Tuesday, January 10, 2012

النظرية الحديثة في الاستعمار ج 1 - كارل ماركس

النظرية الحديثة في الاستعمار ج 1 

النظرية الحديثة في الاستعمار
كارل ماركس

يحاول الاقتصاد السياسي مبدئيا ان يثير خلطا من اسهل انواع الخلط بين نوعين من الملكية الخاصة متميزتين تماما وهما الملكية الخاصة المؤسسة على العمل الشخصي والملكية الخاصة المؤسسة على عمل الاخرين متناسين عن عمد بان هذة تشكل ليس فقط نقيض تلك بل انها لاتنموا الا على قبرها . وفي اوربا الغربية وهي موطن نشاة الاقتصاد السياسي فان التراكم الاولي يعني نزع ملكية الشغيلة قد تم في شطر منة اما لان النظام الراسمالي قد حكر بصورة مباشرة الانتاج القومي كلة واما لانة - حيث تكون الشروط الاقتصادية اقل تقدما اما لانة يوجة على الاقل بصورة غير مباشرة الطبقات الاجتماعية التي تبقى عائشة الى جانبة وتميل الى الزوال قليلا مع نمط الانتاج المتخلف الذي تتضمنة . فالاقتصادي يطبق على المجتمع الراسمالي الذي تم تكوينة مفاهيم الحق والملكية التي خلفها مجتمع ماقبل الراسمالية وذلك بالمقدار نفسة من الحمية والبلاغة الي تحتج بة الوقائع ضد تفكيرة وبصوت اكثر ارتفاعا . اما في المستعمرات فالامر مختلف اختلافا كثيرا تاما ....1 فهناك يصطدم نمط الانتاج والاستملاك الراسمالي في كل مكان بالملكية التي هي نتيجة تابعة للعمل الشخصي ويصطدم بالمنتج الذي هو المتمتع بالشروط الخارجية للعمل يغتني هو نفسة بدلا من اغناء الراسمالي ان نقيض هذين النمطين من انماط التملك المتعارضين تعارضا تاما يتاكد على نحو ملموس بالصراع فاذا احس الراسمالي انو مدعوم بقوة الوطن الام فهو يحاول ان يستبعد بعنف حجر الثغرة من طريقة ان المصلحة نفسها التي تدفع عميل الراسمال أي العالم الاقتصادي الذي يعمل للدعاوة للراسمال وللدفاع عنة ان المصلحة نفسها التي تدفع عميل الراسمال هذا ان يؤكد في بلادة الهوية النظرية للملكية الراسمالية ونقيضها أي التاكيد بالحجج النظرية " ان الملكية الراسمالية هي هي نقيضها . اقول ان هذة المصلحة نفسها تحمل ذلك العالم الاقتصادي على الدخول في المستعمرات في طريق الاعترافات كما تحملة على ان يعلن جهارا انعدام التلائم والتطابق بين هذين النظامين الاجتماعيين . اذن فهو ياخذ في اقامة البرهان على انة يجب اما صرف النظر عن تطور القوى الجماعية للعمل وعن التعاون وعن التقسيم المانيوفاكتوري وعن استخدام الالات بقدر عظيم الخ .. واما ايجاد وسائل لنزع ملكية الشغيلة وتحويل وسائلهم الانتاجية ال راسمال . وهو يبحث لتامين مصلحة مايجب ان يسمية ثروة الامة عن حيل لضمان فقر الشعب ومنذ هذا الحين تنفرط درعة المؤلفة من سفسطات دفاعية تبريرية تقريظية كانها قطعة من الخشب العفن 
1-
نقصد هنا المستعمرات الحقيقية أي الارض العذراء التي استوطنها واستعمرها مهاجرون احرار . ان الولايات المتحدة ماتزال من وجهة النظر الاقتصادية مستعمرة اوروبية ونستطيع كذلك من ناحية اخرى ان ندخل في هذة الفئة المزارع القديمة التي احدثت فيها منذ زمن طويل الغاء الرق انقلابا جذريا في النظام الذي فرضة الفاتحون
