعب ستالين دورا ًرئيسياً وكبيراً في تأسيس دولة الاتحاد السوفيتي وساهم مساهمة كبرى في ظهور وصمود الدولة العظمى ــ الاتحاد السوفيتي خلال فترة حكمه ( 1922 ـ 1953  ) .
وفي عام 1905 تم أول لقاء بين ستالين ولينين في الكونفرس الحزبي الذي عقده في فلندا وعملوا سوية على صياغة القرارات السياسية  للكونفرس ، وفي ابريل عام 1922  قدم لينين مقترحا ًللمؤتمر (11) على أن يكون ستالين رئيساً للحزب لما يتمتع به من كفاءات قيادية وفكرية وتنظيمية  وحدد بعض السلبيات والنواقص الموجودة لدى ستالين في أن واحد ، وكما أكد لينين على أعضاء المؤتمر ، في حالة وجود رفيق أخر لديه مواصفات أفضل من المواصفات التي يملكها ستالين ، فانتم أحرارا أيها الرفاق في اتخاذ القرار الجماعي والنهائي لصالح الحزب ووحدته ، وأخيرا تم انتخاب ستالين كرئيس للحزب وبالإجماع ، وحتى الرفاق الذين لايودون ستالين صوتوا لصالحه لأنهم يدركون الصفات القيادية التي يمتلكها ستالين .
 لعب ستالين دورا كبيرا حول تعزيز البنية التنظيمية والفكرية  للحزب وتعزيز دوره في وسط الجماهير .
وان ستالين ورفاقه قد بنوا أول تجربة بناء اشتراكية لم يشهدها المجتمع البشري وكانت حصة الأسد في عملية البناء الاشتراكي قد حدثت خلال فترة حكم ستالين بالدرجة الأولى وحققت نتائج سياسية واقتصادية ــ اجتماعية وعسكرية كبرى ، واستطاع ستالين أن يحول النظرية إلى واقع تطبيقي وملموس وبنفس الوقت فان هذه المنجزات الكبرى واجهت خصوم قوى الثورة المضادة في الداخل والخارج ، منذ العشرينات حتى الخمسينات واستمرت قوى الثورة المضادة في مقاومتها حتى الخمسينات من القرن العشرين  ولكن استطاع ستالين والحزب والشعب من تصفية خصوم الثورة في الداخل وإحباط مخطط الامبرياليين الذين قدموا الدعم المادي والمعنوي والعسكري إذ قدمت (14) دولة امبريالية دعمها لقوى الثورة المضادة داخل الاتحاد السوفيتي ومنها :
أميركا وبريطانيا وألمانيا واليابان وفرنسا .
في عام 21 / 1 / 1924 وخلال انعقاد المؤتمر الثاني لنواب الشعب السوفيتي وبعد وفاة لينين أشار ستالين  (( أننا سنحافظ عالياً ونصون وبأمان لقب عضوية الحزب ، وسنعمل وبكل قوانا على تعزيز وحدة العمال والفلاحين ، وسوف نحافظ على وحدة حزبنا كما نحافظ على قرة العين وسوف نحافظ ونعمل وباستمرار على تعزيز دكتاتورية البرويتاريا ، وسنعمل وبثبات على وحدة الجمهوريات السوفيتية وتطورها ، وكما يجب علينا أن نناضل من اجلوحدة الشغيلة في العالم )) .
 كان ستالين قائدا ثوريا للبرولتاريا وهو الـــذي أسس دولــــــة عظمى سياسياً واقتصادياً وعسكرياً خلال فترة عصيبة جداً وكان يمتلك فـــــن الإدارة والقيادة للحزب والسلطة وكما اتصف بمواقفه المبدئية والحاسمة في الظروف الحاسمة  وكان هدفه الرئيسي هو العمل على تعزيز دور ومكانة الحزب  وسط الجماهير وكما ساهم ستالين مساهمات نظرية فـــــي أغناء النظرية الماركسية ــ اللينينية ، وكــــــان له دوراً كبيراً في تعزيز وتطوير الاقتصاد الاشتراكي وتعزيـز دور ومكانة الاتحاد السوفيتي محلياً وعالمياً ، وكان لديه إيمان كامل بالاممية البرويتارية وكما كـــــــان مناظلا شديدا ضد التيارات التحريفية والانتهازية والوصولية  داخــل الحزب ، وكــان باستمرار يعمل على ((تنظيف )) الحزب مــــــن هذه العناصر وغيرها والتي يجب أن يكون مكانها خارج الحزب ، وكما كان مناظلاا ثابتا ضد خصومه الايديولجين ومحارباً لكل أنواع الاستغلال والظلم والفقر والجوع ، وكان يتمتع بعلاقات مبدئية وجيدة مــــــع العلماء والباحثين والسياسيين والاقتصاديين  ومـــع الفنانين والموسيقيين وكـــــــان باستمرار يصغي وباهتمام إلى أراء هؤلاء العلماء وقدم لهم الدعم المادي والمعنوي من اجل انجاز تلك المهام التي يحتاجها المجتمع والاقتصاد الاشتراكي ، وكان ستالين مثالاً حياً ويحتذى به مــن حيث المبدئية والالتزام والضبط وان أي قرار يتــم اتخاذه لابد من أن ينفذ لصالح الحزب والمجتمع.                                         

ثانيا : ــ  لامجاملات

حاول ويحاول اليوم الإعلام البرجوازي العالمي وبشكل مدروس ومبرمج بهدف تشويه التاريخ النضالي للقائد السوفيتي ستالين وبدأت هذه الحملة الشعواء فــــــــــي الغرب الامبريالي مــــــنذُ تولي ستالين رئاسة الحزب والدولة السوفيتية ألا أنها لم تنجح في تحقيق أهدافها وكما قامت قوى الثورة المضادة خلال الفترة مــــــن عام 1917 وحتى عام 1953 بالكفاح المسلح ضد السلطة السوفيتية وضد ستالين بهدف
تقويض الاشتراكية والسلطة السوفيتية واستمرت هذه القوى فـــــــي مقاومة السلطة السوفيتية حتــى نهاية الخمسينات وخاصة فـــــي أوكرانيا ـ الفوف وبعض المناطق الأخرى الا إن هذه القوى فشلت فـــــــي أقناع وكسب الشعب السوفيتــي والالتفاف حول شعاراتها بل العكس فــان الشعب السوفيتي قــد أيد وساند الحزب الشيوعي السوفيتي بقيادة ستالين ومـن خلال هذا الإسناد والتأييد تم القضاء على عناصر قــــوى الثورة المضادة وتم ألحاق الهزيمة الكبـــــرى بالفاشية الألمانية وتحرير كامــــل أراضي الاتحاد السوفيتي ودول أوربا الشرقية  .
أن ستالين كان حاسماً فــــــي مواقفه المبدئية من قوى الثورة المضادة داخل الاتحاد السوفيتي فهو لايعرف لاالمجاملة ولا المهادنة مــــع هذه القـــــوى المعادية للشعب السوفيتي وكان يدرك وبشكل جيد انه صراع إيديولوجي واقتصادي مع هذه القوى فأما بقاء السلطة السوفيتية والاشتراكية ومجزاتها أو تقويضها بالكامل .
لقد عملت ((البيريسترويكا )) على أعادة وظهور جيوب قوى الثورة المضادة خلال الفترة من عام 1985 وحتى عام 1991 ومنذ عام 1987 بدأت قوى الثورة المضادة سواء كانت في قيادة الحزب أو في قيادة السلطة أو خارجهما بعملها ونشاطها العلني بالهجوم على ستالين والحزب الشيوعي السوفيتي مستغلين شعارات (البيريسترويكا )
المتمثلة (( بالعلنية وحقوق الإنسان والديمقراطية  )) وأشتد الهجـوم الشرس على لينين وستالين منذ عام 1992 وحتى اليوم بدليل فـــي النصف الأول من عام 1993كتب (17000 ) كتاب ومقاله وبحث ضد لينين أما عـــــن ماكتب عن ستالين فيضرب الرقم بعشرة أو أكثر ! 
أن قــــوى الثورة المضادة استخدمت ولاتزال تستخدم كـــل الإمكانيات المتاحة لها 
من سلطة ورأس مال وكل وسائل الأعـــــلام المختلفة من اجل تشويه دور ستالين والاشتراكيــــــــة ومنجزاتها ويقف وراء هذه الحملة العناصر غيــر الروسية التي استحوذت علـــى ثروة الشعب السوفيتي ــ الروسي واستحوذت على السلطة والمال والأعلام وكذلك خونة الفكر مــن ((قادة البيريسترويكا ـ الإصلاح الاقتصادي )) .!
وان جـوهـر هذه الحملة الهستيرية يحمل طابعـاً أيديولوجيـاً وسياسيـاً واقتصاديـاً .
كان محاوراً سياسياً وذو مبدئية عالية وحاسمة وفي الوقت المناسب فعلى سبيل المثال حاور ستالين مولوتوف ، عضو المكتب السياسي ووزير الخارجية في ثلاث مسائل وهي :
المسالة الأولى : ـ أن مولوتوف قد أعطى موافقة للسفير البريطاني فــي موسكو على إصدار جريدة ومجلة برجوازية في الاتحاد السوفيتي .
وسال ستاليـن مولوتوف : لمــــاذا ولمصلحة مـــــن ؟ ومــــا هوالهدف مــن ذلك ؟
وعلى أي أساس تم ذلك ؟ آذ أكد ستالين على مولوتوف (( أن هذه الصحافة سوف  لن تجلب اليوم للشعب السوفيتــي ألا الضرر والمشاكل وهذه خطوة سياسية خاطئة قمت بها أيها الرفيق )) .
المسالة الثانية: ـ قدم مولوتوف مقترحاً لقيـادة الحزب بضرورة تسليم منطقة القرم لليهود.
إجابة ستالين (( هذا خطأً كبيراً أيها الرفيــق لمــاذا هذا المقترح ؟ ومــا هـــي أسس  وأهداف ذلك ؟ فاليهود لديهـــــم منطقة حكـــــــم ذاتي خاصة بهم الايكفـــي ذلك ؟     دعهم يطورون منطقتهم ، نحن لن نسمح لك أن تكون محامي دفاع عن اليهود وهذا الخطأ الثاني ترتكبه أيها الرفيق وان تصرفكم وسلوككم غير مرضي بالنسبة لنا وأنت بصفتك عضوا فـي المكتب السياسي نحن نرفض هذه المقترحات وهذه التصرفات ))
المسالة الثالثة : ـ 
لقد حاور ستالين مولوتوف وقال له (( أن قرارات المكتب السياسي تعرف بها زوجتكم وهي تتحدث عن هذه القرارات لأصدقائها المحيطين بها من اليهود القوميين الذيــن لايمكن منحهم الثقة مـــن مثل سفيرة إسرائيل غولدامائير وهذا السلوك غير مرضي وغيــــر مسموح أصلا )) .                                
لقد اعترف مولوتوف بهذه الأخطاء فــــــــــــــي المكتب السياســي وخاطب ستالين اذ قال ((ساكون تلميذكم الوفي )) إجابة ستالين ( هذا هراء ليس لدينا تلاميذ ، نحــن كلنا تلاميذ لينين العظيم ) .
وفي 24/ 1 / 2001 أجريت مقابلة تلفزيونية مــــــع سفيتلانا أبنت ستالين وتحدثت    عـن علاقتها بأبيها ،،، إذ قالت طلبت من أبي وانأ طالبة جامعية أن يخصص لي سيارة خاصة للذهاب بها للجامعة ،،، فأجابها : هذا مرفوض أصلا ، لأنكِ لست عضوة في الحكومة ولايمكن أن يخصص لكِ سيارة، يمكـــــن أن نخصص لكِ حماية داخل  الجامعة أجابته : لا أريد الحماية داخل الجامعة ولا يوجـــد أي خطر يهددني ، وكما تؤكــــــد سفيتلانا بأن أبيها كان وباستمرار يؤكــــد عليها أن تلبس الملابس ذات الصنـع   الوطني وليس الملابس الأجنبية .
وخلال الحرب الوطنية العظمى (1941 ـ 1945 ) ، وقـــع ابن ستالين أسيراً لدى القوات الألمانية وعندما عرفت القيادة الألمانية بذلك طلبوا من ستالين أن يفرج عن جنرال آلماني مقابل الإفراج عن ابنه الجندي الأسير ، فرد ستالين على هذا المقترح قائلا (( لايمكنني أن أبدل جنرال بجندي )) .
وكمــــــــا أكد ستالين(( لقد قضينا على الفقر الذي لازم الغالبية العظمى للمواطنين  وبنفس الوقت قضينا علــــى البذخ الذي لازم الأقلية ، وقضينا على البطالة ،،، ))
وكــما خاطب ستالين قيادة الحزب (( أيها الرفاق يمكــــن أن لاتتوقفوا ، فانا مــن ألان فصاعدا سأعطـي قضية الطبقة العاملة وقضية الثورة البروليتاريا والشيوعية العالمية كل ما املك مـــــن قــــــوة وقدره وموهبة وحتــــى لو تطلب ذلك أن أقدم دمي قطرة قطرة )) .
أكد يوسف ستالين في المؤتمر السادس للحزب على مسالة غاية في الأهمية وهي ( إنا لم استثني مـــــــــــــــن أمكانية أن روسيا ستشق طريقها إلــــــــى الاشتراكية       ويجب أن نترك فكرة التصور القائل أن أوربا هي التي ترسم وتحدد طريقنا                    فانا أقف على أرضية الماركسية المبدعة )) .
وفي 6/ 10 / 1953 ، طلب ستالين مـــن كل عضو قيادي في الحزب أن يهيئ من الكادر الشاب ومن العاملين معه بما لايقل عــن 5 إلـــى 6 عضواً شاباً ، وان هؤلاء سوف يشكلون الاحتياطي الرئيسي لقيادة الحزب فـــــــــي المستقبل ، لان هذا الكادر الشاب يمتلك القدرة والحيوية والسرعة على تنفيذ مهام الحزب )) وان مقولتة الشهيرة (( الكادر يحسم كل شئ)) مقولـــة هامـة وذات بعداً فكريــاً وتنظيمياً وإيديولوجياً ، من اجل تجنب وقوع الأحزاب الشيوعية في أزمة القيادة، فالتجديد شيء ضروري وحيوي لقيادة الحزب .
 كان ستالين حازماً وصارماً في قيادة الحزب والدولة لان ظروف المرحلة المعقدة تطلبت ذلك وانه كان شديداً ومبدئياً في موقفة من الماسونيين والصهاينة والمرتديــــن والخونة وهدف هؤلاء هو تخريب وتفكيك دولة الاتحاد السوفيتي .

