Sunday, December 25, 2011

الحركة الماركسية اللينينية المغربية في مواجهة تحالف الإشتراكية الشوفينية - الظلامية الرجعية


الحركة الماركسية اللينينية المغربية في مواجهة تحالف الإشتراكية الشوفينية - الظلامية الرجعية

 
تقديــم

أسدلت الثورات الشعبية المغاربية و العربية الستار عن خرافة سيطرة الظلامية الرجعية على الشارع المغاربي و العربي بتحالف مع الإشتراكية الشوفينية المدعومة من طرف تحالف الإمبريالية ـ الصهيونية ـ الرجعية العربية الوهابية ، و لمعرفة أسباب السيطرة المرحلية للتوجه الظلامي الرجعي على الإنتفاضات الشعبية المغاربية و العربية لا بد من الوقوف على الأسس المادية التاريخية لتطور الحركة الظلامية الرجعية بالبلدان المغاربية و العربية في علاقتها بالإمبريالية والصهيونية و الرجعية العربية الوهابية.

لقد أكدت منظمة "إلى الأمام" في استراتيجيتها الثورية على العلاقة بين الثورة المغربية و الثورة العربية و العالمية في ظل دول "الإقطاعيات و البورجوازيات العربية" و أكدت على زيف أيديولوجية السلطة العسكرية الإنقلابية البعثية و الناصرية ، التي حاربت المد الشيوعي في أوساط الحركة العمالية المغاربية و العربية و في نفس الوقت قمعت الحركات الظلامية الرجعية باسم الإشتراكية الشوفينية.

و كان لبروز الثورات المغاربية و العربية دور هام في النقاش الدائر بين الماركسيين اللينينيين المغاربة حول الثورة و علاقتها بالإنتفاضة و مكانة الحركة الماركسية اللينينية فيها حيث يتم الخلط بين مفهومي الثورة و الإنتفاضة ، وحسب التجارب العالمية فإن الثورة في القرن 20 عرفت صيغتين أساسيتين متناقضتين متكاملتين و هما الثورة الروسية المتسمة بشكل الإنتفاضة و الثورة الصينية المتسمة بشكل حرب التحرير الشعبية ، و لكل ثورة من هاتين الثورتين مميزاتها الخاصة بها حسب الشروط المادية التاريخية التي أنتجتها ، فالإنتفاضة بروسيا تمت بعد تجاوز مرحلة الثورة الديمقراطية البورجوازية في 1905 التي مهدت لثورة 1917 باعتبار روسيا بلدا إمبرياليا ، بينما الثورة الصينية بشكلها الحربي التحريري أنتجتها مقاومة الإستعمار القديم باعتبار الصين دولة شبه مستعمرة مما تطلب ثورة وطنية ديمقراطية شعبية تضع أسس الديمقراطية البروليتارية.

فالثورات المغاربية و العربية اليوم عبارة عن انتفاضات شعبية لم ترق إلى مستوى الإنتفاضة بروسيا حيث هذه البلدان تحكمها دول كومبرادورية تابعة للإمبريالية و لم تعرف ثورات ديمقراطية بورجوازية بعد فشل حركات التحرر الوطنية ضد الإستعمار القديم و لم تنشأ بها أحزاب بروليتارية ثورية ، الشيء الذي جعل هذه الإنتفاضات الشعبية غير قادرة على المرور إلى مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية مما فتح الباب أمام تحالف الإشتراكية الشوفينية و الظلامية الرجعية للسيطرة على السلطة بعد سقوط الديكتاتوريات التقليدية.