فاذا كان وايكيفيلد لم ي قل شيئا جديدا ..1 عن المستعمرات فلا يسعنا ان ننكر علية فضلة في اكتشافة حقيقة العلاقات الراسمالية في اوروبة وكما ان نظام الحماية ..2 كان يميل في اوائل عهد ة الى صنع الصناعيين في الوطن الام كذلك فنظريتة وايكفيلد عن الاستعمار او الاستيطان colonisation التي بذلت انجلترة خلال اعوام كثيرة جهدها لوضعها موضع التطبيق كان هدفها صنع الاجزاء ( الشغيلة بالاجرة ) في المستعمرات وهذا مايسمية : الاستعمار المنظم . وبادى ذي بدء اكتشف وايكفيلد في المستعمرات ان امتلاك النقد والاقوات والالات وغيرها من وسائل الانتاج الاخرى لاتجعل من رجل ما راسماليا الا اذا كان ثمة تكملة معينة لذلك وهي الشغيل بالاجرة وهو بكلمة موجزة رجل اخر مجبر على ان يبيع نفسة بصورة ارادية ولقد اكتشف هكذا ان الراسمال بدلا ان يكون شيئا من الاشياء هو علاقة اجتماعية بين الاشخاص وهذة العلاقة التي تنشا وتتوطد بواسطة الاشياء .3
وهو يروي لنا بلهجة تدعوا الى الرثاء ان السيد بيل اصطحب معة من انجلترة الى سوان ريفر في هولندة – الجديدة اقواتا ووسائل انتاج قيمتها خمسون الف ليرة استرلينية . بالاضافة الى ذلك كان اليد بيل يعيد النظر بحيث انة اصطحب معة ثلاثة الاف شخص من الطبقة العاملة من الرجال والاولاد وحين وصل السيد بيل الى البلاد التي يقصدها اصبح ولا خادم لدية ليسوي لة سريرة او ليستقي لة الماء من النهر 4 ياللمسكين السيد بيل الذي فكر في كل شي مقدما وتنبا بكل شي " انة لم ينس الا شيئا واحدا وهو ان يصدر الى سوان ريفر علاقات الانتاج الانجليزية
1-
ان بضعة اللمحات النيرة التي جاء بها وايكفيلد قد قام ميرابوالاب الفيزيوقراطي بشرحها وتوسيعها ومن قبلة قام بذلك الاقتصاديون الانجليز في القرن السابع عشر امثال كولبير وشيلد الخ
2-
وفيما بعد اصبح ضرورة مؤقتة في معركة المزاحمة الاممية وغير ان كانة ما كانت دوافعة واسبابة فان نتائجة تبقى هي ذاتها
3- "
ان الزنجي هو زنجي وانما يصبح عبدا رقيقا في شروط معينة فقط وان الة لغزل القطن هي الة لغزل القطن وانما هي تصبح راسمالا في شروط معينة فقط فاذا انتزعت من هذة الشروط لم تبق قط راسمالا وذلك مثلما لايكون الذهب في ذاتة عملة او السكر ثمن السكر . ان الراسمال يمثل هو ايضا علاقات اجتماعية انها علاقات برجوازية علاقات انتاج المجتمع البرجوازي
ولكي نفهم اكتشافات وايكفيلد التالية ثمة ملاحظتان تمهيديتان ضروريتان فنحن نعرف ان وسائل الانتاج والمعيشة التي تكون ملكا للمنتج الملاشر للشغيل نفسة ليست راسمالا فهي لاتصبح راسمالا الا حين تخدم بمثابة وسائل لاستثمار العمل والسيطرة علية غير ان من المعروف ايضا ان هذة الملكية وهي روحها الراسمالية اذا صح التعبير تختلط اختلاطا تاما في ذهن العالم الاقتصادي مع قوامها المادي بحيث انة يعمدها مسميا اياها راسمالا في جميع الظروف . حتى حينما تكون هي عكس ذلك بالضبط . على هذا النحو يتصرف وايكفيلد اضف الى ذلك ان تجزئة وسائل الانتاج المتكونة بمثابة ملكية خاصة لعدد كبير من المنتجين المستقلين عن بعضهم البعض الاخر . والعاملين جميعا لحسابهم الخاص يسميها تقسيما متساويا للعمل . وكان يحدث لعالم الاقتصاد السياسي كما كان يحدث للمشترع في العصور الوسطى الذي كان يكسو بثياب عجيبة هي البطاقات الاقطاعية . حتى العلاقات النقدية البحتة يقول وايكفيلد