ثالثا : ـ  مأساة الأعلام !

معروف أن الهجـــــــــوم العلنـي الذي قـــــــام به الأعــــــــلام (( البيريسترويكي )) و(( الإصلاحي )) منذ عــام 1987 وحتى اليوم كان لهو أهداف سياسية وإيديولوجية وحتى شخصية وان الهدف الرئيسي لقوى الثورة المضادة من ذلك هو تشوية الحقائق الموضوعية وافتعال وتضليل للرأي العام سواء داخل روسيا أو علــــى صعيد رابطة الدول المستقلة وحتى على الصعيد العالمي ، وتميزالاعلام البرجوازي أيضا بالكذب والافتراء وصنع الأوهــــام  وتحميل كل ذلك وغيره علــــى ستالين ، فالحلقة المركزية لقوى الثــــــورة المضادة وأعـلامهم اللاموضوعي هو تشويه سمعة ستالين ومنجزاته السياسية والاقتصادية ـ الاجتماعيــــة والعسكرية ، ويقف وراء هذه الحملة الهستيرية العناصر غيــــــــــر الروسية والخونة والمرتدين والتحريفين والانتهازيين من قادة البيريسترويكا الإصلاح  الاقتصادي ولا يزالون مستمرين في حملتهم لأنهــم يملكون السلطة والمال والأعلام ؟  
أن أعلام النظام الحاكم في روسيا اليوم فقد الموضوعية والمصداقية مــن قبل الغالبية العظمى من الشعب الروسي. طبعاً - بإستثناء قــوى الثورة المضادة . و إن هؤلاء  يعيشون واقعـاً مريراً يتمثل بتفشي البــؤس والفقر والحرمان والبطالـة و الجريمة والمخدرات والتلـوث الاجتماعي ، وإن هؤلاء فقدوا معظم مكونــات وأسس الحياة الضرورية ، وبدأوا يقارنون حياتهم ومعيشتهم بالفترة السوفيتية على أرض الواقع ، في حين أن أعلام النظام البرجوازي الحاكم لم يعكس مايعانيه فقراء روسيا وبالتالي فمصداقية الأعلام الروسي ( تلفزيون ، راديو،صحافة ، سينما ، مسرح..) وصلت لدى الغالبية الساحقة مـــن الشعب الروسي إلى درجة فقدان تام بالثقة بالنظام وأعلامه وهذا ليس سراً يدركه قــادة النظــام ،فالنظام وأعــلامه هو في خدمة 1 إلى 3 بالمائة فقط !!
ومن الأدلة علـــــــى عدم مصداقية وموضوعية وسائل الأعلام البرجوازي الروسي والذي لازال مستمر في حملته اللاموضوعية ليلاً ونهاراً عن ( جرائم ) ستاليـــن التـــــي يدعي أنها وقعت في الثلاثينات ؟! فيدعــــــي (( القادة البيريسترويكيين والديمقراطيين )) الروس أن ستالين قد اعدم 100 مليون شخص والبعض الأخــــــــر يؤكد على 60 مليون شخص فلنرجع إلــــى معادلة حسابية بسطية وهـــــــــي : ـ
1 ـ في عام 1940 بلغ عدد سكان الاتحاد السوفيتي ب 149 مليون نسمة .
2 ـ بلغت خسائــر الشعب السوفيتي فـــي الحرب الوطنية العظمى 27 إلــــــى 30 مليون شخص .

