Monday, March 5, 2012

ستالين القائد العظيم الذي بنى الإشتراكية وسحق النازية

ستالين القائد العظيم الذي بنى الإشتراكية وسحق النازية
في ذكرى استشهاد قائد البروليتاريا

ستالين القائد العظيم الذي بنى الإشتراكية وسحق النازية
اعداد الرفيق  
 Abdallah Ben Saad
 من أرشيف الوطنيون الديمقراطيون «الوطد« (جزء منقول من دراسة حول ستالين سنة 2003

معاداة ستالين : معاداة للإشتراكية العلمية
لقد شنت الإمبريالية العالمية وأعوانها التحريفيون والترستكيون والإنتهازيون بمختلف مشاربهم والرجعيون عامّة حملة شعواء ضدّ الإشتراكية العلمية ممارسة وفكرا, وقد إتخذت من الرفيق يوسف ستالين هدفا لها في البداية قبل أن تعمّم حملتها على كل رموز الإشتراكية. فصبّت عليه جام حقدها الطبقي بإعتبار أنّ ستالين كان واحدا من المناضلين الشيوعيين الماركسيين اللينينين الذين أخلصوا للطبقة العاملة فدافع عنها بكلّ ما أوتي من قوّة. وكان ممّن قاد نضالها في روسيا ثمّ في الإتحاد السوفياتي في إطار الحزب الإشتراكي الديمقراطي الروسي الذي سمّي فيما بعد بالحزب الشيوعي البلشفي للإتحاد السوفياتي.
إنّ هدف الإمبريالية وأعوانها هو القضاء على الإشتراكية العلمية إنجازا ونظرية (وهو ما أفلحت فيه نسبيا اليوم) وبإعتبار أنّ المناضل ستالين مثّل الواجهة الأمامية للإشتراكية العلمية إذ كان على رأس الحزب الشيوعي البلشفي منذ سنة 1924 حتى سنة 1953. مثلما ساهم في قيادة عمليّة الصّراع الطبقي والنضال الوطني في روسيا ثمّ في الإتحاد السوفياتي وفي العالم بكلّ إخلاص ضدّ البورجوازية وضدّ الرجعية المحلية وضدّ الإستعمار والإمبريالية العالمية وضدّ أعوانها. فقد كان الرفيق ستالين عرضة إلى تشويه منظّم وحملات دعائية مقنّنة هي أكاذيب مفبركة وتهم ملفّقة خصّصت لها الإمبريالية العالمية وخاصة منها الأمريكية ميزانية كاملة وموارد بشرية هائلة تتكوّن من خبراء وإخصائيين في علم التشويه والإشاعات وتلفيق التهم وقلب الحقائق وإبتداع الأكاذيب والإفتراء.
كما أنّ هذه الحملة لم ينج منها لا لينين ولا ماركس ولا إنجلز ولا غيرهم من مناضلي الطبقة العاملة العالمية وروّادها الأمميين. وما تحطيم أصنامهم في البلدان التي سقطت في أيدي البورجوازية الليبرالية والإمبريالية بعد سقوط جدار برلين سنة 1989 وكذلك التخلي عن إسم مدينة "لينينغراد" والعودة إلى الإسم القديم "سان بترسبورغ" وما التخلّي عن إسم مدينة "ستالينغراد" والعودة إلى إسم "فولغوغراد" إلاّ دليل على ذلك.
لذلك فإنّ إحياء ذكرى وفاة ستالين هو مساهمة من الوطنيين الديمقراطيين «الوطد« في دحض هذه التشويهات والأكاذيب التي روّجتها الإمبريالية والصهيونية والرجعية ضدّ الفكر الشيوعي ورموزه الأربعة : ماركس ، أنجلز ، لينين وستالين وهو في نهاية التحليل دفاع عن الإشتراكية العلمية المخرج الوحيد للعمّال ولكلّ الكادحين والمضطهدين من كلّ أشكال الإستغلال والإستعمار.
ولادته ودراسته وزواجه
جوزيف فيساريونوفيتش الذي كان يحمل كنية أصلية في صغره "جوغاشفيلي" ثمّ أصبح يعرف بالكنية التي عرف بها إلى حدّ الآن وهي "ستالين" وتعني "الرجل الحديدي" كما كان خلال نشاطه السرّي داخل الحزب الشيوعي يحمل إسما مستعارا وهو "كوبا" ولد في 21 ديسمبر 1879 بمدينة "غوري" بجورجيا من أب إسكافي يدعى "بيسو" وأم فلاحة تدعى "يكتارينا" وكانت عائلته تعيش في وضع القنانة.

الفترة التي ولد فيها جوزيف ستالين كانت جورجيا تحت الحكم القيصري الروسي وكان أهل جورجيا يعانون الاحتلال الروسي.
 أول لغه تعلمها جوزيف ستالين كانت لغة جورجية ولاكنه كان سريع الحفظ والبديهة ثمّ عرف اللغة الروسية وأتقنها وكانت أمه متدينه وأرادت أن يكون من رجال الدين.