افترض ان الراسمال المنقسم الى اجزاء متساوية بين جميع اعضاء المجتمع وانة لامصلحة لاحد لتكديس مقدار من الراسمال اكبر مما يستطيع ان يستخدم بيدية هو نفسة وهذا مايحدث حاليا . الى درحة معينة في المستعمرات الاميركية الجديدة حيث الرغبة العنيفة المتحمسة في الملكية العقارية تحول دون وجود طبقة من العمال الاجراء ...1 . اذن فحين يستطيع الشغيل ان يجمع لنفسة وهو لايستطيع ذلك مابقي مالكا لما عندة من وسائل انتاج فان التراكم والانتاج الراسماليين يكونان مستحيلين وعندئذ لا يجدان الطبقة الاجيرة - أي الطبقة العاملة بالاجرة - التي لايستطيعان الاستغناء عنها . ولكن كيف يتصور ذهن وايكيفيلد عملية نزع ملكية الشغيل لوسائل عملة في العالم القديم . بحيث استطاعت الراسمالية والعمل بالاجرة ان ينشا . ؟ . يرى وايكيفيلد ان ذلك قد تم بفضل عقد اجتماعي من نوع مبتكر فريد تماما . فلقد تبنت البشرية " طريقة جد بسيطة لتنشيط تراكم الراسمال " هذا التراكم الذي كان طبعا يراود خيال البشرية المذكورة ويؤرقة منذ ايام ادم وحواء بوصفة هدف وجود ة الاوحد والاسمى
ان تقسيم الى مالكين للراسمال ومالكين للعمل ... وهذا التقسيم كان هو النتيجة لتفاهم وترتيب اجريا طوعا وعلى اساس اتفاق مشترك ..2 وبعبارة موجزة فان السواد الاعظم من البشرية قد نزع ملكيتة نفسة بنفسة وذلك على شرف تراكم الراسمال ؟ وبعد هذا الا يكون محقا ذلك الذي يعتقد بانة يجب على ريزة انكار الذات هذة المتعصبة ان تنطلق على مداها وذلك في المستعمرات على وجة التدقيق . وهي المكان الذي يلتقي فية اشخاص وظروف تسمح بنقل العقد الاجتماعي من بلاد الاحلام الى بلاد الواقع : ولكن لماذا يكون ثمة عندئذ بمجمل القول عملية استعمار منظمة مقابل عملية الاستعمار الطبيعية ؟ السبب في ذلك ويا للاسف هو ان .
من المشكوك فية ان يكون عشر السكان في الولايات الشمالية من الاتحاد الاميركي ينتسبون الى فئة الشغيلة الاجراء .... ان هؤلاء يشكلون في انجلترة سواد الشعب كلة تقريبا ..3
والواقع ان ميل البشرية العاملة الكادحة الى نزع ملكيتها بنفسها من اجل المجد الاعظم للراسمال هو من الوهم والتصور الى حد ان ثروة المستعمرات حسب راي وايكفيلد نفسة ليس لها سوى اساس طبيعي واحد : هو الرق . فالاستعمار المنظم هو مجرد حالة سيئة ومن اسؤا الحالات باعتبار ان في مواجهتنا رجالا احرارا لا ارقاء .
ولولا نظام الرق لفقد الراسمال في المؤسسات الاسبانية او على الاقل انقسم الى اجزاء ضئيلة بحيث يستطيع الفرد ان يستخدمها في نطاقة الضيق وهذا ماحدث فعلا في المستعمرات الاخيرة التي انشئها الانجليز وحيث فقد فقد ثمة راسمال كبير بمثابة بذور وماشية وادوات وذلك لفقدان العمال الاجراء وحيث كل مستعمر يملك مقدارا من الراسمال اكبر مما يستطيع ان يستخدم هو شخصيا ..4
ان اول شرط من شروط الانتاج الراسمالي هو ان ملكية الارض قد صار انتزاعها من ايدي السواد الاعظم من السكان وعلى العكس فجوهر كل مستعمرة حرة يقوم في ان اغلبية الارض ماتزال فيها - أي في تلك المستعمرة الحرة - ملكية الشعب وان كل مستعمر يستطيع ان يستملك منها لنفسة جزئا يخدمة بمثابة وسيلة للانتاج الفردي دون ان يمنع ذلك المستعمرين الذين يجيئون بعدة من ان يفعلوا الشي نفسة ..5 وهذا هو سر ازدهار المستعمرات ولكنة ايضا سر مرضها المزمن ومقاومتها لنشاة الراسمال فيها
