Sunday, February 12, 2012

مهمات الشبيبة الشيوعية

مهمات الشبيبة الشيوعية
مهمات الشبيبة الشيوعية

مهمات الشبيبة الشيوعية
فلاديمير لينين
2
اكتوبر 1920
 

ايها الرفاق اود
اليوم ان احدثكم عن المهمات الاساسية الموضوعة امام الشبيبة الشيوعية وبالتالي عما يجب ان تكون علية بوجة عام منظمات الشباب في الجمهورية الاشتراكية . يجدر بنا ان نتوقف عند هذة المسالة خاصة وانة يمكن القول بمعنى ما ان المهمة الحقيقية القاضية بانشاء المجتمع الشيوعي ستقع بالضبط على عاتق الشباب . فواضح ان جيل الشغيلة الذي تربى في المجتمع الراسمالي قادر في احسن الحالات على الغاء اسس النظام الراسمالي القديم القائم على الاستثمار واكثر مايمكنة القيام بة ان يحل مسالة انشاء نظام اجتماعي من شانة ان يساعد البروليتاريا والطبقات الكادحة في الاحتفاظ بالسلطة بايديها وفي ارساء قاعدة متينة لا يستطيع ان يبني عليها غير الجيل الذي يبدا العمل في ظروف جديدة في وضع لا وجود فية لعلاقات الاشتثمار بين الناس . واذ اتناول مسالة مهمات الشباب من وجهة النظر هذة يترتب علي ان اقول ان المهمات الموضوعة امام الشباب بوجة عام وامام اتحادات الشبيبة الشيوعية وجميع المنظمات الاخرى بوجة خاص يمكن تحديدها بكلمة واحدة _ تعلم _ .
بديهي ان ليست تلك سوى "كلمة" ان هذة الكلمة لا تجيب على مسالتين رئيستين هما من اهم المسائل : ماذا ينبغي ان نتعلم وكيف ؟والحال ان النقطة الاساسية هنا هي انة مع تحول المجتمع الراسمالي القديم لايمكن ان يظل تعليم الاجيال الجديدة التي ستنشا المجتمع الشيوعي وتربيتها وتثقيفها كما كانت علية فيما مضى . ان نقطة الانطلاق في تعليم الشباب وتثقيفة وتربيتة ينبغي ان تكون المواد التي تركها لنا المجتمع القديم . فليس بوسعنا ان نبني الشيوعية الا مع مجمل المعارف والمنظمات والمؤسسات الا برصيد القوى البشرية والموارد التي بقيت لنا عن المجتمع القديم ولن نتمكن من بلوغ ما نرمي الية وهو ان تؤدي جهود الجيل الجديد الى انشاء مجتمع لا يشبة المجتمع القديم أي الى انشاء المجتمع الشيوعي . الا بتحويل تعليم الشباب وتنظيمة وترتيبة تحويلا جذريا . ولهذا ينبغي لنا ان نبحث بالتفصيل مسالة معرفة ماينبغي ان نعلم الشباب وكيف ينبغي لهم ان يتعلموا . اذا شائوا فعلا ان يكونوا جديرين باسم الشباب الشيوعي . وكيف ينبغي اعدادهم لكي يكونوا قادرين على انجاز المهمة التي بدئنا بها وتكليلها بالنجاح . يجب علي ان نقول ان الجواب الذي يتبادر لاول وهلة الى الذهن على ما يخيل والذي يبدوا طبيعيا اكثر من غيرة هو انة ينبغي على اتحاد الشبيبية وبوجة عام على كل الشباب الذين يريدون الانتقال الى الشيوعية ان يتعلموا الشيوعية ..
ولكن هذا الجواب " تعلم الشيوعية " ذو طابع عام جدا فماذا ينبغي لنا اذن لكي نتعلم الشيوعية ؟ ماذا ينبغي لنا ان نختار من مجمل المعارف العامة لكي نكتسب معرفة الشيوعية ؟ في هذا المضمار تهددنا جملة كاملة من الاخطار التي تبدوا في اغلب الاحيان ما ان يساء وضع مهمة تعلم الشيوعية او حين تفهم وحيدة الطرف الى حد كبير .