3ـ   194 ــ 130 = 64 مليون نسمة. (يمثل الرقم 130 مليون نسمة ما إدعى به خصوم ستالين ، حيث أكدوا أن ستالين ((قتل)) 100 مليون شخص و 30 مليون شخص خسائر الشعب السوفيتي في حربه ضد المانيا النازية. في حين تؤكد الوثائق الرسمية عكس ذلك تماماً ).                      
4 ـ في عام 1959 بلغ عدد سكان الاتحاد السوفيتي ب (208 ) مليون نسمة وفي عام 1985 بلغ 276 مليون نسمة .
5 ـ   هل يستطع أن يثبت (( قادة البيرسترويكا ـ الإصلاح )) وأعــلامهم أن عدد كان الاتحاد السوفيتي في عام 1940 هو64 مليون نسمة ؟ وكيف يمكن للشعب السوفيتي أن يحقق النصر علــــى الفاشية الألمانية 64 مليون وحصة الأسد هم من الأطفال والشيوخ والنساء ؟
وكمــــا هو معروف  وبعد وفاة ستالين تقلد خروشوف رئاسة الحزب والسلطة وفجأة بدأ بمهاجمة !! ستالين و تحت شعار (( عبادة الفرد )) وطلب من وزير العدل ووزير الداخلية والادعاء العام السوفيتي تقريراً حول الجرائم التي حدثت خلال الفترة 1921 ـ 1953  علما انه كان عضواً في المكتب السياسي للحزب  وفي شباط عام 1954 قُدم تقريراً رسمياً مفصلاً إلى خروشوف حول تلك الفترة وبين التقرير خلال الفترة المذكورة تم أدانه < 3,777,380 > شخص وهؤلاء يمثلون قوى الثورة المضادة وأنصارهم من المجرمين وقطاع الطرق و خونة الشعب و المتعاونين مع الفاشية الألمانية وكما يؤكد التقرير على انه تم إعدام 642980 شخصا ، وهناك رقماً أخر نشرته الصحف الرسمية يؤكد 800 ألف شخص .
حقاً انه رقما كبيراً ولكن من اجل التقييم الموضوعي لتلك الفترة الحرجة والصعبة والتي تميزت باشتداد الصراع السياسي والإيديولوجي فأمام السلطة السوفيتية والقيادة السوفيتية خياران لاثالث لهما : أما الحفاظ على السلطة السوفيتية والاشتراكية ومنجزاتها وبالتالي لابد من استخدام القانون العادل من اجل إحباط مخطط قوى الثورة المضادة في الداخل والخارج أو الاستسلام وتسليم السلطة السوفيتية إلى قوى الثورة المضادة وحلفائها من الغربيين وكما يجب أن يؤخذ بنظر الاعتبار أسباب وظروف الحرب الأهلية التي أشعلتها قوى الثورة المضاد وبالدعم والإسناد من قبل المعسكر الرأسمالي وخاصة من قبل أميركا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا واليابان ،،،، بهدف القضاء على السلطة السوفيتية . 
أن ظروف الحرب معقدة وصعبة ولايمكن لها أن تسير بالشكل الاعتيادي فمثلا الخونة والهاربين من الجبهة هل يطلب منهم دفع غرامة مالية أم تطبيق القانون العادل في ظروف الحرب وكذلك بالنسبة للمجرمين وقطاع الطرق والمتعاونين مع قوى الثورة المضادة والمتعاونين مع الجيش الألماني الفاشي وخاصة في جمهورية الشيشان ـ الانغوش ، وفي أوكرانيا وخاصة في منطقة الوف وغيرها من المدن السوفيتية الأخرى .
لقد تمثل حكـــــــــم الإعدام بقوى الثورة المضادة والمنظمات السرية التي حملت السلاح من اجل القضاء علـــــــــــــــى السلطة السوفيتية وكما شمل الإعدام أيضاً المجرمين واللصوص وقطــاع الطرق الذيـــــــــن حاولوا سرقة غذاء الشعب والمتاجرة به وكما تشير المصادر أن بعض المحكومين استبدل حكــــــــــــم الإعدام بأحكام تتراوح ما بين 10 إلى 15 سنة .
تشير الباحثة الغربية مار يوسوس<< أن المتاجرة حول الملايين من الضحايا في النظام السوفيتي تعتبر جزء مـــن الحرب الدعائية القذرة ضد الاتحاد السوفيتي >>  .وكما تورد الباحثة سوس فــــــــــــــــــي عام 1996 فقط بلغ عدد السجناء فـــــي أميركا بـ (5,5) مليون سجين اما خلال فترة حكم ستالين ( 1922- 1953 ) بلغ عدد السجناء 3,777,380 شخصاً . وفــــــي روسيا الديمقراطية بلغ عدد السجناء فـــــــــــــــــي بـ (1,380,000 ) سجين فــــــــــــي عام 1998 .
يشير رئيس مجلس الأحزاب الشيوعية ـ الحزب الشيوعي السوفيتي اوليغ شينين إلى (( أن عملية العقوبات التي حدثت في عهد ستالين جاءت نتيجة للمناقشات حول النظرية والإنتقال من النظرية إلى ميدان التطبيق الفعلي وتنفيذ جوهر النظرية على الواقع الملموس وفقاً لقرارات الحزب ومؤتمراته الشرعية . لقد بدأت تظهر بعض أشكال المعارضة في داخل الحزب من اجل عدم تنفيذ قرارات الحزب التي تم إقرارها في مؤتمراته حتى وصلت إلى درجة المقاومة ، ومن اجل ذلك لابد من اتخاذ قرارات وإجراءات حاسمة وضرورية ضد كل من لم ينفذ قرارات الحزب التي تم إقراراها من قبل المؤتمر ويعود السبب الرئيسي لهذه المعارضة إلى الجذر الطبقي للمجتمع ألفلاحي المتمثل ببقايا العادات والتقاليد للبرجوازية الصغيرة في المجتمع ))
وكما يؤكد شينين على دور وأهمية يوسف ستالين في أدارة الصراع الأيديولوجي خلال تلك الفترة ( 1922 ـ 1953 ) الحرجة والصعبة ومن وجهة نظر وتقييم ستالين لتلك الفترة الخطيرة والمعقدة إذ قال (( أن أمكانية استخدام الأسلوب السلمي والمبدئي لمعالجة القضايا المختلفة أصبح غير ممكن وان وجود نشاط (الطابور الخامس ) أصبح بشكل خطر وجدي وكبير على السلطة )) .
يؤكد السفير الأميركي في موسكو دي  دايفيسي ، للفترة ( 1936 ـ 1938 ) ،
أن (( قسماً من العالم اعتبر عملية التطهير المشهورة للخونة خلال الفترة من عام 1935 وحتى العام 1939 كانت مثيرة للأستياء واعتبرت في وقتها مثالاً وحشياً ونكران للجميل ولكن في الوقت الحاضر أصبح واضحاً ودليلاً قاطعاً وبرهاناً مدهشاً على فطنة وعبقرية وبعد النظر الذي كان يملكها يوسف ستالين )) . ومن المدهش حقاً أن الأعلام البرجوازي (الديمقراطي ) في روسيا لم يتعرض إلى ذكر الحقائق الموضوعية ولم يتطرق للأسباب والمعالجة !!
علما أن هذه الحقائق أصبحت واضحة للجميع حتى للذين فقدوا بصيرتهم وحتى (( لقادة البيريسترويكا ـ الإصلاح الاقتصادي )) فبسبب تطبيق وصفة صندوق النقد والبنك الدوليين ، أي تطبيق ما يسمى بسياسة الإصلاح الاقتصادي التي بدأت في عام 1992 ولازالت مستمرة حتى اليوم ، فان الخسارة البشرية التي لحقت بالشعب الروسي بسبب هذه السياسة ، والتي زادت فيها نسبة الوفيات عـلى الولادات خلال الفترة (1992 ـ 2002 )  آذ تراوحت هذه الخسارة مابيـــن 13 إلــــى 15 مليـون نسمة .
وكما يعترف وزير الصحة الروسي بوري شيفشينكو وفي مقابلة تلفزيونية بتاريخ 20 / 11 / 2002 تفقد روسيا سنوياً 1,5 مليون شخص بسبب أمراض القلب فقط , وان كلفة العملية الجراحية للقلب هــــــــــــي 200,000 روبل ( أي ما يعادل 6349 دولار ) علما أن متوسط الأجـــــــر 3500 روبل ( أي ما يعادل 100 دولار) والحد الأدنى للاجروالمرئيات 450 روبل (أي مايعادل 17 دولار) .
وتشير الصحافة الرسمية في عام 2001 على سبيل المثال 40 ألف شخص مات بسبب حوادث السيارات و( 335009) شخص قتل على أيدي المافيا الإجرامية وتفقد روسيا سنويا 30 ألف بسبب تعاطي الكحول ويوجد 8 مليون إنسان مشرد ويشير الجنرال ليونيد ايفاشوف انه في عام 2002 فقدت روسيا ما يقارب من 200 ألف شخص بين القتل والمصير المجهول ، وكما يوجد في روسيا أكثر من 2 مليون أمي , وفي عام 2001 بلغت الجرائم التي يقوم بتنفيذها الأطفال المراهقين بـ (1,140,000 ) جريمة مسجلة فقط !! وان 90 % من الطلبة الخريجين مصابين بأمراض مختلفة و10% فقط هم يتمتعون بصحة جيدة وان دخل المافيا الروسية السنوي 200 مليار دولار وهو يعادل 4 ميزانيات بالنسبة للحكومة الروسية وتفشي الرشوة آذ تبلغ سنويا مابين 36 إلى 40 مليار دولار ، وخلال فترة الحرب الوطنية العظمى وجد 678 ألف طفل يتيم بسبب فقدان احد الوالدين أو كلاهما أثناء الحرب وقامت السلطة السوفيتية بتجميع هؤلاء ووفرت لهم الرعاية من حيث السكن والملبس والطعام والدراسة ، في حين وفي ظروف السلم << الإصلاحية >> يوجد في روسيا أكثر من 720 ألف طفل يتيم يتجولون في الشوارع ويستولون  , وان مناطق سكناهم هي محطات المترو ومحطات القطارات ، وان المافيا تستخدم هــــؤلاء الأطفال لأغراض متعددة مـــــن بيع المخدرات وغير ذلك!! وكما يفقد في روسيا سنويا 100 ألف طفل أما أمه أو أبيه لأسباب اقتصادية بالدرجة الأولى , فعلى سبيل المثال فــي عام 2001 فقد 124 ألف طفل أبوه أو أمه ’ وحسب تقديرات الخبراء الماليين بلغ حجم الخسائر المادية التي ألحقت بالشعب الروسي بسبب تدهور الإنتــــــــــاج المادي خلال مايسمى بسياسة الإصلاح الاقتصادي بـ ( 5 ) تريليون دولار والادلة كثيرة لاتعد ولا تحصى ؟ فلماذا الأعلام البرجوازي (( الديمقراطي )) يلتزم الصمت إزاء هذه الجرائم ؟  
                                          
رابعا : ـ محاذير وتنبؤات

لقد ناصبت الامبريالية العالمية بقيــــادة الامبرياليــة الأميركيــة عدائها الأيدولــوجــي والسياسي والاقتصاد والعسكري لثورة أكتوبر الاشتراكية منذ قيامها فـي عام 1917 وحتى عام 1984 واستخدمت الامبريالية الأمريكية وحلفائها كل وسائل الضغوطات السياسية والاقتصادية والعسكرية بما فيها الحصار الاقتصادي ’ وهــــي كانت وراء إشعال الحرب الأهلية في الاتحاد السوفيتي والتي ذهب ضحيتها أكثر من (8) مليون إنسان وهي التي كانت وراء الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة ’’’ وكان الهدف الرئيسي للامبريالية العالمية هو القضاء علـــــــى الاتحاد السوفيتي وعلى الاشتراكية ومنجزاتها إلا أنها فشلت فــي تحقيق أهدافها وأطماعها العدوانية خلال الفترة من عام 1917 وحتى عام 1984 ويعود السبب الرئيسي إلــــــى وجود قيادة كفؤة ومخلصة وأمينة لشعبها وفكرها وحزبها وهذه القيادة تمثلت فـي لينين وستالين والتفاف الشعب السوفيتي حول الحزب وقيادته التاريخية .
في 25 / 6 / 1925 التقى ستالين بطلبة جامعة سفرلدلوفسكيا السوفيتية وطرح عليه سؤال من قبل الحضور : هل توجد إمكانية الارتداد (الردة) في الاتحاد السوفيتي في ظروف مايسمى بالاستقرار المؤقت فـــــــي النظام الرأسمالي العالمي ؟
 فأجاب ستالين آذ قال هناك ثلاث مخاطر جدية تواجه السلطة السوفيتية وهي : ـ

الخطر الأولى :ـ هو خطر ضياع المستقبل الاشتراكي وقظية بنــــــاء وطننا وبالتالي خطر وجود التصفية .( المقصود القضاء على الاتحاد السوفيتي ).