عندما بلغ جوزيف ستالين 10 سنوات من عمره أرسلته أمّه إلى المدرسة وقد ظل متفوقاً منذ دخولة الدراسة واجتاز جميع الامتحانات بمرتبة الشرف ثمّ إلتحق بالمدرسة الإكليريكية في تفليس التي كانت تعتبر المؤسسة التربوية العليا الأكثر أهمية في جورجيا كطالب داخلي إلا أن الأنظمة الصارمة التي كانت مطبقه في الكلية لم تعجب ستالين فكان ممنوع عليهم أن يطلعوا على بعض الكتب التي تحرض ضد الحكم الروسي أو الكنيسة أو الكتب المؤلفة من بعض الأدباء والمفكرين من أمثال تولستري وودستو يفسكي وترجينيف وهم من كتاب روسيا العظام الا أن ستالين كان يقرأ كل ما تقع عليه يده وقد أسس في السنة الثالثة له في المدرسة أول حزب ماركسي وتولى زعامته وكثيرا ماكان يتم استدعائة من قبل ادارة المدرسة وحثه على عدم اتخاذة نهج معادي للكنيسة وكان كثيرا ما يتم اعطائة انذرا بالفصل وفي نفس العام بدأ الاساتذة والقساوسة في المدرسة يشتكون منه وذلك لميوله المعادي للكنيسة وعدم تغير نهجة وتم طرده سنة 1899.
تزوج ستالين للمرة الأولى سنة 1904 من "كيك سفانيدز" وكان هذا هو حبه الأول إلا أن مشاغله في الحزب ومطاردة الشرطة له مرات ومرات كان له الأثر في عدم اهتمامه بأسرته وولدت له أول أطفاله "ياكوف" وقد مرضت زوجته بالسل وماتت بعد وضعها وقد قال عند دفنها أنها هي المخلوق الوحيد التي جعلت قلبه القاسي رقيقاً
في المرة الثانية تزوج ستالين "ناوزدا اليوفا" وكانت في السابعة عشرة من العمر ويكبرها بواحد وعشرين عاما وهي شيوعية متحمسة ابنة أحد أصدقائه المقربين كانت تدرس الهندسة، انجبت له طفلين (فاسيلي وياشا) رسميًا توفيت بسبب التهاب الصفاق لكن يعتقد أنها إنتحرت لأسباب غير معروفة.
إنتماؤه الطبقي والحزبي

إنضمّ ستالين في عام 1898 إلى المنظمة الإشتراكية الأولى في جورجيا وقاد في السنة الموالية حلقة دراسية عمالية وكان قد إطلع على مؤلفات بليخانوف وكتب أخرى ذات محتوى تقدّمي كما إطلع على الكتابات الأولى للينين وأعجب بها. في بداية 1901 وزّع ستالين العدد الأول من الصحيفة السرّية "الإسكرا" (الشرارة) التي كان يصدرها لينين بالخارج. نشط خاصة بين عمال البترول في القوقاز تعرض للاعتقال ستة مرات و تعرض للنفي إلى سيبيريا. كان له نشاط كبير في الحزب و كان له شخصية قوية في التنظيم حرّض و قاد إضرابات كبيرة في أماكن لم يعتقد أحد أن هناك قدرة على تحريض العمال بشكل كبير فيها و أول إضراب قاده كان شاباً و كان حديث الانضمام إلى لجنة تبليسي و في ميناء "باطوم" وساهم مساهمة فعالة في تأطير العمال ودفعهم إلى الدفاع عن حقوقحهم فخرج يوم 27 فيفري 1902 حوالي 6000 عامل من عمال مصفاة النفط في مظاهرة كبيرة وسط المدينة قمعها الجيش بالرصاص فسقط 15 شهيدا ووقع إعتقال 500 آخرين حتى أن لينين أشاد به في جريدة (الأيسكرا) و سجن بعدها و قد هرب من السجن.
و بعدها أرسله الحزب إلى مدينة باكو و قد نجح في تقوية التنظيم فيها التي كانت أيضا تعاني من تعقيد قومي شديد و قد قاد إضراب كبير بين عمال البترول في عام 1905 في بداية الثورة العمال على القيصرية في عام 1905 شارك ستالين في الأعمال العسكرية و يذكر أن ستالين نظّم عمليات الهجوم على البنوك الحكومية و الخاصة والاستيلاء عليها لدعم الثورة بالمال والأسلحة ولم يقع في الخطأ الذي أقترفه القادة في كومونة باريس حين لم يستولو على البنك المركزي و تركوه للأعداء.
في عام 1909 تم اعتقاله و نفيه إلى سيبريا مرة اخرى في منطقة قريبة من الدائرة القطبية وبسبب أنهم لا يضعون حراس في الشتاء حيث تصل درجة الحرارة إلى 50 درجة تحت الصفر هرب ستالين مع أنه كان يعاني من مرض السل و في شهر جانفي  قطع حوالي 3000  كيلومتر حتى وصل إلى محطة القطار و بعدها سافر إلى مدينة بطرس بورغ و عند الوصول خاف الرفاق عليه بسبب المرض و الإرهاق و أخذوه فوراً إلى الطبيب و أذا بجرثومة السل ميتة و هو مازال حياً بسبب الروح القتالية العالية و الإرادة الحديدية .