وطبيعي ان الفكرة التي تمر بالخاطر من الوهلة الاولى هي ان تعلم الشيوعية يعني اكتساب مجمل المعارف الواردة في الكتب والكراريس والمؤلفات الشيوعية ولكن مثل هذة التعريف لدراسة الشيوعية غير محكم ابدا وغير كاف . فلو كانت دراسة الشيوعية تنحصر في استيعاب ماهو وارد في الكتب والكراريس والمؤلفات الشيوعية لانتجنا بفائق السهولة شراحا سطحيين شيوعيين او مدعين مغرورين شيوعيين . الامر الذي يسي الينا في غالب الاحيان ويلحق بنا الاذى لان هؤلاء القوم الذين تعلموا وقرئوا ما في الكتب والكراريس الشيوعية يظهرون عاجزين عن تنسيق جميع هذة المعارف ولايستطيعون التصرف والعمل كما تقتضية الشيوعية فعلا .
من افدح الشرور ومن اسوا المصائب التي خلفها لنا المجتمع الراسمالي القديم القطيعة التامة بين الكتاب والحياة العملية اذ كانت لدينا كتب تعرض كل شي على خير مايرام والحال ان هذة الكتب لم تكن في معظم الاوقات سوى رياء وكذب كريهين يعطيان صورة كاذبة عن المجتمع الراسمالي .
ولهذا كان من فادح الخطا الاقتصار على استيعاب ماهو وارد في الكتب حول الشيوعية . فان خطاباتنا ومقالاتنا ليست اليوم مجرد تكرار لما كان يقال فيما مضى عن الشيوعية . اذ ان خطاباتنا ومقالاتنا مرتبطة بعملنا اليومي بالعمل في جميع الميادين . فبدون عمل بدون نضال ليس ثمة اطلاقا اية قيمة للمعرفة التي تستسقي عن الشيوعية من الكتب والمؤلفات الشيوعية . اذ انها ليست سوى استمرار للقطيعة السابقة بين النظرية التي هي اكرة سمة بين سمات المجتمع البرجوازي القديم ..
وقد يشتد الخطر ايضا اذا اقتصرنا على استيعاب الشعارات الشيوعية فقط . فاذا لم ندرك هذا الخطر في حينة واذا لم ترم جهودنا كلها الى اجتنابة فان وجود نصف مليون او مليون من الشبان والفتيات الذين سيسمون انفسهم شيوعيين بعد دراسة كهذة للشيوعية لن يؤدي الا الى الحاق ضرر كبير بقضية الشيوعية . واذ ذاك يوضع امامنا السؤال التالي كيف ينبغي لنا اذ ن ان نوفق كل ذلك لكي نعلم الشيوعية ؟ ماذا ينبغي علينا ان ناخذة من المدرسة القديمة . من العلم القديم ؟ لقد كانت المدرسة القديمة تعلن انها تريد انشاء اناس مثقفين ثقافة شاملة وانها تدرس العلوم بوجة عام بيد اننا نعرف ان ذلك كان مجرد كذب اذ ان المجتمع كلة كان مبنيا وقائما على انقسام بين الناس الى طبقات الى مستثمرين ومظلومين مضطهدين وكان طبيعيا الا تمنح المدرسة القديمة المعارف الا لابناء البرجوازية لانها كانت مفعمة تماما بالروح الطبقي . وكل كلمة من كلماتها كانت مكيفة وفقا لمصالح البرجوازية . وفي هذة المدارس كانوا يهتمون لا بتربية الجيل الفتي من العمال والفلاحين بل باعداد في مصلحة هذة البرجوازية نفسها . كانوا يربونهم بصورة يجعلون منهم خدما للبرجوازية يستجيبون لمتطلاباتها قادرين على جني الارباح لها دون اقلاق راحتها وازعاج بطالتها ولهذا نبذنا المدرسة القديمة ولكننا في الوقت نفسة