الأسس المادية التاريخية لتحالف الإشتراكية الشوفينية و الظلامية الرجعية

كان للإشتراكية الشوفينية و التحريفية الإنتهازية دور هام في عزل الحركة العمالية المغاربية و العربية عن الجماهير الشعبية بعد سيطرة البورجوازية البيروقراطية الحزبية على النقابات و تسخيرها لدعم الأنظمة الكومبرادورية خلال الإستعمار الجديد.
و كانت الثورة الفلسطينية الوحيدة التي اختارت الكفاح المسلح ضد العدو الصهيوني في الوقت الذي عملت فيه الرجعية العربية (الأنظمة الملكية بالخليج و الأردن و المغرب) على ربط علاقات وطيدة بالإمبريالية و الصهيونية وعملت على دعم الحركة الظلامية الرجعية ضد :

1 ـ الحركة الماركسية اللينينية بالبلدان المغاربية و العربية و على رأسها منظمة "إلى الأمام".
2 ـ البعثية و الناصرية المتسمتان بالإشتراكية الشوفينية المناهضتان للحركة الماركسية اللينينية و الظلامية الرجعية.

و تم تسخير "الجامعة العربية" و "منظمة الدولة الإسلامية" لضرب الأسس الثورية للمقاومة الفلسطينية المسلحة عبر تبني القضية الفلسطينية للتحكم في توجهاتها الثورية في اتجاه نمو الخط التصالح مع العدو الصهيوني ، في الوقت الذي انخرطت الرجعية العربية الوهابية في الصراع بين الإمبريالية الأمريكية و الإشتراكية الإمبريالية السوفييتية (ما يسمى بالحرب الباردة) ، من أجل توظيف الحركة الظلامية الرجعية في هذا الصراع خاصة في الحرب الأولى بأفغانستان بقيادة الحركة الوهابية الرجعية عبر تسخير النظام العسكري التيوقراطي بالباكستان من طرف الإمبريالية الأمريكية ضد الإشتراكية الإمبريالية السوفييتية.

و كان لا بد من توظيف الحركة الظلامية الرجعية ضد الثورة العربية من طرف تحالف الإمبريالية- الصهيونية- الرجعية العربية لضرب المقاومة المسلحة الفلسطينية من أجل السيطرة على منابع البترول و الغاز ، و مع تنامي هذا الصراع بروزت ثلاثة نماذج أنظمة تيوقراطية و هي :

1 ـ النظام التيوقراطي التركي في ظل دولة علمانية شكلا تم إبعاد الجيش فيها عن السلطة.
2 ـ النظام التيوقراطي الباكستاني في ظل دولة دينية يسيطر فيها الجيش على السلطة.
3 ـ النظام التيوقراطي الإيراني في ظل دولة دينية تعتمد في سلطتها على "إمامة الفقيه".

و نمى الصراع بين هذه النماذج الثلاثة لدول تيوقراطية من أجل الإمتداد في البلدان المغاربية و العربية في علاقتها بالإمبريالية و الصهيونية و الرجعية العربية الوهابية.

ففي ظل الصراع بين البعثية الإشتراكية الشوفينية بالعراق و سوريا في صراعهما مع الناصرية الإشتراكية الشةفينية بمصر حول الزعامة بالبلدان المغاربية و العربية في مواجهة الرجعية العربية للأنظمة التيوقراطية الملكية بزعامة الدولة التيوقراطية الوهابية بالسعودية ، تم سحق الحركة الماركسية اللينينية من طرف الإشتراكية الشوفينية البعثية و الناصرية في نفس الوقت الذي تم فيه قمع الحركة الظلامية الرجعية بالعراق و سوريا و مصر ، من أجل بناء دول سلطة الأنظمة العسكرية الإنقلابية بالبلدان المغاربية و العربية ( شمال إفريقيا : ليبيا،الجزائر، فشلها في المغرب بعد الإنقلابين العسكريين1971 و 1972) و (الجزيرة العربية :اليمن) و امتداداتها بإقريقيا.

و بعد هزيمة الإشتراكية الشوفينية البعثية و الناصرية في حرب 1967 ضد العدو الصهيوني عملت الرجعية العربية الوهابية بدعم من الإمبريالية و الصهيونية على ترويج خرافة أسباب الهزيمة بدعوى تغييب عامل الدين في الحرب من طرف البعثية و الناصرية ، و تم التخطيط لحرب أكتوبر 1973 تحت لواء الإسلام لرد الإعتبار للحركة الظلامية الرجعية الوهابية من أجل :

1 ـ ضرب الأيديولوجية البعثية و الناصرية المتسمة بالإشتراكية الشوفينية.
2 ـ إستغلال الإسلام أيديولوجيا من طرف الحركة الوهابية الظلامية الرجعية.
3 ـ ضرب الحركة الماركسية اللينينية بالبلدان المغاربية و العربية.