 ومنذ المؤتمر الثاني إنقسم حزب العمال الإشتراكي الديمقراطي الروسي إلى :
* بلاشفة : وتعني بالروسية الأغلبية وهم القسم الماركسي الثوري من الحزب
* مناشفة : وتعني الأقلية وهم القسم الإنتهازي الإصلاحي من الحزب الذين وقع فصلهم منه سنة 1912 بقرار من المجلس العام السادس لعامة روسيا
مسلكية ستالين
كان ستالين مناضلا متفانيا في خدمة قضايا الإشتراكية ، قضية الطبقة العاملة والشعب الكادح. إنه تلميذ ماركس وأنغلز ولينين من حيث المبادئ والمسلكية الشيوعية. فقد شهد له بالإنضباط الحديدي وبتنفيذ الإلتزامات الحزبية وبالإبتعاد عن ثرثرة البورجوازي الصغير وعن حبّ البروز خلافا للصورة التي ألصقتها به الدعياة الإمبريالية. كما شهد له بالحزم الطبقي البروليتاري إزاء تلاعب الإنتهازيين وإزاء الممارسات المائعة حتى لقّب بالرجل الحديدي أو الفولاذي. إنه مناضل يستمع على رفاقه ويحترمهم ولكنه لا يجاملهم ، بعيد عن النميمة والوشاية والفتنة والتكتّل ، يصارح المناضلين بمزاياهم ونقائصهم في حضورهم وعلى سبيل الذكر لا الحصر نورد هذا الحوار الذي دار بينه وبين مولوتوف ، عضو المكتب السياسي ووزير الخارجية في ثلاث مسائل وهي :
المسالة الأولى : ـ أن مولوتوف قد أعطى موافقة للسفير البريطاني فــي موسكو على إصدار جريدة ومجلة برجوازية في الاتحاد السوفيتي .
وسال ستاليـن مولوتوف : لمــــاذا ولمصلحة مـــــن ؟ ومــــا هوالهدف مــن ذلك ؟ وعلى أي أساس تم ذلك ؟ آذ أكد ستالين على مولوتوف "أن هذه الصحافة سوف  لن تجلب اليوم للشعب السوفيتــي ألا الضرر والمشاكل وهذه خطوة سياسية خاطئة قمت بها أيها الرفيق".
المسالة الثانية: ـ قدم مولوتوف مقترحاً لقيـادة الحزب بضرورة تسليم منطقة القرم لليهود.
إجابه ستالين "هذا خطأً كبيراً أيها الرفيــق لمــاذا هذا المقترح ؟ ومــا هـــي أسس  وأهداف ذلك ؟ فاليهود لديهـــــم منطقة حكـــــــم ذاتي خاصة بهم الايكفـــي ذلك ؟ دعهم يطورون منطقتهم ، نحن لن نسمح لك أن تكون محامي دفاع عن اليهود وهذا الخطأ الثاني ترتكبه أيها الرفيق وان تصرفكم وسلوككم غير مرضي بالنسبة لنا وأنت بصفتك عضوا فـي المكتب السياسي نحن نرفض هذه المقترحات وهذه التصرفات"
المسالة الثالثة : ـ لقد حاور ستالين مولوتوف وقال له "أن قرارات المكتب السياسي تعرف بها زوجتكم وهي تتحدث عن هذه القرارات لأصدقائها المحيطين بها من اليهود القوميين الذيــن لايمكن منحهم الثقة مـــن مثل سفيرة إسرائيل غولدامائير وهذا السلوك غير مرضي وغيــــر مسموح أصلا". لقد اعترف مولوتوف بهذه الأخطاء فــــــــــــــي المكتب السياســي وخاطب ستالين قائلا "ساكون تلميذكم الوفي" فأجابه ستالين "هذا هراء ليس لدينا تلاميذ ، نحــن كلنا تلاميذ لينين العظيم".
إنّ كل هذه الصفات المسلكية جعلته محبوبا من قبل العمال والقادة الشيوعيين بل حتّى من قبل أعدائه حيث قال عنه تشرشرل في شهر ديسمبر 1959 خطابا في مجلس اللوردات البريطاني بمناسبة الذكرى ال 80 لميلاد يوسف ستالين قال فيها "انها لسعادة كبيرة لروسيا وفي ظروفها الصعبة والقاهرة ان يظهر لها قائدا يقودها ويتمتع بالذكاء والدهاء قائداً لا يعرف التردد قائدًا حازماً مثل يوسف ستالين انه شخصية بارزة وكانت صلابة التي تكونت في حياته قد انعكست كليا في قيادته للسلطة وهذه الصلابة تلائمت والمرحلة التاريخية. لقد كان ستالين انساني وذو طاقة غير عادية ويملك سعة الاطلاع والعلم ، والتبحر وكما يملك عزيمة لا تثنى انه قائد يملك المفاجات قائداً حاسماً لا يعرف الهوادة سواء في القضايا الهامة او في الحديث وحتى انا (المقصود تشرشل ) الذي تربيت على نمط وسلوك البرلمان البريطاني لا استطيع ان اواجهه".

ستالين يسحق النازية
الجهود التي بذلها الاتحاد السوفياتي لحماية البشرية من غول النازية لم تقو عليها كل الدول العظمى مجتمعة، وقد وعى تشيرشل هذه الحقيقة ولذلك ظل يكرر القول بأن ستالين فقط هو وحده من يستطيع أن يقيم السلم في العالم. ولذلك كان يصلي كل صباح للرب بأن يحفظ حياة ستالين كما أكد مراراً. أنتج الاتحاد السوفياتي خلال الحرب أكثر من 120 ألف طائرة وخمسين ألف دبابة في حين لم تنتج ألمانيا إلا 1500 دبابة، وخسر الاتحاد السوفياتي في الحرب 9 ملايين جندي بينما خسرت بريطانيا 400 ألف فقط، وخسر من المدنيين حوالي 18 مليوناً بينما خسرت بريطانيا 400 ألف أخرى. في معركة برلين وحدها خسر الاتحاد السوفياتي من جنوده أكثر مما خسرت بريطانيا طيلة الحرب. لكن النتيجة في النهاية كانت أن دخل الجيش الأحمر على مدينة برلين ورفع العلم الأحمر فوق الرايخستاغ يوم 2 ماي 1945 وأرغم الجيش الألماني على الإستسلام له يوم 7 ماي 1945.