الخطر الثاني : ـ يتمثل فــــي خطر ضياع المستقبل الثوري علـــــــى النطاق العالمي وبالتالي مواجهة خطر النعرات القومية .

الخطر الثالث : ـ يكمن هذا الخطر فـــــــي ضياع القيادة الحزبية بحيث يمكن أن ينبع من ذلك خطر تحول الحزب إلى ملحق لجهاز الدولة .
وفـــــي أيــــار عــــام 1941 حذر ستاليـــن الحزب والسلطـــة السوفيتيــة إلـــى  أن المهمة الرئيسيــة لأعداء الشعب السوفيتـي هـــــــي إسقاط النظام السوفيتـــــي وإقامة الرأسمالية وسلطة البرجوازية فـــــي الاتحاد السوفيتي , مــــــــــن خلال ذلك فسوف تتحول البلاد إلى ملحقا للغرب وبلدا مصدرا لمواد الخام الأولية وان الشعب السوفيتي سيتحول إلى عبيدا للامبريالية العالمية يرثى لحاله .
أن المكانة الهامة في خطط أعداء الشعب السوفيتي تكمن بالدرجة الأولى في تقويض القـوة الاقتصادية والعسكرية للاتحاد السوفيتي والتهيئة العسكرية مـــن اجل ألحاق الهزيمة العسكرية للاتحـــــاد السوفيتي الاستيلاء علــــــى السلطة وإقامة نظام بونابارتي فـي البلاد بالاستناد علـــــــــــــى القوة العسكرية وعلى العناصر من الأوباش والمجرمين والمنسلخين مـــن طبقتهم والذين يمثلون قـوى الثـــــورة المضادة .
أن هــــــؤلاء الحقراء والسفلــة والخونة والأذلاء عازمين قبل كل شــي التخلي عن الملكية الاشتراكية وبيعها وتحويل الملكية العامة لوسائل الإنتاج إلـــــى ملكية خاصة رأسمالية علــــــى اعتبارها عنصرا هاما في العلاقات الاقتصادية لاقتصاد الوطني , وتحت حجة غيـــــــــــــاب الجدوى الاقتصاديـــــة سوف يتــــم تصفيـــــة السفخوزات ( مزارع الدولة ) وحل الكلخوزات < التعاونيات الزراعية> وسوف يتـــم بيــــــــع المكائن والآلات الزراعية إلى شركائهم في الرأي اوما يسمون بالمزارعين من اجل انبعاث (ظهور) نظام الكولاك فــــــــــــــي الريف السوفيتي وإخضاع البلاد للأجانب عن طريق الحصول علـــى القروض وإعطاء منح وامتيازات هامة للدول الامبريالية من اجل الاستحواث علـــــــــــى مشاريعنا الصناعية وإعادة منطقة ساخا لين النفطية إلى اليابان وأوكرانيا إلى ألمانيا .
أن أعـــــداء شعبنا يطمحون وبكل قواهـــــــــــم علـــــــــــــــى تقويض القــــــــــدرة القتاليــــــة العسكريــــــة للقــــــوات السوفيتيـــة .                                                                            لقد حذرنا القائد لينين العظيم إلــــــــــى أن الثــــورة يمكن لها أن تبقـــــى وتستمر أذا استطاعت وتمكنت مـــــــن الدفاع عــــن نفسها وان القلعة غير المحصنة وغير الراسخة يمكـــــن بسهولة الاستحواذ عليها ومـــــــن الداخل . 
وفـــــــــــي 4 / 2 / 1931 ألقى ستالين كلمة هامة أمام الكونفرس الصناعي لعموم الاتحاد السوفيتــــــــــي آذ قال (( أننا متخلفين عن البلدان المتقدمة لمدة تتراوح مابين 50 إلى 100 سنة , ويجب علينا أن نختصر هذه الفترة الزمنية إلــــــــى 10 سنوات مـــــن اجل اللحـــــــــــاق بالدول المتقدمة فأما نعمل ذلك ونصبح دولة عظمى , أو يتم سحقنا )) .
أن هذا التحذير قاله قبل 10 سنوات من بعد الحرب غير العادلة التي شنتها ألمانيا الفاشية على الاتحاد السوفيتي في حزيران عام 1941 .
وفـــــــــــــــي عـــــــــام 1946 التقى ستالين بالعلماء والاقتصاديين والسياسيين السوفيت وأكد لهم علـــــى أهمية وضرورة وضع خطة جديدة لتطوير البلاد ومناقشة كل المشاكل والصعوبات التــي تواجه عملية البناء الاشتراكـــــــــي ,  وكما أكد على ضرورة تطوير واغناء النظرية الماركسية ـ اللينينية وكذلك أكد على ضرورة تنشيط وتفعيل دور ومكانة الأدباء والفنانين والموسيقيين فــي تطوير الثقافة الاشتراكية وأكد على أهمية وضع برنامج جديد للحزب الشيوعي السوفيتي مــــن اجل تعزيز وتطوير
مسيرة البناء الاشتراكية فــــــي الاتحاد السوفيتي والعمل المستمر على رفع المستوى ألمعاشي والروحي للجماهير وفــــــــي 16 / 10 / 1953 وخلال فترة انعقاد مؤتمر الحزب التاسع أكد ستالين علــــــى أهمية الديمقراطية والاشتراكية وتطبيقها في حياة الحزب والمجتمع وكما أكد وطالب قيادة وكوادره وأعضاؤه من أن الظروف والمهام الجديدة أمامكم وأمام المجتمع السوفيتي اليوم وفي ظل تعقد الظرف الدولي والموقف الماكر والمعادي مـــــــــن قبل الغرب الرأسمالي اتجاه الاتحاد السوفيتي وبقية الدول الاشتراكية إذ أشار إلـــى (( أن أخطر شيء فــــــي هذا الصراع هو الخوف والتراجع والاستسلام والإرتعاش أمام العدو )) .
وكما أكد أيضا علينا جمعيا أن لانكتفي بالحديث فقط عن مفهوم عدالة الإشتراكية بالرغم من أهميتها لقد حان الوقت لتعجيل وترسيخ البناء الاشتراكــــــي بشكل أفضل ومتقن وقائم علـــــــى التكنولوجيا الحديثة وكما يجب علينا أن ندرس ونعرف وبشكل علمي لابشكل عاطفـــــــــــي القوانين الاقتصادية الاشتراكية والعمل على الإبداع في تطبيقها مــــــــن اجل تحسين المستوى ألمعاشي للجماهير وعلى العلماء الاقتصاديين والسياسيين  أن يقوموا بتلك المهمة الرئيسة.
وكما أكد ستاليـــن علـــى أهمية دور القيادة والكادر الحزبي العامل فــــــــــي الحزب أو في السلطة التنفيذية والتشريعية من أن يكون المثال الذي يحتذى به في تنفيذ خطط وسياسة الحزب , ويجب عليكم أن لاتتهاونوا فــــــــــــــي صراعكم مع الإيديولوجية البرجوازية وأشار أيضا على أهمية وضرورة رفد وتجديد قيــــــادة الحزب وبالكادر العلمي السياسي والاقتصادي ومـن العلماء والعسكريين الثوريين وكما أشار الى ضرورة تحسين عمل ونشاط الحزب من أعلى هيئة إلى أدنى هيئة حزبية مع الجماهير والتعامل السليم معهم وتحقيق نتــــــــــــــائج ملموسة لهــــــــــــم وليس فقط الحديث عن الوعود بالمستقبل .
وفي المؤتمر السادس عشر للحزب اشارستالين إلــــــــى (( أن حزبنا وشعبنا دائما اليوم وفي المستقبل يحتاج إلـــى المساندة والتضامن مــــــــن قبل الأحزاب الشيوعية الشقيقة وكذلك من قبل شعوب العالم وكما لفت انتباه أعضاء المؤتمر علــى التغيرات السريعة التي يقوم بها الامبرياليون سواء في تكتيكاتهم أو فـــــــي استراجيتهم )) .
وحذر ستالين من خطر فرض الحصار الاقتصادي علـــــــى الاتحاد السوفيتي الـذي حاولت الدول الامبريالية بزعامة أميركــا وبريطانيا ، أي أنهــــــــم يسعـون إلى تطويق رأسمالي للاتحاد السوفيتي فـــــــــــي المستقبل واعتبران فرض الحصار الاقتصادي ما هو الا نوعاًً مــن أنواع التدخل المباشر اوغيرالمباشرفــــــــي الشؤون الداخلية للدول وهو يشكل أكثر خطورة من الحرب العسكرية .
فاليــــــــــوم فان قوات حلف الناتو متواجدة فــــي جمهوريات أسيا الوسطى وجورجيا وانضمام جمهوريات البلطيق ودول أوربا الشرقية إلــــــــى حلف الناتو تم ويتم ذلك تحت غطاء ما يسمى بمكافحة الإرهاب الدولي ولا يستبعد مــــــــن انضمام بقية دول الرابطة المستقلة لهذا الحلف العدواني والوحشي .
لقد أشار ستالين بعد انتهــاء الحرب الوطنية العظمــــــــى أن هذه الحرب قــد خطفت مــــن عندنا أفضل وأحسن المواطنين وان هؤلاء الأبطال قد الحقوا الهزيمة الكبــرى بالفاشية الألمانية وهــم حرروا دولتهم العظمى من الألمان الفاشيين وكان يؤكد ستالين وباستمرارعلــى ضرورة أن يتم التفكيربمصيرالبلاد أولا ثم التفكير بالمصير الخاص ثانيا وكما حدد ستالين موقفه مــــن ألمانيا (( ليس لدينا رغبة في القضاء على ألمانيا وهذا امرأ شبه مستحيل كمـــــــا هو امرأ شبه مستحيل أن يتم القضاء علــــى الاتحاد السوفيتي ولكــــــــن يجب أن يتم القضاء على الحكومة الهتلرية ـ الفاشية وهذا ممكن وضروري وكما يجب أن يتم القضاء علـــــــــــــــــى الجيش الهتلري وقيادته )) .
وكــــــــــــان ستالين يـــــــؤكد للشعب السوفيتي أثنـــــــــاء حربة العادلة ضد الغزاة الفاشيين فان ( قضيتنا عادلة والنصر سيكون حليفنا ) .
لقد حذر يوسف ستالين حـــــــــــول الأخطار التــــــي تواجه البناء الاشتراكي إذ قال ( كلما تتقدم بلادنا فــــــي السير نحو الاشتراكية أكثــــر فأكثـــــــــــر فـــان مقاومة الخصوم ستتعاظم وتشتد ) .