و لضرب الثورة الفلسطينية المسلحة و امتداداتها بالبلدان المغاربية و العربية تم تنفيذ المخطط التالي :

1 ـ إشعال الحرب الأهلية بلبنان في 1975 لعب فيها البعد الديني (الإسلام و المسيحية) دورا أساسيا لضرب المقاومة الفلسطينية المسلحة بالجنوب.
2 ـ إشعال الحرب بالصحراء الغربية لعزل الحركة الثورية المغاربية عبر تفعيل الصراع بين المغرب و الجزائر.
3 ـ عقد إتفاقية كامب ديفيد بين مصر و الدولة الصهيونية لعزل الناصرية عن البعثية في 1979.
4 ـ إجهاض الثورة الإيرانية بتنصيب الإمام الخميني على رأس دولة تيوقراطية في 1979.

هكذا تم وضع الأسس المادية لدعم الحركة الظلامية الرجعية الوهابية من طرف الإمبريالية و الصهيونية و الرجعية العربية ضد الإشتراكية الشوفينية البعثية ب :

1 ـ إشعال نار الحرب بين البعثية العراقية و الظلامية الرجعية الإيرانية باسم الصراع بين الوهابية و الشيعية.
2 ـ عزل مصر عن الصراع العربي- الصهيوني بعد طردها من الجامعة العربية و نقل مقرها إلى تونس.
3 ـ إقحام البعثية السورية في الحرب الأهلية اللبنانية من أجل ضرب المقاومة الفلسطينية المسلحة بالجنوب.
4 ـ ضرب ما تبقى من الحركة الماركسية اللينينية بإيران و العراق و سوريا و مصر و المغرب.
5 ـ إقحام الدولة التيوقراطية الباكستانية في حرب التحريفية الإنتهازية السوفييتية في أفغانسان.
6 ـ طرد المقاومة الفلسطينية المسلحة من جنوب لبنان و اغتيال رموزها الثوريين بتونس.
7 ـ إقامة نظام عسكري بوليسي بمصر بعد اغتيال العميل أنوار السادات.
8 ـ إقامة نظام عسكري بوليسي بتونس بعد عزل بورقيبة حليف النظامين الرجعيين بالأردن و المغرب.

و تعتبر نهاية الإشتراكية الإمبريالية السوفييتية في بداية التسعينات من القرن 20 بداية مرحلة جديدة نتج عنها :

1 ـ إنسحاب التحريفية الإنتهازية السوفييتية من أفغانستان مهزومة أمام الإمبريالية الأمريكية و تفكيك الإتحاد السوفييتي.
2 ـ وقف الحرب الأهلية اللبنانية و الحرب العراقية - الإيرانية بعد تنفيذ المشروع المخطط لهما.
3 ـ وقف الحرب بالصحراء الغربية و تنمية صراع الحركة الظلامية الرجعية بالجزائر و المغرب.
4 ـ سيطرة الحركة الظلامية الرجعية على جنوب لبنان لعزل ما تبقى من المقاومة الفلسطينية (الجبهة الشعبية القيادة العامة) عن الصراع مع الدولة الصهيونية.
5 وقف الإنتفاضة الشعبية الفلسطينية و دعم الحركة الظلامية الرجعية الفلسطينية بغزة في مواجهة الإشتراكية الشوفينية بالقطاع.
6 ـ عقد الصلح بين الإشتراكية الشوفينية الفلسطينية مع العدو الصهيوني لضرب الإنتفاضة الشعبية الفلسطينية.

ليتم الشروع في تنفيذ المرحلة الثانية من المخطط الإمبريالي- الصهيوني- العربي الرجعي عبر :

1 ـ تركيز سلطة الحركة الظلامية الرجعية بأفغانستان بقيادة طالبان.
2 ـ إشعال الحرب الإمبريالية الأولى على العراق و فرض الحصار على الشعب العراقي.
3 ـ دعم الحركة الظلامية الرجعية بالعراق لتهييئها للسلطة.