اخذنا على انفسنا الا نقتبس منها الا ماهو ضروري لنا للتوصل الى تربية شيوعية حقيقية ... وهنا اصل الى تلك الملامات وتلك الاتهامات التي نسمعها دائما بصدد المدرسة القديمة والتي تؤدي في غالب الاحيان الى تاويلات خاطئة اطلاقا . يقولون ان المدرسة القديمة لم تكن لتعرف غير الدراسة المضنية . والترويض والحشو الالي هذا صحيح غير انة ينبغي ان نعرف كيف نميز بين ما في المدرسة القديمة من سيى وبين مافيها من صاالح لنا . ينبغي كيف نختار منها ماهو ضروري لشيوعية . لقد كانت المدرسة القديمة مدرسة لاتعرف غير الدراسة المضنية كانت تجبر التلاميذ على استيعاب طائفة من المعارف التي لافائدة منها ولاغناء فيها ولا حياة وتحشي الرؤؤس بها وتجعل من الجيل الفتي دواونيين مصبوبين في نفس القالب . بيد انكم تقترفون خطا جسسيما اذا ما شئتم ان تستنتجوا من ذلك ان بالامكان ان يصبح المرء شيوعيا دون استيعاب المعارف التي كدسها العلم البشري . ومن الخطا التفكير بانة يكفي استيعاب الشعارات الشيوعية واستنتاجات العلم الشيوعي لكي نعفي من استيعاب مجمل المعارف التي الشيوعية نفسها هي حاصلها . ان الماركسية تبين جيدا كيف ولدت الشيوعية من مجمل المعارف التي اكتسبتها الانسانية . لقد قراتم وسمعتم ان النظرية الشيوعية ان العلم الشيوعي الذي انشاة ماركس بصورة رئيسية. ان مذهب الماركسية هذا لم يبق من صنع اشتراكي واحد من القرن التاسع عشر مهما اوتي من العبقرية انما غدا مذهب الملايين من البروليتاريين في العالم باسرة . الذين يطبقون هذا المذهب في نضالهم ضد الراسمالية . ولو طرحتم السؤال التالي : لماذا استطاع مذهب ماركس ان يستولي على قلوب الملايين وعشرات الملايين في صفوف الطبقة الاكثر ثورية . لما استطعتم ان تسمعوا سوى جواب واحد : لقد كان الامر كذلك لان ماركس قد اعتمد على اساس مكين اساس المعارف الانسانية المكتسبة في ظل الراسمالية . فقد درس ماركس قوانين تطور المجتمع الانساني فادرك ان تطور الراسمالية يؤدي حتما الى الشيوعية والامر الاساسي هو انة اثبت هذة الحقيقة بمجرد دراسة المجتمع الراسمالي الدراسة الاكثر دقة . والاوفر تفصيلا والاشد عمقا بعد ان استوعب تماما كل ما اعطاة العلم السابق وكل ما انشاة المجتمع الانساني . درسة ماركس وانتقدة دون ان يهمل منة نقطة واحدة وكل ما ابدعة الفكر البشري عالجة ماركس بروح النقد بعد ان خبرة في معمعان الحركة العمالية واستخلص منة استنتاجات لم يستطع ان يستخلصها الناس المحصورون في النطاق البرجوازي او المقيدون بالاوهام البرجوازية . ينبغي لنا الا ننسى ذلك حين نتكلم مثلا عن الثقافة البروليتارية فاذا لم نفهم بوضوح ان معرفة الثقافة التي ابدعها كل تطور الانسانية معرفة صحيحية ودراسة هذة الثقافة بصورة انتقادية هما وحدها اللتان تتيحان بناء الثقافة البروليتارية . اذا لم نفهم ذلك فاننا لن نتوصل الى حل هذة المسالة . ان الثقافة البروليتارية لم تنبثق من مكان مجهول ولم يخترعها الناس الذين يقولون عن انفسهم انهم اختصاصيون في ميدان الثقافة البروليتارية . كل ذلك سخف وهراء . ينبغي ان تكون الثقافة البروليتارية التطور المنطقي لمجمل المعارف التي صاغتها الانسانية تحت نير المجتمع المجتمع الراسمالي . وكمجتمع الملاكين العقاريين والمجتمع الدواويني .