Sunday, January 15, 2012

مسأله الثورة الدائمة - جوزيف ستالين

مسأله الثورة  الدائمة
   جوزيف ستالين
مسأله الثورة  الدائمة

من كتيب حول مسائل اللينينية
في كتاب ((اسس اللينينية)) اعتبرت ((نظرية الثورة الدائمة)) نظرية تستصغر دور الفلاحين. وجاء فيه:
((
واذن فلينين لم يكن يحارب انصار الثورة ((الدائمة)) حول قضية استمرار الثورة. اذ ان لينين نفسه كان يتمسك بوجهة نظر الثورة المستمرة, بل كان يحاربهم لانهم كانوا يستصغرون دور جماهير الفاحين الذين هم اكبر احتياطي للبروليتاريا))
ان وصف (( الدائميين)) الروس هذا اعتبر حتى الاونة الاخيرة, معترفاً به من الجميع. ولكن مع انه صحيح بوجه عام فلا يمكن, مع ذلك, اعتباره كافياً. فمناقشة العام 1924, من جهة, وتحليل مؤلفات لينين تحليلا دقيقاً, من جهة اخرى, اظهر ان خطاء (( الدائميين)) الروس لا يكمن في استصغارهم لدور الفلاحيين فحسب, بل وفي استصغارهم لقوى وطاقة البروليتاريا على جر الفلاحيين وراءها, وفي عدم ايمانهم بفكره زعامة البروليتاريا.
ولذا وسعت هذا الوصف في كتيبي (( ثوره اكتوبر وتاكتيك الشيوعيين الروس )) (كانون الاول 1924) واستبدلته بأخر, اوفى , وهاكم ما جاء في هذا الكتيب:
((
يشار عادة, حتى الان , الى ناحية واحدة من نظرية (( الثورة الدائمة)) – الى عدم الايمان بالامكانيات الثورية في حركة الفلاحيين. اما الان’ ولنكن على صواب, من الضروري اتمام هذه الناحية بناحية اخرى – (( عدم الايمان بقوى وطاقات البروليتاريا الروسية)).
وهذا لايعني, طبعا ً, ان اللينينية وقفت او تقف ضد فكرة الثورة الدائمة بدون محاذير, الفكرة التي نادى بها ماركس في العقد الخامس من القرن الماضي. بالعكس. لقد كان لينين الماركسي الوحيد الذي فهم فكرة الثورة الدائمة على وجه صحيح, وطورها. فالذي يميز لينين عن ((الدائميين)) هو انهم شوهوا فكره ماركس عن الثوره الدائمه وحولوها الى مبدأ كتيبي لاحياة فيه, في حين ان لينين اخذها على حالها وجعل منها اساسا ً من اسس نظريتة عن الثورة. ويجدر بنا ان نتذكر ان فكره تحويل الثورة الديمقراطية البرجوازية الى ثورة اشتراكية, التي طلع بها لينين منذ عام 1905, هي شكل من اشكال تجسيد نظرية ماركس عن الثورة الدائمة. وهاكم ما كتبه لينين بهذا الصدد عام 1905:
((
من الثورة الديمقراطية تبدأ فورابمقدار قوانا الصحيح , بمقدار قوى البروليتاريا الراعية والمنظمة – اننا نؤيد الثوره المتواصله, ولن نقف في منتصف الطريق ...
دون ان نقع تحت تأثر روح المغامرة ودون ان نخون ضميرنا العلمي ودون ان نركض وراء شهره رخيصه, لايسعنا ان نقول سوى امر واحد : سنساعد بكل قوانا جميع الفلاحين على القيام بالثورة الديمقراطية, لكي يصبح من الاسهل علينا, نحن حزب البروليتاريا, الانتقال بأسرع مايمكن الى مهمه جديده واعلى, - الى الثوره الاشتراكية)) ( المجلد 8 ص 186 – 187).
وهاكم ما كتبه لينين عن هذا الموضوع بعد مضي سته عشر عاما, أي بعد استيلاء البروليتاريا على السلطه:
((
ان كاوتسكي وهليفردينغ ومارتوف وتشيرنوف وهيلكيت ولونفي وماكودونالد وتوراتي ومن لف لفهم من ابطال الماركسيه, لم يستطيعوا فهم الصله بين الثورة الديموقراطية البرجوازية والثورة الاشتراكية البروليتارية, فالاولى تتحول الى الثانية. والثانية تحل , اثناء سيرها, قضايا الاولى. والثانية تعزز قضية الاولى. ان النضال والنضال وحده يقرر الى أي مدى تنجح الثانية في تخطي الاولى)) (المجلد 27, ص 26).
انني الفت الانظار, بوجه خاص , الى الفقرة الاولى المأخوذه من مقال لينين : (( موقف الاشتراكية – الديمقراطية من حركه الفلاحين)) المنشور في الاول من ايلول عام 1905. واني الفت الانظار الى هذه الفقرة ليتنبه اولئك الذين مازالوا يؤكدون ان لينين لم يصل الى فكره تحويل الثورة الديمقراطية البرجوازية الى ثوره اشتراكية, أي فكره الثوره الدائمه, الا بعد اندلاع الحرب الاستعمارية, ان هذه الفقرة لا تترك ادنى ريب في ان هؤلاء الناس قد ضلو ضلالا ً كبيرا ً.

No comments:

Post a Comment