لكنّ الشعوب السوفياتية التي قامت بمثل هذا الحمل الخرافي (Giant Burden) كما سمّاه تشرشل ما كانت لتقوم بكل ذلك لو لم تكن توالي أوثق الموالاة النظام السياسي والاجتماعي القائم نظام الاشتراكية اللينينية الستالينية. الفلاحون استطاعوا أن يموّنوا بالغذاء الجبهات المحاربة على أكمل وجه وقد بلغ عدد الجنود في العام 45 حوالي 6.5 مليون جندي. الجنود الأحرار هم الذين يدافعون عن بلادهم ببسالة فائقة. الجنود السوفيات كان يصفهم الجنود الألمان على أنهم ليسوا من طينة البشر إذ لا يعرفون التراجع. وعندما أهدى الملك جورج السادس ملك بريطانيا سيفه المرصع بالجواهر تخليداً لمعركة ستالينجراد وقد نقش عليه "إلى الجنود الذين قدت قلوبهم من الفولاذ" قبض الرئيس الأميركي فرانكلن روزفلت على السيف ولوّح به صائحاً "حقاً لقد قدت قلوبهم من الفولاذ". هؤلاء هم الجنود الذين رباهم الحزب الشيوعي البولشفي بقيادة ستالين على تقاليد الحرية ــ وصلت الحرية بهم إلى حد التصويت على الخطط الحربية قبل تنفيذها خلال السنة الأولى من الحرب. تربى هؤلاء الشغيلة الجنود على أن يقرروا هم أنفسهم الأعمال التي يتوجب عليهم انجازها.
ستالين وحقيقة"عبادة الذات" و"الحكم الفردي" و"التسلّط الديكتاتوري"
إنّ الإدعاء بأن ستالين كان يمارس طقوس عبادة الذات (Personality Cult) هي كذبة طبرى أطلقها خروتشوف في خطابه السري في المؤتمر 20 للحزب الشيوعي السوفياتي وتداولتها من بعده أجهزة الدعاية الإمبريالية والصهيونية والرجعية. بل إننا نجزم بأنّ الخاصيّة الأولى التي تميّز بها ستالين عن سائر قادة العالم هي إنكار الذات فقد خرج من الحياة لا يمتلك شيئا لا بيتاً ولا عائلة ولا حتى بذلة مناسبة يدفن بها. ثمة مائة واقعة وواقعة تكذّب مزاعم خروشتشوف الباطلة ومنها على سبيل المثال لا الحصر أنه عندما اجتمع كل رجال الدولة والحزب في قاعة الأعمدة في الكرملين للإحتفال بالإنتصار على النازية في الحرب العالمية الثانية في 25 جويلية 1945 وهتفوا جميعاً مقترحين النخب الأول في الاحتفال "مرحى للرفيق ستالين صاحب النصر الأعظم" لكن الرفيق ستالين لم يشرب النخب فصاحوا مرة أخرى وبصوت أعلى مكررين نفس الهتاف ومرة أخرى لم يشرب الرفيق ستالين النخب ليقول عندئذٍ " أريد أن أصحح لكم يا رفاق صاحب النصر الأعظم ليس ستالين بل هو الشعب الروسي" !! فأي إنكار للذات مثل هذا الإنكار والإنتصار على النازية الهتلرية هو حتى اليوم يعتبر المأثرة الأعظم التي حققتها البشرية على يد الإتحاد السوفياتي بقيادة ستالين وعلماً بأن الإتحاد السوفياتي ما كان لينتصر في الحرب لولا قيادة ستالين وهو ما يعترف به كافة المارشالات والجنرالات السوفيات، وما كانت الشعوب السوفياتية لتضحي بأكثر من 25 مليون إنسان لولا إيمانها بالنظام وبستالين.