خامسا:الشخصية التي كسبت احترام الخصوم .

معروف ان ستالين كان يتمتع بشخصية قوية وكان يمتلك خصائص وسمات القائد السياسي الذي لا يلين او ينحني امام العاصفة او في الاحداث الحرجة والصعبة امام خصومة الايدولوجين فهو كان حاسم وجريء وله مواقف مبدئية واضحة معلنة وغير قابلة للتفسيرات المزدوجة سواء مع رفاقة او خصومة وكان ستالين خصماً ايدولوجياً قوياً مع روزفلت وتشرشل وكانت مواقفة المبدئية يحسب لها حساب فعلى سبيل المثال في عام 1946  وصف ستالين بأن (تشرشل – هو مشعلاً للحروب ) وبهذا الخصوص القى تشرشل في كانون الاول عام 1959 خطابا في مجلس اللوردات البريطاني بمناسبة الذكرى ال 80 لميلاد يوسف ستالين قال فيها ( انها لسعادة كبيرة لروسيا وفي ظروفها الصعبة والقاهرة ان يظهر لها قائدا يقودها ويتمتع بالذكاء والدهاء قائداً لا يعرف التردد قائدًا حازماً مثل يوسف ستالين انه شخصية بارزة وكانت صلابة التي تكونت في حياته قد انعكست كليا في قيادته للسلطة وهذه الصلابة تلائمت والمرحلة التاريخية. لقد كان ستالين انساني وذو طاقة غير عادية ويملك سعة الاطلاع والعلم ، والتبحر وكما يملك عزيمة لا تثنى انه قائد يملك المفاجات قائداً حاسماً لا يعرف الهوادة سواء في القضايا الهامة او في الحديث وحتى انا (المقصود تشرشل ) الذي تربيت على نمط وسلوك البرلمان البريطاني لا استطيع ان اواجهه .
لقد كان ستالين يملك الكفاءة وبنفس الوقت يملك التهكم وهو القائد الذي يستطيع ان يعبر وبدقة كاملة عن كل افكاره وبشكل صريح وواضح وان كل مؤلفاته ومقالاته وخطبة كان يكتبها بنفسه وبشكل دائم وكانت نشاطاته العلمية موضع التطبيق الفعلي على ارض الواقع وهذه هي القوة التي امتلكها ستالين وهذه الشخصية لا يمكن ان تتكرر وسط قيادة الدولة السوفيتية وفي كل الأوقات خلق ستالين لدينا انطباع لا يمكن ان ينفعل وتاثيره على المواطنين لا يقاوم وعندما دخل الى قاعة الاجتماع في كونفرس مالطا (في منطقة القرم جنوب الاتحاد السوفيتي ) فنحن جميعا أي جميع الحضور قد نهضنا ووقفنا واضعين ايدينا الى الاسفل ) .
ثم يشير شرشل الى ان (كان ستالين يمتلك المنطق والفطنة ولم يلازمة الذعر وكان صادق ومستحيل التفوق عليه وكان دائما يجد الحلول خلال الاوقات الصعبة والحرجة للقضايا التي لا مخرجا لها سواء كانت في الاوقات التراجيدية او في أيام الاحتفالات والمناسبات وانه كان متماسك ولا يذعن او يستسلم للاوهام وهو كان شخص غير عادي وشخصية قوية ) . ويضيف تشرشل الى ان (عمل ستالين ووضع تحت قيادته امبراطورية عظمى وهو ذلك الانسان الذي استطاع ان يسحق خصمه على ايدي خصومه الاخرين وارغمنا نحن الذي اطلق ستالين علينا بالامبرياليين وان نحارب بعضنا البعض ان ستالين كان قائدا عظيما وهو تولى قيادة روسيا وحولها من بلدان المجرات الخشبى الى دولة عظمى تملك السلاح الذري ومهما حاولنا ان نتحدث عن عظمة ستالين فان التاريخ والشعوب سوف لن تنسى من مثل هذا القائد الموهوب ) (الموسوعة البريطانية ,المؤلف الخامس,السنة 1964)
يؤكد الرئيس الفرنسي الراحل ديغول (لقد تمتع ستالين بهيبة ونفوذ واحترام كبيرين ليس في داخل روسيا فقط بل حتى لدى اعداؤه ونجاحاته اكبر من خسائره ) . ويشير الرئيس الاميركي السابق بوش الكبير ومستشاره كروفورد في مذكراتهم انه (لو كان غورباتشوف يمتلك الهيبة والارادة السياسية على النمط الإستاليني وكان يملك الحزم كسليفة ستالين فنحن الأن لرأينا الاتحاد السوفيتي موجودا وكانت هناك امكانية لتجديد وتعزيز الاتحاد السوفيتي ) .
ان قادة البيريسترويكا و(الاصلاح الاقتصادي) ومنهم غورباتشوف ويلسين وبوتين اصبحوا (اصدقاء حميمين ) الى الدول الامبريالية ومنهم على سبيل المثال ريغان وبوش الكبير وكول وشيراك وكلينتون وبوش الصغير وبلير وشلورد وحتى برلسكوني رئيس وزراء ايطاليا الحالي فنتائج هذه (الصداقة ) اصبحت معروفة اليوم للجميع ولا تحتاج الى أي تعليق حتى المواطنين البسطاء ، وان هؤلاء "القادة" اليوم يركضون بسرعة غير عادية نحو الغرب الامبريالي وخاصة نحو اميريكا من اجل الحصول والاعتراف بهم على انهم دولة اقتصاد السوق الراسمالي و(النضال ) من اجل قبولهم في النادي الدولي (7-G) وغيرها من المنظمات الدولية الاخرى وان هؤلاء (القادة ) يبنون اليوم راسمالية متوحشة واجرامية لم يشهد لها التاريخ السياسي الحديث . وفي حالة استمرار هذه السياسة فلا يستبعد من تفكك روسيا الى دويلات صغيرة و (مستقلة) وهذا يتم اليوم وفق سيناريو ما يسمى بالاصلاح الاقتصادي ونتائج سيناريو ما يسمى بالبيريسترويكا معروفة للجميع ومن هنا ينشا الخطر على الشعب الروسي وسوف تكون نتائج هذه السياسة وخيمة ليس فقط على الشعب الروسي بل وعلى عموم شعوب جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق وغيرها من الشعوب .