و كان لترويج مقولة "نهاية التاريخ" من طرف الإمبريالية انطلاقا من مقولة "سقوط الإيديولوجيات" بعد "سقوط حائط برلين" أثر كبير في تعميق دور التحريفية الإنتهازية داخل الحركة الماركسية اللينينية العالمية و على رأسها الحركة الماركسية اللينينية المغربية.

لقد تمت نهاية أطوار الصراع الأيديولوجي بين الإمبريالية الأمريكية و الإشتراكية الإمبريالية السوفييتية و حل محله تفعيل الصراع الإيديولوجي بين الإمبريالية الأمريكية و الحركات الظلامية الرجعية المتطرفة(طالبان، القاعدة، حزب الله، حماس، الجهاد ...) باسم ما يسمى "صراع الحضارات" الذي تم ترويجه من طرف الإمبريالية الأمريكية.

و برزت الحركات الظلامية الرجعية ب :

1 ـ فلسطين منذ الإنتفاضة الشعبية الفلسطينية الثانية باسم الدفاع عن القدس في سنة 2000.
2 ـ لبنان منذ سيطرة الحركة الظلامية الرجعية (حزب الله) على جنوب لبنان و تنصيب نفسها قائدة لتحرير فلسطين في 2000 بعد القضاء على ما تبقى من المقاومة الفلسطينية المسلحة.
3 ـ أفغانستان بعد بروز ما يسمى "القاعدة" بتحالف مع سلطة "طالبان" و الذي تعمق بعد انفجارات 2001.

ليتم فرض أشكال استعمارية جديدة ب :

1 ـ الحرب الثانية على أفغانستان من طرف الإمبريالية بدعم من الظلامية الرجعية العربية الوهابية باسم "محاربة الإرهاب" في 2001.
2 ـ الحرب الثانية على العراق من طرف الإمبريالية بدعم من الظلامية الرجعية الوهابية باسم "محاربة الإرهاب" و تدمير "أسلحة الدمار الشامل" في 2003.

لقد تم استكمال المشروع الإمبريالي- الصهيوني- العربي الرجعي ب :

1 ـ القضاء على الإشتراكية الإمبريالية بالإتحاد السوفييتي بعد تفكيكه و تحويل روسيا إلى دولة إمبريالية.
2 ـ القضاء على الإشتراكية الشوفينية للنظامين البعثي بالعراق و الناصري بمصر و تركيز أسس الحركة الظلامية الرجعية بهما.
3 ـ عزل الإشتراكية الشوفينية للنظام البعثي السوري عن الظلامية الرجعية بلبنان بعد انسحابها من البقاع.
4 ـ دعم الحركات الظلامية الرجعية بالبلدان المغاربية و العربية من طرف الإمبريالية و الصهيونية و الرجعية العربية الوهابية.

الحركة الماركسية اللينينية المغربية في مواجهة تحالف الإشتراكية الشوفينية و الظلامية الرجعية

لقد كان المغرب مسرحا لجل مخططات سياسات تحالف الإمبريالية- الصهيونية- الرجعية العربية عبر دور النظام الكومبرادوري القمعي البوليسي بالمغرب في :

1 ـ القمع الشرس المسلط على الحركة الماركسية اللينينية المغربية و خاصة منظمة "إلى الأمام".
2 ـ عقد لقاءات سرية بين الصهيونية و الرجعية العربية الوهابية التي نتجت عنها اتفاقية كامب ديفيد المشؤومة.
3 ـ تسخير الجيش المغربي في قمع حركات التحرر الوطنية بإفريقيا (زايير، الكونغو ...).
4 ـ عقد مؤتمرات "منظمة الدولة الإسلامية" بالمغرب لتمرير المخططات الإمبريالية - الصهيونية.