إنه في الختام جندي سياسي مزج بين التواضع الإجتماعي والصلابة في المبادئ فقد رفض المقايضة ومبادلة إبنه "ياكوف" الذي وقع أسيرا لدى الألمان مقابل جنرال ألماني إذ قال مقولته الشهيرة "كل الجنود الروس أبنائي" وقد قام الألمان بعد ذلك بإعدام إبنه
والإدعاء الكاذب الآخر في خطاب خروشتشوف كان اتهام ستالين بالحكم الفردي والتسلط الدكتاتوري وهذا أيضاً إدعاء باطل تكذبه الوقائع إذ ليس هناك قرار رئاسي واحد دخل مرحلة التنفيذ دون موافقة المكتب السياسي للحزب عليه حتى ولو كان القرار يتعلق بأبسط الأمور، بل وحتى القرارات المتعلقة بالعمليات العسكرية كانت تخضع لموافقة المكتب السياسي خلافاً لما تقتضيه أنظمة الحروب. ويقص علينا مولوتوف في مذكراته أن ستالين صوّت ضدّ قرار الإعتراف بالكيان الصهيوني سنة 1948 لكنّه إمتثل في النهاية لقرار الأغلبية لكنّ أبواق الدعاية الإمبريالية والرجعية العربية تحمّل مسألة الإعتراف بالكيان الصهيوني إلى الرفيق العظيم ستالين.  بل إن ما يدحض كل الاتهامات حول تفرد ستالين بالسلطة هو أن هناك في أرشيف الحرب السوفياتي أمرأ يومياً مكرراً بتوقيع القائد العام ستالين يمنع فيه منعاً باتاً تصويت الضباط قادة الوحدات على العمليات الحربية قبل التنفيذ، ومع ذلك يقص العقيد شتمنكو سكرتير غرفة العمليات في جبهة القوقاز سنة 1943 أنه حالما انتهت قيادة الجبهة برئاسة المارشال عضو المكتب السياسي كليمنت فورشيلوف من تقرير خطة الهجوم على القوات الألمانية أمر فورشيلوف بدعوة قادة الوحدات للتصويت على الخطة، وعندما نبهه شتمنكو إلى أمر ستالين بمنع التصويت على الأعمال الحربية رد عليه فورشيلوف قائلاً "لا عليك إجمع قادة الوحدات". فلئن كانت حتى الأعمال الحربية تخضع للتصويت وهو أمر غير وارد في سائر جيوش العالم فكيف لا تكون كل الأعمال المدنية خاضعة للتصويت؟
بل إنّ أحداث التاريخ لا تفنّد فقط إدعاءات خروتشوف بل تلصق تهمة الحكم الفردي والتسلّط الديكتاتوري به مثلما تؤكّده الواقعة التالية. في الأعوام 36/38 وكانت أخطار المؤامرة الكبرى تحيط بالاتحاد السوفياتي أمر ستالين بإجراء محاكمات علنية بحضور المراسلين الأجانب لأعضاء في قيادة الحزب مثل زينوفييف وكامينيف وبوخارين وريكوف. بينما بالمقابل وقع إعدام بيريا وزير الداخلية دون محاكمة علنية بقرار من خروشتشوف.
ستالين والمسألة القومية
كان ستالين أول الماركسيين الذين يجيبون على هذه الأسئلة منذ سنة 1912 في مؤلّفه الشهير "الماركسية والمسألة الوطنية" (بمعنى القومية) فقد درس ستالين دراسة علمية تكوين الأمم وتشكّلها من وجهة نظر الإشتراكية العلمية بعيدا عن التحليل التقليدي الذي ينظر على الأمّة من وجهة نظر مثالية قافزا عن الواقع الذاتي والموضوعي المعيش للأمّة. إنّ ستالين قد تباين خلال معالجته للأمة مع شوائب التحليل الاخلاقي والعاطفي والعنصري والحضاري والمزاجي والإرادي ووفّر لها عناصر مادية موضوعية وشاملة يمكن إيجازها في المقومات التالية "وحدة اللغة ، وحدة الأرض ، الوحدة الإقتصادية والوحدة الثقافية". ويضيف ستالين بأنّ الأمّة مثلها مثل أية ظاهرة تاريخية تخضع إلى قانون الحركة والتحوّل لها بداية ولها نهاية. ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ أي مقوّم من المقومات المذكورة أعلاه إذا أخذ بمعزل عن بقية المقومات لا يكفي لتحديد الأمة والإقرار بوجودها بل إنّ عدم توفذر مقوّم واحد من هذه المقومات يخلّ بمفهوم الأمّة. ويعود ستالين إلى علاج مسالة الأمّة سنة 1929 في مؤلّفه "اللينينية والمسألة الوطنية" فيعمّق فيها البحث في علاقة باللغة الوطنية لكن هذه المرة في مدى تواصلها (أي اللغة) بعد الثورة الإشتراكية ويبرز انّه لا يمكن "إزالة الفوارق الوطنية وإندثار اللغات الوطنية مباشرة بعد تحطيم الإستعمار العالمي وبطرفة عين".
ستالين والمسألة الوطنية
بعد أن كانت مهمّشة ومنظورا لها من مصلحة البورجوازية الإستعمارية زمن الأممية الثانية إحتلت المسألة الوطنية حيزا هاما في مؤلفات ستالين وفي نضاله السياسي وأصبحت تعالج مثلما تعالج الثورة الإشتراكية في كل المواقع والمؤتمرات والملتقيات. يقول ستالين في هذا المجال سنة 1924 بمقال (المسألة الوطنية) "كانت المسألة الوطنية قديما محصورة عادة في دائرة ضيقة من القضايا المتعلقة في الدرجة الأولى بالقوميات المتمدنة ، الإيرلنديون والمجريون والبولينيون والفنلنديون والصرب وبعض قوميات أوروبا الأخرى. تلك هي الفئة من الشعوب غير المتمتّعة بكامل حقوقها التي كان أبطال الأممية الثانية يهتمون بمصيرها. أما عشرات ومئات الملايين من ابناء الشعوب الآسيوية والإفريقية الذين كانوا يعانون الإضطهاد الوطني بأفظع أشكاله وأشدّها شراسة فكانوا يظلون عادة خارج دائرة النظر. فلم يكن بالمستطاع الإقدام على وضع البيض والسود (المتمّدنين) وغير المتمدنين على صعيد واحد. قراران أو ثلاثة قرارات فارغة حامضة حلوة مسألة تحرير المستعمرات فيها مطموسة بمنتهى العناية ذلك كل ما كان في إستطاعة رجال الأممية الثانية أن يتبجّحوا به. أمّا اليوم فيجب أن نعتبر هذا الإزدواج وهذا الغموض في السمالة الوطنية قد قضى عليهما ولم يبق لهما أثر. فقد كشفت اللينينية القناع عن هذا التفاوت الصارخ وهدّمت الجدار الذي كان قائما بين البيض والسود ، بين الأوروبيين والآسيويين ، بين أرقّاء الإستعمار المتمدنين وبين أرقائه غير المتمدنين وبهذه الصورة ربطت المسألة الوطنية بمسألة المستعمرات وهكذا تحولت المسألة الوطنية من مسالة خاصة ، مسالة داخلية في الدولة إلى مسألة عالمية هي مسألة تحرير الشعوب المضطهدة في البلدان التابعة وفي المستعمرات من نير الإستعمار".