سادسا : قصة البناء

كانت روسيا القيصرية قبل ثورة اكتوبر الاشتراكية متخلفة ب 100 عاما عن البلدان الرأسمالية في مجال تطور الصناعة وب 150 عاما في المجال الاجتماعي وكانت نسبية الامية فيها اكثر من 75 بالمئة ونظامها السياسي والاقتصادي والاجتماعي كان هجين في علاقاته الانتاجية  فهو كان يجمع بين بقايا العلاقات الانتاجية الاقطاعية والراسمالية المتخلفة في عموم الاقتصاد الوطني وخاصة في القطاع الزراعي ان اهم فروع القطاع الصناعي كانت موجودة في يد الاجانب وتراوحت هذه النسبة مابين 50 الى 75 بالمئة وكان متوسط العمر للمواطنين الروس 31 عاما وكانت تملك 109 معهد علمي فقط .
ان تاريخ روسيا مقعد وصعب  فعلى سبيل المثال خلال 1000سنة فان الشعب الروسي خاض حروباً خلال 700 سنة و300 عاما هي فترة سلام محفوفة بالمخاطر بدليل خلال القرن العشرين شارك الشعب الروسي في الحرب العالمية الاولى (1914-1918) والحرب الاهلية خلال الفترة (1918- 1922) والحرب العالمية الثانية (1941- 1945) والحرب الباردة خلال الفترة (1946- 1991) والحرب في افغانستان خلال الفترة (1979- 1988)
لقد واجهت ثورة اكتوبر الاشتراكية حروب عديدة وصعوبات اقتصادية وعسكرية ولكن بالرغم من كل هذه الصعوبات فان ثورة اكتوبر بقيادة لينين – ستالين إستطاعت من تحقيق النصر على خصومها وبنفس الوقت تحقيق منجزات كبرى وأن هذه المنجزات الكبرى من حيث المبدأ تحققت في زمن ستالين خلال الفترة من عام 1922 وحتى عام 1953 والسبب يعود الى الموقف المبدئي والحاسم إلى ستالين من مختلف القضايا والتفاف الشعب السوفيتي حول هذه القيادة التاريخية الفريدة من نوعها .
كانت سياسة ستالين الداخلية والخارجية ما هي الا امتداداً لسياسة لينين وإستطاع ستالين أن يحول مبادئ وقوانين النظرية إلى الميدان التطبيقي الملموس خلال فترة حكمه وخلال هذه الفترة لعب ستالين دوراً رئيسياً وكبيراً وهاماً في توحيد الجمهوريات في دولة واحدة ألا وهي إتحاد الجمهوريات السوفيتية الأشتراكية مشيراً إلى اهمية وحدة هذه الجمهوريات من حيث توفر كل الأسس والمقومات للوحدة في الميدان السياسي والإقتصادي والإجتماعي والعسكري ، وكما إكد ستالين على اهمية العامل الإقتصادي في وحدة هذه الجمهوريات مشيراً إلى توفر مواد الخام الأولية وقسمة العمل بين هذه الجمهوريات فعلى سبيل المثال جمهوريات الجنوب تزود الدولة السوفيتية بالحبوب والخضروات والفواكه ... وجمهوريات الشمال تزود الدولة السوفيتية بالطاقة والصناعات الثقيلة ... وكما أكد على أهمية دور الجبهة العسكرية الموحدة والتي تتطلب قيام جيش سوفيتي واحد قوي يؤمن ويضمن أمن وحماية وسلام السلطة السوفيتية والأشتراكية ومنجزاتها وتم تأسيس الجيش الأحمر في 23/2/1918 وكما أكد ايضاً على إن وحدة هذه الجمهوريات تقوم على إساس ومبدأ الطوعية والديمقراطية والتكافؤ .
 وكما أكد ستالين على أهمية البناء الإشتراكي ودور الحزب والشغيلة في ذلك مشيراً إلى ان السلطة السوفيتية والإشتراكية  تقوم من حيث المبدأ على العمل الهادف والواعي والمخطط والذي يغيب فيه الإستغلال وان الإشتراكية تكافح ضد كل أشكال الظلم والتعسف وهي تقوم على مبدأ العمل الجماعي الواعي وألهادف وأشار ستالين إلى إن الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج وراس المال والإستغلال البشع للجماهير ما هي إلا سمات رئيسية ملأزمة للنظام الرأسمالي وهذه السمات هي التي إدت إلى تقسيم المجتمع إلى طبقتين طبقة الإغنياء وهم دائما يشكلون الإقلية في أي مجتمع رأسمالي وطبقة الفقراء وهم يشكلون الغالبية العظمى في المجتمع وان هذه السمات كانت ولا تزال احد أهم الأسباب الرئيسية لأعلان ونشوب الحروب غير العادلة من قبل النظام الرأسمالي وخاصة في مرحلتة المتقدمة الإمبريالية إن ما تقوم به الإمبريالية الأميركية اليوم ضد شعوب العالم ما هو الأ حقيقة موضوعية وملموسة على تنبؤات لينين وستالين .
كان لستالين دوراً كبيراً في تعزيز وتطوير دور الحزب والسلطة السوفيتية في عملية البناء لإشتراكي والحفاظ عليها من قبل الخصوم الإيدولوجيين على الصعيدين المحلي والعالمي خلال فترة حكمه وهناك حقيقة موضوعية وهي إن ستالين هو الذي شيد الدولة العظمى وهو الذي بنى وأرسى القاعدة الصناعية والزراعية والتكنولوجية والعسكرية وهو أعطى الأولوية والأهمية لتطوير قطاع إنتاج وسائل الإنتاج (قطاع أ) على قطاع إنتاج وسائل الإستهلاك (قطاع ب ) وجاءت هذه الأهمية نتيجة للظروف والأخطار الصعبة والمحدقة التي واجهتها ثورة إكتوبر الإشتراكية داخلياً وخارجياً إذ قام الغرب الإمبريالي بدعم مالي وعسكري لقوى الثورة المضادة من أجل القضاء على السلطة السوفيتية والإشتراكية .
لقد أدرك يوسف ستالين هذه المخاطر وغيرها إذ تم التركيز على تطوير القطاع (أ) وتعزيز وتطوير القدرة العسكرية للجيش الأحمر وتزويده بالأسلحة الحديثة فعلى سبيل المثال زاد الأنفاق العسكري من 23 مليار روبل في عام 1938 الى 56 مليار روبل عام 1941 وخلال الحرب الوطنية العظمى وخلال السنة الاولى منها زاد إنتاج الطائرات الحربية من 8400 في عام 1938 إلى 11600 في عام 1942 والدبابات من 3800 إلى 6200 والمدافع من 22100 الى 40500 لنفس الفترة .
أعطى ستالين دوراً هاماً وكبيراً لجهاز المخابرات والأستخبارات العسكرية السوفيتية على الصعيدين المحلي والدولي وهذه الأهمية الإستثنائية قد املتها الظروف الصعبة واشتداد الصراع الإيديولوجي والإقتصادي والإجتماعي في تلك المرحلة وهو كان يشرف مباشرة على نشاط هذه المؤسسة وخاصة فيما يخص نشاطها الخارجي والهدف من كل ذلك هو العمل على إحباط وإفشال قوى الثورة على الصعيدين الداخلي والخارجي وبدليل خلال عام 1940 وبداية عام 1941 تم القضاء على 66 من كبار ألعملاء السريين الأجانب و 1600 عميل ومناصر للفاشية الالمانية ومنهم 1400 عميل في القسم الغربي من الأتحاد السوفيتي وكما إستطاع هذا الجهاز ان يقوض وبشكل كامل على شبكة التجسس الالمانية المتواجدة في الأتحاد السوفيتي .
إستطاع الشعب السوفيتي والحزب الشيوعي السوفيتي بقيادة ستالين من تحقيق النصر على قوى الثورة المضادة خلال الفترة من عام 1918 وحتى عام 1922 اذ تم إعدام 12733 شخصاً منهم 5106 شخصاً من قوى الثورة المضادة و 7628 شخصاً من اللصوص وقطاع الطرق والمترتشين والهاربين من ابداء الخدمة العسكرية وكما قام ستالين بعد تصفية جيوب قوى الثورة المضادة بإدخال سياسة التصنيع وإدخال التعاون الزراعي وتشريع دستور إشتراكي للبلاد وغير ذلك .
وكما يلاحظ إن ستالين رفض الفكرة القائلة بإن الإشتراكية قد انتصرت وبشكل نهائي إذ قال انها فكرة سابقة لإوانها وكما رفض فكرة تروتسكي حول الثورة العالمية بل إكد ستالين على إهمية إتخاذ مجموعة من الإجراءات والتدابير السياسية والإقتصادية والأمنية والعسكرية وعلى الصعيدين من أجل ألحفاظ على السلطة السوفيتية والنظام الإشتراكي من قبل الخصوم الإ يديولوجيين .
وكما هو معروف وخلال فترة الثلاثينيات من القرن الماضي واجهة النظام الرأسمالي العالمي وخاصة ألولايات المتحدة الأميركية أزمة عامة وشاملة شملت جميع مرافق الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية ... فعلى سبيل المثال هبط الإنتاج المادي في أميركا بنسبة تراوحت ما بين 10 الى 15 بالمئة وبلغ عدد العاطلين عن العمل ما بين 15 الى 17 مليون شخص عاطل عن العمل ناهيك عن تفشي الجريمة في المجتمع الأميركي في حين ان الإقتصاد الإشتراكي السوفيتي وخلال تلك الفترة قد حقق معدلات نمو إقتصادي كما حدث في القطاع الصناعي إذ تراوحت مابين 25% الى 30% وبنفس الوقت لوحظ أن القطاع الزراعي لم يحقق معدلات نمو إقتصادي كما حدث في القطاع الصناعي ويعود احد أهم الاسباب الرئيسية إلى وجود الكولاك وتأثيراتهم السلبية على الفلاحين وعلى هذا الإساس فان طبقة الأغنياء أصبحت معرقلة لعملية التطور الإقتصادي – الإجتماعي في الريف السوفيتي ونتيجة لذلك تم إتخاذ قراراً بتاميم الأرض الزراعية وإقامة الكلخوزات والسفخوزات الزراعية .
إكد ستالين على مسالة غاية في الأهمية وهي إن سياسة التصنيع تحتاج إلى سلطة مركزية وهي المفتاح الرئيس لعملية البناء الإشتراكي في الإتحاد السوفيتي وكما إكد أيضا على أهمية إدخال التكنولوجيا للقطاعات الإقتصادية وخاصة القطاعات الإنتاجية منها و العمل على تعزيز دور و مكانة الطبقة العاملة و الفلاحية في هذه القطاعات. وكما أعتبر ان إنتاجية العمل وزيادتها هي احد أهم المؤشرات الإقتصادية لنجاح الإقتصاد الإشتراكي لأن ذلك سيؤدي إلى زيادة الإنتاج المادي وهذا يؤدي بدورة إلى خفظ كلفة الإنتاج وبالتالي يؤدي ذلك إلى إنخفاض أسعار المنتجات وبالنتيجة سوف تتحقق زيادة حقيقية للدخل الحقيقي للمواطنين أي تحسين المستوى المعاشي والروحي للشغيلة وهذا هو الهدف الرئيس للاقتصاد الإشتراكي .
إن الشعب السوفيتي قد تكبد خسائر بشرية ومادية كبيرة في حربة العادلة ضد الغزاة الالمان وخلال فترة الحرب العالمية الثانية كانت خسائر الإتحاد السوفيتي إذ قام الجيش الالماني الفاشي بحرق وهدم 1715 مدينة كبيرة وصغيرة واكثر من 70 الف قرية زراعية وهدموا اكثر من 6 مليون بناية وكما هدموا 31850 مصنع ومعمل وخربوا 65 الف كيلو متر لخطوط السكك الحديدية و4100 محطة قطار و36 الف مركز بريد ومحطة هاتف وكما هربوا إلى المانيا 7 مليون حصان و17 مليون رأس من الابقار و20 مليون رأس خنزير و27 مليون رأس من الأغنام والماعز وكما هدموا وخربوا 40 الف مستوصف ومستشفى و84 الف مدرسة ومعهد وجامعة ومؤسسة بحث علمية و43 الف مكتبة وكما بلغت كلفة الحرب العادلة للشعب السوفيتي مع الفاشية الالمانية 679 مليار روبل أما الكلفة الإجمالية للحرب مع الالمان واليابان فقد بلغت 1890 مليار روبل اما الخسائر البشرية للحرب الوطنية العظمى فتراوحت ما بين 27 الى 30 مليون شخص أن النصر الذي حققه الشعب السوفيتي و الحزب الشيوعي السوفيتي بقيادة ستالين على الفاشية الالمانية وما الحقت به من  خسائر بشرية ومادية كبيرة وبعد تحقيق هذا الإنتصار الكبير حدد ستالين 3 مهام رئيسية وهي :
المهمة الاولى : ضرورة توفير وضمان الطعام والملبس للمواطنين والعمل التدريجي على الغاء نظام البطاقات التموينية بالنسبة للسلع الغذائية الضرورية فيعتبر الخبز السلعة رقم 1 يجب ان يتم توفيرها للمواطنين وبسعر شبه مجاني .
المهمة الثانية : العمل على وضع خطة وبشكل سريع لإعادة ماخربتة الحرب للمدن والقرى والمصانع والمعامل والمدارس والمستشفيات والطرق ... وان تحقيق هذا يعني عودة الحياة الطبيعية للمواطنين والإقتصاد السوفيتي .
المهمة الثالثة : ومن أجل انجاز المهمة الاولى والثانية فنحن نحتاج إلى إعداد كادر علمي ومهني ونحتاج الى رأس مال ومواد الخام الإولية وان كل هذه المقومات يمكن تنفيذها وهي موجودة لدى الشعب السوفيتي .