و من أجل ضمان إستمرارية المشروع الرجعي العربي الوهابي بالمغرب تم :

1 ـ دعم الحركات الظلامية الرجعية بالجامعات المغربية ضد مد الخط الثوري لمنظمة "إلى الأمام".
2 ـ تنصيب "عبد الكريم الخطيب" على رأس حزب "العدالة و التنمية" في 1997 لتهييئه للمرحلة الحالية.
3 ـ فرض الحظر على "جماعة العدل و الإحسان" في الوقت الذي يتم فيه دعمها سريا لتهييئها للمرحلة المقبلة.
4 ـ قمع الحركات المتشددة باسم محاربة الإرهاب (السلفية الجهادية).
5 ـ تشجيع الأصولية بكل الوسائل الإعلامية و المادية عبر المساجد و الزوايا و الجمعيات الصوفية (البوتشيشية، الدرقاوية، الناصرية، عساوة، حماتشة، التبليغيين...) لنشر الأيديولوجية التيوقراطية بدعم من الظلامية الرجعية الوهابية.

لقد أثر القضاء على الإشتراكية الشوفينية اليعثية و الناصرية على الأحزاب الإشتراكية الشوفينية المغربية (الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، التقدم و الإشتراكية، منظمة العمل الديمقراطي الشعبي) و امتداداتها في الأحزاب الديمقراطية البورجوازية الصغيرة ، مما جعلها تنخرط بشكل كبير في المخطط السياسي الطبقي للنظام الكومبرادوري عبر :

1 ـ دعم قمع الحركة الماركسية اللينينية المغربية.
2 ـ دعم الحرب بالصحراء الغربية.
3 ـ الإنخراط في العمل بمؤسسات النظام الكومبرادوي.

مما جعلها على استعداد للتحالف مع الظلامية الرجعية عبر لعب دور "المعارضة" في حكومة الدستور الممنوع الجديد بقيادة حزب ظلامي رجعي "العدالة و التنمية" المدعوم من طرف الرجعية العربية الوهابية.

و اتسمت هذه المرحلة ببروز "حركة 20 فبراير" الإحتجاجات تناضل في ظل سقف محدد لا يخرج عن الإعتراف بالنظام الكومبرادوري و العمل في ظله بقيادة تحالف الظلامية الرجعية (العدل و الإحسان) و الأحزاب الديمقراطية البورجوازية الصغيرة (النهج، الطليعة، الإشتراكي الموحد) ، في مواجهة تحالف الظلامية الرجعية (العدالة و التنمية) و الإشتراكية الشوفينية(الإتحاد الإشتراكي و امتداداته، التقدم و الإشتراكية) و الأحزاب البورجوازية الليبرالية المسيطرة على الإقتصاد الوطني و ثروات الشعب المغربي.

و تبقى تيارات الخط الثوري لمنظمة "إلى الأمام" تواجه التحالفين من أجل تحقيق الثورة المغربية.

و يشكل حزب "العدالة و التنمية" الذي يندرج ضمن النموذج التركي و جماعة "العدل و الإحسان" الذي يندرج ضمن النموذج الباكستاني قطبي الحركة الظلامية الرجعية المغربية في خدمة النظام الكومبرادوري ، و هما تعبيران سياسيان متعارضان متناقضان متكاملان في مشروع واحد و وحيد و هو بناء الدولة التيوقراطية الرجعية عبر صراعهما حول السلطة :

1 ـ حزب "العدالة و التنمية" يقود حكومة النظام الكومبرادوري بدعم من الإشتراكية الشوفينية و البورجوازية الليبرالية.
2 ـ جماعة "العدل و الإحسان" تقود حركة 20 فبراير بدعم من التحريفية الإنتهازية بالأحزاب الديمقراطية البورجوازية الصغيرة.

هكذا تبقى الثورة المغربية مرهونة في قبضة قطبي الحركة الظلامية الرجعية و حلفائهما في حربهما ضد تيارات الخط الثوري لمنظمة "إلى الأمام".