لقد عالج ستالين المسألة الوطنية في علاقة بالإستعمار فهي ليست قضية منعزلة وقائمة بذاتها بل هي جزء من المسألة العامة للثورة البروليتارية بإعتبار أنّ الرأسمال الذي يستغلّ العمال في بلدهم الإستعماري (المتربول) هو الذي يستعمر الشعوب ويضطهدها وبالتالي لا بد من معالجة المسالة الوطنية في إطارها العام. يقول ستالين في هذا المجال "قديما كان ينظر على المسالة الوطنية نظرة إصلاحية ، كان ينظر إليها كمسالة مستقلة عما سواها وقائمة بذاتها دون أن تربط بالمسألة العامة مسألة سلطة الرأس المال والقضاء على الإستعمار مسألة الثورة البروليتارية (...) أما الآن فيجب أن نعتبر أنّ هذه النظرية غير الثورية أصبحت مفضوحة فقد برهنت اللينينية وأثبتت الحرب الإستعمارية والثورة في روسيا أنّ المسالة الوطنية لا يمكن أن تحلّ إلاّ في نطاق الثورة البروليتارية وفي ميدانها. وأنّ الطريق إلى إنتصار الثورة في الغرب يمرّ عبر التحالف الثوري مع الحركة التحررية في المستعمرات والبلدان التابعة ضدّ الإستعمار. إنّ السمألة الوطنية هي جزء من المسالة العامة للثورة البروليتارية ، إنها جزء من مسالة دكتاتورية البروليتاريا" وهذا يعني أنّ الثورات الوطنية التي لم تقدها البروليتاريا وحزبها الشيوعي الماركسي اللينيني قد حكم عليها بالفشل ، إنها ثورات مخدوعة لم تنجز مهامها الوطنية إنجازا تاما.
ستالين وحركات التحرر الوطني
إنطلاقا من ثوابت الإشتراكية العلمية وتطبيقا للسياسة الماركسية اللينينية في المسالة الوطنية سخّر الحزب البلشفي وستالين بإعتباره احد مناضليه سياسيا وميدانيا كل الإمكانيات لمدّ العون لحركات التحرر الوطني في كل أنحاء العالم وذلك إيمانا بالمبادئ التالية : (1) إنّ النضال الثوري للشعوب المضطهدة في المستعمرات وأشباه المستعمرات ضدّ الإستعمار هو الطريق الوحيد لتحررها من الإضطهاد والإستغلال (2) إنّ شعار "يا عمال العالم وشعوبه المضطهدة إتّحدوا" يترجم في أنّ مصالح الحركة البروليتارية في البلدان الرأسمالية المستعمرة ومصالح الحركة الوطنية التحررية في المستعمرات وأشباه المستعمرات تستوجب ان تتّحد الحركتان في جبهة ثورية مشتركة ضدّ العدوّ المشترك ضدّ الإستعمار. وقد بعث البلاشفة ومنهم ستالين عديد المنظمات الأممية مثل : الأممية الشيوعية الثالثة سنة 1919 ، الأميمة النقابية الحمراء سنة 1920 ، الجامعة الشيوعية لكادحي الشرق سنة 1925 والجامعة النقابية العالمية سنة 1947. وقد ألقت هذه الهياكل والمنظمات على عاتقها مسؤولية تأطير وإعانة الحركات البروليتارية وحركات التحرر الوطني في العالم.
ستالين والنضال ضدّ المناشفة والشوفينيين والإنفصاليين والتصفويين والفوضويين والإصلاحيين وتحريفي الأممية الثانية
لقد كان نضال ستالين ضد المناشفة وضد الفوضويين هو المهمة الأساسية لمساهمته في تدعيم الحزب البلشفي والإعداد لثورة أكتوبر 1917. ففي أفريل سنة 1905 تدخّل ستالين في إجتماع عام ضخم بباطوم (بجورجيا) ضد زعماء المناشفة هناك مثل رامشفلي وأرسانتزاي وغيرهما ودافع عن الموقف الماركسي في خصوص التنظيم الحزبي والنضال السياسي البروليتاري كما أصدر باللغة الجيورجية في نفس السنة كراسا بعنوان "نظرة سريعة حول الخلافات داخل الحزب" فنّد فيه تصور المناشفة بتفليس (عاصمة جورجيا) للعمل السياسي وإنتقد تجميدهم لعفوية الجماهير ومناداتهم بتقديسها والسير وراءها ، لا الإرتفاع بها إلى وعي طبقي بروليتاري. كما تصدّى ستالين إبان ثورة 1905 وخلال السنوات التي تلتها إلى مجموعة من الفوضويين المشككين في اطروحات الإشتراكية العلمية وكان ثقلهم أساسا بجورجيا إذ كانوا عبر كتاباتهم في الصحف يناهضون الإشتراكية الديمقراطية (أي الماركسية آنذاك) وكان لهم بعض التأثير في صلب البورجوازية الصغيرة وقد فنّد ستالين مواقفهم الفكرية خاصة حول المنهج الجدلي والنظرية المادية.