سابعا :بعض منجزات الإشتراكية بالارقام للفترة 1918- 1991

1- خلال الفترة من عام 1918 وحتى عام 1922 زاد الإنتاج الصناعي بـ (5) مرات والقطاع الزراعي بـ (1,5) مرة والدخل القومي بـ (4) مرات بالمقارنة مع عام 1913 وكما زاد عدد سكان روسيا – الإتحاد السوفيتي من 130 مليون نسمة عام 1917 الى 165 مليون نسمة في عام 1933 وخلال فترة النظام الإشتراكي من عام 1917 وحتى عام 1990 ازداد عدد السكان سنوياً وبالمتوسط بـ (2,7) مليون نسمة وفي عام 1926 بلغت نسبة الأمية 60 بالمئة والمتعلمين بنسبة 40 بالمئة أما في عام 1939 فبلغت نسبة المتعلمين 81 بالمئة والأمية بنسبة 19 بالمئة واخيراً تم القضاء على الأمية نهائياً .
2- لقد حقق الإقتصاد الإشتراكي السوفيتي خلال الفترة 1933-1938  الاتي : زاد الدخل القومي بـ2,16 وزاد صندوق المرتبات و الأجور بـ 2,26 مرة وزادت إنتاجية الحبوب في الزراعة ب2,36 مرة وزادت ميزانية الحكومة للجانب الإجتماعي والثقافي بـ (6) مرات وزاد عدد الدارسين خلال الفترة بـ (142,6) مرة وتم بناء  20607مدرسة منها 16353 مدرسة في الريف السوفيتي و4254 مدرسة في المدينة .
3- وخلال الفترة من عام 1930 وحتى عام 1940 إحتل الإتحاد السوفيتي المرتبة الثانية في العالم في مجال التصنيع و الإنتاجي الصناعي وخلال هذه الفترة زاد الإنتاج الصناعي بـ (7,7) مرة وزاد إنتاج المكائن الثقيلة (إنشاء المكائن) وصناعة المعادن بـ (30) مرة لنفس الفترة بالمقارنة مع عام 1913 وان أكثر من 80 بالمئة من المؤسسات الصناعية تم بنائها في ظل السلطة السوفيتية .
4- وبعد 5 سنوات من إنتهاء الحرب الوطنية العظمى أي خلال الفترة (1946-1950) زاد الإنتاج الصناعي في الإتحاد السوفيتي ب123 بالمئة بالمقارنة مع عام 1924 أما في امريكا فزاد الإنتاج الصناعي بـ (2) مرة وفي بريطانيا 60 بالمئة وفي ايطاليا بـ34 بالمئة وفي فرنسا بـ4 بالمئة لنفس الفترة وخلال الفترة من عام 1951 وحتى عام 1977 بلغ متوسط معدل النمو للقطاع الصناعي في الإتحاد السوفيتي بـ ( 9,3) بالمئة في حين بلغ في اميركا 4,2 في القطاع الزراعي السوفيتي بلغ متوسط معدل النمو 3,5 % أما في اميركا فبلغ 1,8 بالمئة والدخل القومي السوفيتي بنسبة 7,9 بالمئة أما في امريكا فبلغ3,5 بالمئة .
5- حققت الإشتراكية السوفيتية خلال الفترة من عام 1918 وحتى عام 1991 نجاحات كبيرة ف المجال الإقتصادي إذ زاد الدخل القومي بـ (170) مرة وزاد حجم الإنتاج الصناعي بـ (530) مرة وزاد حجم الإنتاج الزراعي بـ (5,5) مرة وكما زادت حصة الإتحاد السوفيتي في الإنتاج الصناعي العالمي من 1 بالمئة في عام 1920 الى 20 بالمئة حتى اواسط الثمانينات وكما بلغ معدل النمو الإقتصادي خلال الفترة حكم  ستالين (1922-1953) وبدون حساب الصناعات الحربية ما بين 13 الى 18 بالمئة .
6- وخلال 10سنوات (1946-1955) تم إعادة بناء الإقتصاد الإشتراكي السوفيتي الذي خربتة الحرب العالمية الثانية في حين كانت تشير تقديرات الخبراء الغربيين بإن الإقتصاد السوفيتي يحتاج إلى أكثر من 50 سنة من أجل أعادة أعماره  وفي عام 1947 تم الغاء نظام البطاقة التموينية وخلال الفترة من عام 1950 وحتى عام 1955 فان السلطة السوفيتية عملت وبأستمرار على تخفيض أسعار السلع الغذائية للمواطنين وتراوحت نسبة التخفيض ما بين 30 الى 50 بالمئة مما ساعد هذا على خلق الرخاء الإقتصادي والإجتماعي للمواطنين وكما إكد ستالين على أهمية تشجيع المبادرات الإشتراكية والمنافسة بين المؤسسات الإشتراكية .
7- حققت سياسة ستالين على الصعيد السياسي والإقتصادي – الإجتماعي والثقافي والعسكري انجازات كبيرة وغاية في الأهمية فعلى سبيل المثال في عام 1949 تم صنع القنبلة الذرية وفي عام 1953 تم صنع القنبلة الهيدروجينية وفي عام عام 1954 تم تشييد أول محطة كهروذرية في العالم وفي عام  1957ثم غزو الفضاء وفي عام 1959 ثم صنع أول غواصة ذرية حربية في العالم وفي عام 1961 أول بلد يغزو الفضاء برجل الفضاء المعروف يوري غاغارين وان 10 من العلماء السوفيت وخلال فترة حكم ستالين حصلوا على جائزة نوبل للسلام وان كل النجاحات السياسية والإقتصادية – الإجتماعية والثقافية والعسكرية التي تحققت بعدة وفاة ستالين كانت تعتمد على الإسس التي وضعها ستالين بالدرجة الاولى فعلى سبيل المثال وفي المجال العلمي وخلال الفترة من عام 1970 وحتى عام 1980 تم بناء أكثر من 5000 معهد للبحوث العلمية و40 الف مكتب للتصميم و 2300 خبيراً في مجال الصناعة فقط و3000 مختبر علمي ... ناهيك عن إمتلاك لإتحاد السوفيتي السلاح النووي والكيماوي والصواريخ البالستيكية وغيرها .
8- إن أهم الخدمات الجلية والكبرى التي قدمها الشعب السوفيتي والحزب الشيوعي السوفيتي بقيادة ستالين لشعوب وحكومات العالم قاطبة بما فيها البلدان الرأسمالية إذ تم القضاء على الفاشية الالمانية بقيادة هتلر وان الجيش الأحمر بقيادة ستالين قد حرر بلاده وبلدان اوربا الشرقية وأكثر من نصف بلدان اوربا من أخطر خطر الطاعون الاسود في القرن العشرين المتمثل بالفاشية الهتلرية وكان ستالين يؤكد دائماً (ايها الرفاق إن قضيتنا عادلة وسوف يتم سحق العدو والنصر سيكون حليفنا ) ومقولته الشهيرة (لا خطوة إلى الوراء ) تعني أما تحقيق النصر والحفاظ على النظام الإشتراكي والسلطة السوفيتية أو الإستشهاد من أجل الإشتراكية .
9 - مضت 50 سنة على وفاة القائد الشيوعي العالمي يوسف ستالين ولا يزال يدور النقاش إلحاد بين مؤيديه وانصاره من جهة وبين خصومة الإيديولوجين من جهة أخرى حول دوره وكانته الإقتصادية والسياسية والفكرية والعسكرية والثقافية وعلى الصعيدين المحلي والعالمي . إنه القائد السياسي الذي ساهم في تأسيس حزب من طراز جديد وقاد هذا الحزب خلال أكثر من 30 عاماً وساهم في وضع أسس وتعزيز التحالف الطبقي بين العمال والفلاحين وكان هدفة الرئيس هو الحفاظ على الحزب ووحدته الفكرية وهويته الطبقية والحفاظ على السلطة السوفيتية والإشتراكية ومنجزاتها والدفاع المبدئي عن الثورة الإشتراكية وكان ستالين يؤكد على مسالة هامة وهي إن دور وواجب الشيوعيين السوفيت أمام الحركة الثورية العالمية يكمن في مسأليتن رئيسيتين وأساسيتين وهما الحفاظ على السلطة السوفيتية ونجاح عملية البناء الإشتراكي في الإتحاد السوفيتي .
إن منجزات يوسف ستالين كانت كبيرة وذات مغزى وأهمية سياسية وإقتصادية – وإجتماعية وإيديولوجية وعلى الصعيدين المحلي والعالمي فالقضاء على قوى الثورة المضادة في الداخل والانتصار على الفاشية الالمانية وسياسة التصنيع وكلخزة الإقتصادالزراعي والثورة الثقافية وتأسيس الإتحاد السوفيتي وتحويله إلى دولة عظمى إقتصادية وعسكرية وتشريع الدستور الإشتراكي واقرار مجانية التعليم والعلاج والسكن وضمان حق العمل والشيخوخة والقضاء على البطالة والجريمة والفساد المالي وخلق جيل ثوري يمتلك الروح الوطنية والثورية والإستعداد الكامل في التضحية من أجل القضايا السامية والعادلة والقضاء على الأمية وكافة الامراض وحل المسالة القومية إذ عاش الشعب السوفيتي بالأمان والإستقرار والرخاء و مجتمع خالي من الحروب الأهلية والنزاعات القومية والدينية وكما قدم الإتحاد السوفيتي منذ الخمسينات وحتى اواسط الثمانينات الدعم السياسي والإقتصادي – الإجتماعي والعسكري لحركات التحرر الوطنية في بلدان آسيا وافريقيا وامريكا اللإتينية وبسبب هذا الدعم والأسناد نالت غالبية دول البلدان النامية إستقلالها السياسي وكما عمل الإتحاد السوفيتي على تعزيز وإسناد هذه الدول من أجل تعزيز إستقلالها الإقتصادي ومن خلال وجود الإتحاد السوفيتي كدولة عظمى سياسياً واقتصادياً وعسكرياً فان شعوب العالم قد عاشت نوعاً من الإستقرار والرخاء السياسي والإقتصادي النسبي وعاش عالمنا نوعاً من التوازن والتكافؤ السياسي والإقتصادي والعسكري بين المعسكر الإشتراكي والرأسمالي ولعبت منظمة الأمم المتحدة دورها الإيجابي على الصعيد العالمي بسبب وجودالإتحاد السوفيتي والمعسكر الإشتراكي .
إن هذه المنجزات وغيرها قد منحت يوسف ستالين على إن يكون قائداً وزعيماً شعبياً ليس فقط على الصعيد المحلي بل وعلى الصعيد العالمي انه قائد ومفكر نظري ويملك الاطلاع الواسع وفي مختلف الأتجاهات الفكرية والسياسية والإقتصادية والثقافية وكما أنه كان قائداً عسكرياً إمتلك فن القيادة العسكرية الناجحة وهو القائد الذي امتلك القوة والعدالة في إن واحد وهو الذي قضى على التمايز الطبقي والإقتصادي – والإجتماعي في المجتمع وهو الذي قضى على البيروقراطية داخل الحزب والسلطة وهو الذي نذر نفسة الى القضية العادلة الا وهي بناء المجتمع الإشتراكي وهو لم يفكر بإي شيء شخصي خاص به أنه المناضل الزاهد في الدنيا وبكل أمتيازاتها ومغرياتها الكبيرة المادية وغير المادية. أنه عاش عيشة متواضعة وفي شقة مكونة من غرفتين عاش فيها مع عائلته وهو زعيم أكبر حزب ودولة في العالم مما أضطر لينين من إن يكلف رئيس حرسه ابرام بيلنيك من إن يجد الى ستالين شقة افضل مكونة من 3 غرف واخيراً انتقل ستالين وعائلته الى الشقة الجديدة وبعد فترة قصيرة خصصت الحكومة السوفيتية داجة (بيت صيفي) في منطقتة زويالوفا وبعد ترميم البيت الصيفي انتقل ستالين وعائلته الى البيت الجديد المتواضع في شكلة وفي داخلة وعاش فيه حتى وفاته في 5/3/1953 .
يقول الباحث والبروفسور الإسكندر زينوفييق والذي لديه مؤلفات عديدة بالضد من الإتحاد السوفيتي والشيوعية عندما كان يعيش في الخارج وهو اليوم يدافع عن السلطة السوفيتية والشيوعية (إن نظام السلطة والنظام الإجتماعي الذي كان موجوداً قبل عام 1985 ) (المقصود السلطة السوفيتية من عام 1917- 1984) كان يمثل مجداً للتاريخ الروسي وان روسيا – الإتحاد السوفيتي إستطاع إن يقاوم هجوم الغرب ولسبب بسيط جداً لأن هذا البلد كان بلداً شيوعياً ، وفي أي شكل اخر من النظام فأنه لن يستطيع البقاء بل سيواجه حتمية فنائه) .
إن ستالين لم يكن نبياً معصوماً من الخطأ أو النواقص التي يمكن لها إن تحدث في عملية التحولات السياسية والإقتصادية – الإجتماعية وان هذه الأخطاء لا يمكن ان يتحملها ستالين وحده فقط بل يتحملها ايضاً بقية القياديين في الحزب والسلطة اولاً وكما يجب إن ينظر إلى هذه النواقص بموضوعية من حيث تحديدها ومناقشتها أخذين بنظر الأعتبار الظروف المعقدة والصعبة التي وأجهت الثورة الإشتراكية من عام 1917 وحتى عام 1953 لأن هذه المرحلة الخطيرة قد عكست حدة الصراع السياسي والإيديولوجي بين قوى الثورة الإشتراكية وقوى الثورة المضادة في الداخل والخارج ثانياً ، ومن الضروري إن يؤخذ بنظر الأعتبار الدور التاريخي للسلطة السوفيتية بقيادة لينين- ستالين على الصعيدين الداخلي والخارجي ثالثاً ، وكذلك يجب إن يؤخذ بنظر الأعتبار المشاكل السياسية والإقتصادية – الإجتماعية المعقدة وما يشكله الإتحاد السوفيتي من مساحة شكلت سدس مساحة العالم  رابعاً .
 ان النواقص والأخطاء التي وقعت في زمن ستالين لم تكن مقصودة أو مخطط لها فهي أخطاء ونواقص حدثت في تلك المرحلة الزمنية الصعبة ولها أسبابها الموضوعية والذاتية وان تضخيم وتشوية وافتعال هذه النواقص من قبل الإعلام البرجوازي (الديمقراطي) الروسي يقف وراؤها العناصر غير الروسية وخونة الحزب من التحريفيين والإنتهازيين والوصوليين على الصعيد الداخلي وقوى الثالوث العالمي على الصعيد الخارجي وكما نعتقد سوف تستمر هذه الحملة اللاموضوعية من أجل خلق إرهاب نفسي للمواطنين السوفيت –  الروس ولفترة غير قصيرة .
إن ستالين دخل التاريخ من أوسع ابوابة النظيفة كمناضل صلب لمبادئه وفكره واهدافه فالعظماء والإبطال الثوريين والتقدميين لم يتركوا من ورائهم الا تراثهم الفكري والعلمي والثقافي الكبير والذي لا يمكن إن يقدر بثمن مادي ولصالح البشرية جمعاء فان هؤلاء القادة كانوا زاهدين الدنيا ولديهم هدفاً رئيسياً وهو تحقيق الرخاء الإقتصادي والإجتماعي والأستقرار والسلام للبشرية التقدمية وان ماركس وانجلز ولينين وستالين وماو وهوشي منه .... إلا امثلة حية على ذلك .
إن ستالين لم يترك أي شيء سوى إنجازاته الكبرى ومواقفه المبدئية المعروفة ومساهماته الفكرية في أغناء النظرية الماركسية – اللينينية فالتاريخ يخلد القادة الأبطال الذين دافعوا عن مصالح شعوبهم ومبادئهم وأفكارهم السامية أما خونة الفكر فمصيرهم دائماً في المستنقع وفي مزبلة التاريخ والأمثلة كثيرة من مثل هذه النخبة الفاسدة .