فهناك حيث لاتكلف الارض شيئا تقريبا وحيث يستطيع كل انسان ان يحصل وفق مشيئتة على قطعة من الارض فهناك ليس العمل اليا جدا وحسب اذا اعتبرنا الحصة التي تعود الى التشغيل من منتوج عملة بل ان الصعوبة هي في الحصول باي سعر كان على العمل المركب ...1
ونظرا الى ان الشغيل في المستعمرات لايكون قد انفصل بعد عن الشروط المادية للعمل ولامع ارومتها أي الارض او لايكون ذلك قد حدث الا هنا وهناك اة اخيرا على نطاق جد محدود فالزراعة لاتكون هناك هي ايضا منفصلة عن الصناعة اليدوية ولا الصناعة البيتية في الريف تكون قد دمرت عندئذ فاين نجد للراسمال السوق الداخلية .؟
ليس هناك جزء واحد من اجزاء سكان اميركة زراعي على وجة الحصر باستثناء الارقاء وسادتهم الذين يمزجون العمل والراسمال من اجل مشروعات كبرى . ان الاميركيين الاحرار الذين يزرعون الارض ينصرفون في الوقت نفسة الى اشغال كثيرة وهم يصنعون بانفسهم عادة قسما من اثاثهم ومن الادوات التي يستخدمونها وغالبا مايبنون منازلهم الخاصة ويحملون منتوج صناعاتهم الى ابعد الاسواق . انهم يغزلون وينسجون ويصنعون الصابون والشمع والاحذية والالبسة الضروررية للاستهلاك . ان الحداد والحانوتي او الدكاني ( صاحب الدكان ) والنجار الخ .. هم في اغلب الاحيان فلاحين في الوقت نفسة ..2 فاي مجال يتركة هؤلاء الاشخاص المضحكون للراسمال لكي يمارس زهدة وتقشفة .؟
ان الجمال الاسمى للانتاج الراسمالي يقوم ليس فقط في ان هذا الانتاج ينتج مجددا باستمرار الشغيل الاجير من حيث هو شغيل اجير بل انة يقوم دائما - وذلك بصورة متناسبة مع تراكم الراسمال - بتوليد الشغيلة الاجراء الفائضين عن الحاجة وهكذا يحتفظ بقانون العرض والطلب بابقائة في خطة الملائم وتتحرك بذبذبات الاجر بين افضل الحدود ملائمة للاشتثمار واخيرا يصبح مضمونا خضوع الشغيل للرسمالي وهو خضوع لاغنى عنة مطلقا . ان علاقة التبعية المطلقة هذة يحرفها العالم في اوربة بتزيينها زينة فخمة باسم العقد الحر بين بائعين يتساوون في الاستقلال احدهما يعطي البضاعة - الراسمال والاخر يعطي البضاعة – العمل . هذة العلاقة تمنح صفة الدوام والبقاء اما في المستعمرات فهذا الخطا العذب يتلاشى . ان الرقم المطلق للسكان العماليين يتزايد هناك بصورة اسرع كثيرا منة في الوطن الام ( المتروبول ) باعتبار ان عددا كبيرا من الشغيلة يولدون في المستعمرات على اتم الاستعداد للعمل ومع ذلك فسوق العمل تكون باستمرار غير مجهزة تجهيزا كافيا . ويكون قانون العرض والطلب هنا - مضطربا مشتتا شذر مذر فمن جهة يستجلب العالم القديم دون انقطاع رساميل نهمة الى الاستثمار وجشعة في رغبتها " بالزهد " ومن جهة اخرى فان التناسل المجدد المنظم للشغيلة الاجراء ( الشغيلة بالاجر ) يتحطم على صخور لايمكن اجتنابها وبالاحرى فلكم كانت الحاجة كبرى الى ان تتولد وتنتج تناسبا مع تراكم الراسمال . زيادة من الشغلية فائضة عن الحاجة . فهذا الشغيل الماجور اليوم يصبح غدا صانعا حرفيا او فلاحا مستقلا . انة يختفي من سوق العمل ولكن لا لكي يظهر مجددا في ملاجى العمال الحكومية
( الوركهاوزات ) 

. المصدر .
راس المال . نقد الاقتصاد السياسي . كارل ماركس
الجزء الثالث. القسم الثاني ترجمة محمد عيتاني
منشورات مكتبة المعارف في بيروت


No comments:

Post a Comment