مؤلفات ستالين وإضافاته النظرية
ألّف ستالين 17 مجلدا وهي مرتبة ترتيبا تاريخيا من سنة 1901 إلى سنة 1952. وقد شملت كتابات ستالين القضايا السياسية والإيديولوجية والإقتصادية والحزبية ، يقودها خط ثابت هو خط الدفاع عن الفكر الماركسي إلى سنة 1914 والماركسي اللينيني بداية من سنة 1914 وترسيخه لدى العمال والكادحين والمثقفين التقدميين. ويمكن ان نصنّف مؤلفات ستالين إلى 3 أنواع : (1) مؤلفات تعمّق النظرية الماركسية اللينينية وتبسطها للكادحين (2) مؤلفات هي اجوبة على أسئلة طرحتها حركة الصراع في روسيا والإتحاد السوفياتي وفي العالم (3) مؤلفات تضمّنت إضافات نظرية. فبالنسبة إلى النوع الأول نجد ستالين بإعتباره منحدرا من أصل عمالي حريصا على الوضوح في الرؤيا فهو يكتب للمثقفين ولكنه يكتب بالدرجة الأولى للعمال والكادحين وهو في كل ذلك يسعى إلى جعل فكرته واضحة ومبسطة كي يفهمها السواد الأعظم من الشغيلة هؤلاء الذين نريد توعيتهم وتسليحهم بسلاح نظري يتحول بفعل الوعي الطبقي إلى سلاح سياسي ونضالي فكان توضيح أفكار لينين ومواقفه وشرح تعاليم ماركس وأنجلز وتبسيطها هي المهمة التي إضطلع بها ستالين مع المحافظة على الجوهر الإيديلوجي والعمق السياسي والصفاء النظري والإنحياز الطبقي ويمكن ان نذكر المؤلفات التالية : أسس اللينينية سنة 1924 ، ثورة اكتوبر وتكتيك الشيوعيين الروس سنة 1924 ، مسائل اللينينية سنة 1926 ، المادية الجدلية والمادية التاريخية سنة 1938. وبالنسبة للنوع الثاني من المؤلفات نجد ستالين يتناول بالتحليل مواضيع الساعة لإيجاد أجوبة عملية وتقديم مواقف سياسية وقد تجلى ذلك بالخصوص في التقارير التي كانت تقدّم خلال المؤتمرات وإجتماعات الهياكل القيادية للحزب أو للأممية السيوعية نذكر منها : التقرير المقد للمؤتمر 17 للحزب البلشفي سنة 1934 ، تقرير حول مشروع دستور الإتحاد السوفياتي مقدم للمؤتمر 8 الخارق للعادة لسوفياتات الإتحاد السوفياتي سنة 1936 ، التقرير المقدم للمؤتمر 18 سنة 1939 حول الوضع العالمي والوضع الداخلي. أمّا النوع الثالث من المؤلفات فهو ذلك الذي يتضمّن إضافات نظرية في الماركسية والماركسية اللينينية التي لم يتمكّن من سبقه من الشيوعيين من علاجها أو المسائل التي بقيت تنتظر إجابات وإضافات حولها نذكر منها : الماركسية والمسألة الفلاحية سنة 1906 ، الماركسية والمسالة الوطنية سنة 1912 ، اللينينية والمسالة الوطنية سنة 1926 ، الماركسية والمسألة اللغوية سنة 1950 والقضايا الإقتصادية للإشتراكية في الإتحاد السوفياتي سنة 1952. إنّ الإضافات النظرية في هذه المؤلفات المذكورة أعلاه مشهود بها أمميا لدى كل شيوعيي العالم المخلصين للفكر الماركسي اللينيني نذكر منها شهادة معلم البورليتاريا لينين حول كتاب الماركسية والمسألة الوطنية الذي نشر سنة 1913 في اعداد متتالية في نشريات ماركسية إذ يقول لينين "إنّ هذه الوضعية وأسس البرنامج الوطني للإشتراكية الديمقراطية في الأدب النظري للماركسية قد وقع توضيحهما في المدة الأخيرة وجب أن نذكر هنا مقال ستالين في أعلى الدرجات".
موت أم إغتيال ستالين ؟
في 1 مارس سنة 1953 والساعة 23 وجد احد الحراس ستالين ممددا على الأرض في غرفته فاقدا الوعي فاستدعى عبر الهاتف أعضاء المكتب السياسي وقد أكّد خروتشوف بأنّه وصل هو أيضا ثمّ إنصرف كل واحد منهم إلى بيته دون إستدعاء طبيب. وقد أكّد ليدو مارتانز في كتابه "نظرة اخرى لستالين" أنّ هذا الأخير بقي أكثر من 12 ساعة قبل أن يتلقّى الإسعافات الاولى. وبد 4 أيام أعلن رسميا عن وفاة ستالين بسبب جلطة دماغية وقد حنّطت جثته ووضعت بجانب لينين في التاسع من مارس وبقيت حتى سنة 1961 عندما حركت جثته ودفنت بالقرب من الكرملين بأمر من خروتشوف.
لقد غمر الغموض وفاة ستالين إذ وقع تداول روايتين : الأولى تتحدّث عن موت طبيعي يتمثّل في نزيف في الدّماغ والثانية تتحدّث عن موت بفعل فاعل أي إغتيال إما بالتسميم أو عبر الاطباء المباشرين بإيعاز من الدوائر الرجعية. كما أنّ إبن ستالين "فاسيلي" كان يؤكّد ويلح بإستمرار على أنّ والده قد مات مسموما.