و شكل انسحاب جماعة "العدل و الإحسان" من حركة 20 فبراير ضربة قاسية للتحريفية الإنتهازية بأحزاب الديمقراطية البورجوازية الصغيرة التي تسعى إلى إيجاد موطيء قدم في الحوار مع النظام الكومبرادوري ، و تعتبر تشبثها بسقف المطالب الإصلاحي مدخلا لبروزها في الواجهة ضد تحالف الإشتراكية الشوفينية و الظلامية الرجعية بحكومة دولة الكومبرادور و الملاكين العقاريين ، لقد فتحت التحريفية الإنتهازية الباب للظلامية الرجعية/العدل و الإحسان بحركة 20 فبراير من أجل البروز و تحقيق ذاتها في الشارع المغربي بعدما ظل لعقد من الزمن منطوية على نفسها مما جعلها تحظى باهتمام تحالف الإمبريالية- الصهيونية- الرجعية العربية الوهابية ، التي فتحت لها الباب للتفاوض مع النظام الكومبرادوري من أجل الوجود التنظيمي في مشروع الدول التيوقراطية بعد فشل الإنتفاضات الشعبية المغاربية و العربية في تركيز أسس الدول الوطنية الديمقراطية الشعبية.

و تبقى حركة 20 فبراير تحت قيادة الإشتراكية الشوفينية للأحزاب الديمقراطية البورجوازية الصغيرة المنحدرة من التحريفية الإنتهازية في الحركة الماركسية اللينينية المغربية ، و هي تتعرض لهجوم الظلامية الرجعية للعدل و الإحسان بعدما تم فك الإرتباط بينهما بعد فشل مشروعهما في النضال الإصلاحي البرلماني الملكي ، و يبقى تحالف الإشتراكية الشوفينية و الظلامية الرجعية بقيادة حزب العدالة و التنمية و حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية من داخل حكومة دولة الكومبرادور في مواجهة حركة 20 فبراير.

خلاصــــــة

لقد فتحت الثورات الشعبية المغاربية و العربية مرحلة تاريخية مهمة في تاريخ الشعوب المغاربية و العربية اتسمت بدور الإنتفاضات الشعبية في مواجهة تحالف الإمبريالية- الصهيونية- الرجعية العربية و هي بداية لثورة عالمية لم يتم بعد تحديد معالمها ، فالإنتفاضة التونسية و امتداداتها بمصر و لينيا و اليمن و سوريا ما هي إلا بداية لم تنته بعد قد امتدت إلى انتفاضات الشعوب بالدول الإمبريالية ، إلا أن افتقاد الحركة الماركسية اللينينية المغاربية و العربية لأحزابها البروليتارية الثورية حال دون تحول هذه الإنتفاضات إلى ثورات وطنية ديمقراطية شعبية ، مما فتح المجال أمام تحالف الإشتراكية الشوفينية و الظلامية الرجعية للسيطرة على السلطة مرحليا رغم أن أطوار الثورات المغاربية و العربية لم تكتمل بعد.

لقد تجاوزت الحركة الماركسية اللينينية المغربية مرحلة الدفاع الإستراتيجي الذي استمر منذ تأسيسها في ظل القمع الشرس للنظام الكومبرادوري عليها و الذي أسفر عن :

ـ بروز التحريفية الإنتهازية في صفوف الحركة الماركسية اللينينية المغربية.
ـ بروز حلقات المناضلين الماركسيين اللينينيين الثوريين بالجامعات المغربية.

و دخلت الحركة الماركسية اللينينية المغربية مرحلة الهجوم الإستراتيجي بعد ديناميتها الملحوظة بفضل صمود مناضليها أمام القمع الشرس لأربعة عقود مضت تتوجت بفتح الثورات المغاربية و العربية لآفاق الإنتفاضات الشعبية و هي بحاجة إلى قيادة ثورية بروليتارية.

لهذا لا بد من إنجاز المهمتين الأساسيتين التاليتين :

ـ توحيد الماركسيين اللينينيين المغاربة في منظمة ثورية موحدة لجميع الثوريين المحترفين.
ـ بناء الحزب البروليتاري الثوري من صلب النضالات الجماهيرية الشعبية ذات البعد الثوري.

و دون إنجاز هاتين المهمتين لا يمكن تحقيق مهمة الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية. 

No comments:

Post a Comment