الـخـلاصـة

اولا :- إن ستالين لم يكن شخصية بسيطة فهو القائد وألمفكر وألمبدع وهو المواطن الجورجي ومن العائلة الكادحة والذي إستطاع إن يحظى وينال ثقة قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي وان يصبح رئيساً للحزب والدولة السوفيتية خلال أكثر من 3 عقود وقد حقق نجاحات وانتصارات كبرى وعلى مختلف الميادين ومن أهمها تشيد الدولة العظمى – الإتحاد السوفيتي وان شخصية ستالين ومؤلفاته العلمية تحتاج الدراسة العلمية من قبل الباحثين السوفيت – الروس ومن قبل معهد علمي متخصص لتلك المهمة النبيلة .

ثانيا:- إن ستالين شخصية سياسية إمتلك مواهب غير عادية وهو أول قائد شيوعي في الحركة الشيوعية العالمية بدأ بتطبيق أفكار النظرية الماركسية – اللينينية على أرض الواقع وقد حقق إنجازات وعلى مختلف الأصعدة وخلال فترة قصيرة ومعقدة بالصراعات السياسية والحروب وهذه الإنجازات تفوق ما حققته الرأسمالية من إنجازات خلال عمرها الذي تجاوز الـ 300 عاماً إن لينين كان قائداً ومفكراً ومبدعاً للنظرية أما ستالين فتميز بجمع صفة القائد والمفكر والمطبق للفكر على أرض الواقع وبالملموس .

ثالثا : - إن اللوبي اليهودي الروسي والمرتبط أرتباطاً وثيقاً باللوبي اليهودي العالمي وخاصة باللوبي اليهودي الأميركي كان ولا يزال وراءتسعير وإستمرار الحملة الإعلامية الهيستيرية ضد ستالين ومنجزاته الكبرى وكما إستحوذ اللوبي اليهودي الروسي على حصة الأسد من ثروة الشعب الروسي وان اللوبي اليهودي الروسي يمتلك في يده المال والإعلام والسلطة ويتم إستخدام هذه العناصر الثلاثة لخدمة أهدافه السياسية والإقتصادية والإيديولوجية وإتحد مع هذا اللوبي في حملته الهستيرية (قادة البيريسترويكا – الإصلاح الإقتصادي) ومن التحريفيين والانتهازيين في داخل المجتمع السوفيتي الروسي وان الحملة الاعلامية واستمراريتها تحمل طابعاً ايديولوجياً وسياسياً بالدرجة الأولى ونعتقد ان السبب يعود إلى ان ستالين كان له موقفاً حاسماً من هذه العناصر لا يعرف المساومة ولا المهادنة لأن ستالين كان يدرك وبشكل جيد مخاطر ودور العناصر غير الروسية وتأثيرها على الحزب والسلطة السوفيتية والإشتراكية ومنجزاتها بهدف القضاء على كل ذلك .

رابعا :- لم يستطيع اللوبي اليهودي الروسي وقوى الثورة المضادة و (قادة البيريسترويكا- الإصلاح الإقتصادي ) من أن يوجهوا تُهماً إلى ستالين مثل (تهمة الخيانة او تهمة الفساد المالي أو تهمة تهريب الأموال ...) بل يركزون على نقطة واحدة وبإستمرار ويتم إعادتها وبأشكال مختلفة يومياً ألا وهي (حملة الاضطهاد السياسي ) خلال فترة الثلاثينيات من القرن الماضي .
خامسا:- لو لم يكن ستالين حازماً ومبدئياً ومدركاً لكل الابعاد والمخاطر والمشاكل التي واجهت الحزب والسلطة السوفيتية وماهي القوى التي كانت تقف وراء هذه الاخطار على الصعيدين المحلي والعالمي لما استطاع ان يحقق النصر على قوى الثورة المضادة في الداخل ولما استطاع ان يلحق الهزيمة بالفاشية الالمانية وليدة النظام الرأسمالي ولما استطاع أن يعيد اعمار البلاد ويحقق المنجزات الكبرى ولما استطاع ان يخلق دولة عظمى سياسياً واقتصادياً وعسكرياً والتي شكلت قطباً رئيسياً عالمياً والتي ساعدت على تحقيق الاستقرار والتوازن في العالم والذي دام اكثر من 50 سنة .