لكن إذا كنا لا نملك أدلة على تسميم ستالين فإنّ الإغتيال يتمثّل في مجيء الأطباء متأخرين وهو أمر ثابت تاريخيا وهو بالتالي عملية مقصودة لقطع كل أمل في إنقاذه من الموت. كما تجدر الإشارة إلى أنّ المذكرات السياسية لـ "مولوتوف" والتي نُشرت في عام 1993 تقول أن الوزير "بيريا" تفاخر لـ "مولوتوف" بأنّه عمد إلى دسّ السم لستالين بهدف قتله.
وممّا يعزّز هذه الفرضيّة هو أنّ ستالين والبلاشفة في الحزب قرّروا القيام بحملة تطهير لقطع دابر التحريفية المعاصرة التي بدأت تتفشّى في المجالات الإيديولوجية والإقتصادية والسياسية وكذلك للتصدّي للمتعاملين مع الإمبريالية وأجهزتها الأمنية وأخيرا محو طبقة الفلاحين في برنامج الحزب الخماسي 1952/1956 الذي ألغته عصابة خروشتشوف كلّ ذلك من أجل الحفاظ على الخط السياسي الذي رسمه لينين وكرّسه ستالين. وقد كان هذا الأخير يقدّر خطر مثل هذا العمل حيث تحدّث في ذلك يوم في 25 جوان 1925 عندما إلتقى بطلبة جامعة سفرلدلوفسكيا السوفيتية وطرح عليه سؤال من قبل الحضور : هل توجد إمكانية الارتداد (الردة) في الاتحاد السوفيتي في ظروف مايسمى بالاستقرار المؤقت فـــــــي النظام الرأسمالي العالمي ؟ فأجاب ستالين قائلا هناك ثلاث مخاطر تواجه السلطة السوفيتية وهي
 الخطر الأولى هو خطر ضياع المستقبل الاشتراكي وقضية بنــــــاء وطننا وبالتالي خطر وجود التصفية .( المقصود القضاء على الاتحاد السوفيتي ).
 الخطر الثاني يتمثل فــــي خطر ضياع المستقبل الثوري علـــــــى النطاق العالمي وبالتالي مواجهة خطر النعرات القومية .
 الخطر الثالث يكمن فـــــــي ضياع القيادة الحزبية بحيث يمكن أن ينبع من ذلك خطر تحول الحزب إلى ملحق لجهاز الدولة
 لكن يبدو أنّ المخرّبين والمندسّين والجواسيس ومن ورائهم أجهزة المخابرات الإمبريالية وما يملكونه من إمكانيات مادية ولوجستية مكنتم مع الأسف الشديد من التصدّي لمخطّط البلاشفة وعلى رأسهم الرفيق ستالين وتنفيذ مخططهم الإجرامي المتمثل في إغتيال البلاشفة ثمّ الإنقضاض على الدولة وهو ما حصل فعلا منذ الإنقلاب الذي قاده الخائن خروتشوف وبدأه خاصّة بخطابه السري في المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفييتي عام 56، الذي وضع الأساس لما سمّي بـ "المسألة الستالينية" أي تشويه الرفيق ستالين وكل ما قام به.
ستالين القائد البروليتاري العظيم سيظل يقضّ مضاجع الإمبرياليين والصهاينة والرجعيين للآلاف السنين
رغما عن كل شيء فإنّ التاريخ سجّل بأنّ البلاشفة إستطاعوا القضاء على الثورة المضادة خلال سنوات 1917/1920 وقد تمكّنوا من القضاء على الطابور الخامس وأجهضوا محاولة الإنقلاب سنة 1936/1937 مثلما إنتصروا على أعتى قوة إمبريالية في العالم سنوات الأربعين ألا وهي النازية. لكنّ الإمبريالية وبتواطؤ مع بقايا الطبقات الرجعية داخل الإتحاد السوفياتي تمكّنت من دسّ عملائها وإغتيال العديد من البلاشفة من الداخل وهو أمر كان نبّه له ستالين خاصة في أواسط الثلاثينات.
لكن رغم هذا الإغتيال المادي ورغم محاولة الإغتيال السياسي والإيديولوجي للبلاشفة وعلى رأسهم ستالين فإنّ إنجازاتهم خلال ثلاثة عقود ونيف من وجودهم في السلطة بقيت مرجعا ودليلا لكل الشيوعيين في العالم تشهد على صحّة خطّهم الإيديولوجي وسلامة مواقفهم السياسية بإعتبارهم يمثّلون الطبقة العاملة والشعب الكادح.
إنّ التصنيع الثقيل والتجميع الزراعي والقضاء على الإستغلال الطبقي وعلى البطالة ودعم حركات التحرر الوطني وقهر أعتى قوة إمبريالية آنذاك في العالم كل ذلك في ظرف زمني قياسي أمر لا يمكن طمسه مهما حصل من تشويه وكذب وتلفيق ولا يمكن نسيانه مهما حاولت أبواق الدعاية الإمبريالية والصهيونية والرجعية.
إنها إنجازات لا يمكن أن تكون إلا مرجعا وملهما للطبقة العاملة ولروادها اليوم وفي المستقبل تنير لهم درب إنجاز الثورة الإشتراكية .
 

1 comment:

  1. السفاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااح

    ReplyDelete