كل هذة الطرق والشعاب قادت وتقود وستظل تقود الى الثقافة البروليتارية تماما كما بين لنا الاقتصاد السياسي الذي وضعة ماركس من جديد ما لابد ان يبلغة المجتمع الانساني وكما بين لنا الانتقال الى النضال الطبقي الى بداية الثورة البروليتارية .. عندما نسمع في كثير من الاحيان ممثلي الشباب وبعض المدافعين عن التعليم الجديد يهاجمون المدرسة القديمة قائلين انها كانت مدرسة حشو الي فاننا نقول لهم انة ينبغي لنا ان لا ناخذ عن المدرسة القديمة ماكان صالحا ينبغي لنا الا ناخذ عن المدرسة القديمة اسلوب ارهاق ذاكرة الشباب بكمية من المعارف لا حد لها . تسعة اعشارها لا تفيد والعشر الباقي مشوة . غير ان ذلك لا يعني اننا نستطيع الاكتفاء بالاستنتاجات الشيوعية والشعارات الشيوعية المحفوظة غيبا . ماهكذا تنشا الشيوعية . فلايمكن للمرء ان يصبح شيوعيا الا بعد ما يغني ذاكرتة بمعرفة جميع الاثروات الفكرية التي ابدعتها الانسانية .. لسنا بحاجة الى الحشو الالي . انما ينبغي لنا ان ننمي ونحسن ذاكرة كل تلميذ بمعرفة الوقائع الاساسية لان الشيوعية تمسي صفرا تمسي مجرد شعار خارجي . لان الشيوعي يمسي مجرد دعي سخيف اذا لم يتمثل وجدانة جميع المعارف التي اكتسبها كافة. هذة المعارف ينبغي لكم ان الا تكتفوا بمجرد استيعابها . ينبغي لكم ان تستوعبوها بفكر نقاد . لكي تغنوا دماغكم بعلم جميع الوقائع التي لا يمكن للمرء بدون معرفتها ان يكزن اليوم انسانا مثقفا . ان الشيوعي الذي يدعي الشيوعي لانة تعلم استنتاجات جاهة دون ان يقوم بعمل كبير جدي كثير ا وصعب جدا دون ان ينظر بعين ناقدة الى الوقائع التي يترتب علي ان يتبصر بها بفكر ناقد نفاذ . ان مثل هذا الشيوعي يدعوك للرثاء لة . وليس ثمة ماهو اشام من موقف سطحي كهذا الموقف . فاذا كنت اعرف اني اعرف قليلا بذلت كل مافي طاقتي لاعرف المزيد ولكن اذا زعم امرؤا يدعي انة شيوعي انة ليس بحاجة لان يعرف أي شي ثابت فاة لن يصبح ابدا ولو سبيها بالشيوعي . كانت المدرسة القديمة تكون الخدم الضروريين للراسمالين وكانت تجعل من رجال العلم اناسا ملمين بان يكتبوا ويتكلموا وفقا لاهواء الراسماليين وهذا يعني انة ينبغي لنا ان نتخلص من المدرسة القديمة ولكن اذا كان ينبغي لنا ان نهدمها هلهذا يعني انة لايترتب علينا ان نستخلص منها كل ماكدستة البشرية من ضروري للناس؟ هل هذا يعني انة لا يترتب علينا ان نعرف كيف نميز بين ماكان ضروريا للراسمالية وماهو ضروري للشوعية ؟ فبدلا من الترويض الذي كان يطبق فيما مضى في المجتمع البرجوازي خلافا لارادة الاغلبية ندخل الانضباط الواعي لدى العمال والفلاحين الذين يؤلفون بن حقدهم على المجتمع القديم وبين العزيمة والقدرة والارادة على توحيد قواهم وتنظيمها في سبيل هذا هذا النضال بغية تكوين ارادة موحدة واحدة من ارادة الملايين من المبعثرين. المجزئين . المشتتين . في اصقاع البلاد الشاسعة .اذ اننا بدون هذة الارادة الموحدة الواحدة نمنى بالهزيمة حتما وبدون هذا التكاتف والتضامن وبدون هذا الانضبا ط الواعي لدى العمال والفلاحين تكون ضيتنا فاشلة بدون ذلك لن نتمكن من التغلب على الراسماليين والملاكين العقاريين في العالم باسرة . بل اننا لن نتمكن من توطيد اسس المجتمع الجديد الشيوعي . بل اننا لن نتمكن بالاحرى من انجاز بناء هذا المجتمع الجديد على هذة الاسس ... وهكذا مع نبذنا المدرسة القديمة مع الحقد عليها حقدا مشروعا وضروريا تماما مع تقديرنا الرغبة في هدمها ينبغي لنا ان ندرك انة بدلا من الدراسة المضنية القديمة بدلا من الحشو الالي الدقيم بدلا من الترويض القديم يترتب علينا ان نتعلم كيف نتمثل كل حصيلة المعارف الانسانية وكي نفعل ذلك بصورة لاتكون معها الشيوعية عندكم شيئا محفوظا عن ظهر قلب بل شيئا فكرتم وتفكرون بة انفسكم شيئا يمثل الاستنتاجات التي تفرض نفسها من وجهة نظر التعليم الحديث . هذا وينبغي وضع المهمات الاساسية عندما نتحدث عن مهمة : تعلم الشيوعية . ولكي اوضح لكم هذة النقطة واتناول في الوقت نفسة مسالة معرفة كيف ينبغي لنا نتعلم اورد مثلا عمليا تعلمون جميعكم ان القضية الاقتصادية توضع امامنا بعد القضايا العسكرية فورا بعد القضايا المتعلقة بالدفاع عن الجمهورية ونحن نعلم انة يستحيل بناء المجتمع الشيوعي دون بعث الصناعة والزراعة مع العلم اننا لانقصد بعثهما بشكلها القديم . اما ينبغي بعثهما على اساس حديث ينطبق على اخر منجزات العلم . وانتم تعلمون ان هذا الاساس انما هو الكهرباء ويوم تتم كهربة كل البلاد وجميع فروع الصناعة والزراعة ويوم تنجزون هذة المهمة يو م ذاك فقط تتمكنون من ان تنبنوا لانفسكم المجتمع الشيوعي الذي لايستطيع الجيل السابق ان يبنية . وامامكم توضع مهمة مهمة بعث اقتصاد البلاد باسرها واهادة تنظيم الزراعة والصناعة والنهوض بهما على اساس تكنيكي حديث يرتكز بدورة على العلم والتكنيك الحديثين وعلى الكهرباء . وانتم تدركون كل الادراك ان الكهربة لن يحققها الاميون وانها تتطلب غير المعرفة الاولية ولايكفي هنا ان نفهم ماهي الكهربا ء : ينبغي ان نعرف كيف نطبقها عمليا في الصناعة والزراعة وفي مختلف فروعهما كل ذلك ينبغي ان نتعلمة بانفسنا ينبغي ان نعلمة لكل الجيل الكادح الصاعد . تلك هي المهمة التي توضع امام جميع الشيوعيون الواعين امام جميع الشبان الذين يعتبرون انفسهم شيوعيين والذين يدركون كل الادراك انهم بانضمامهم الى اتحاد الشبيبة الشيوعي يقطعون عهدا على انفسهم بمساعدة الحزب في بناء الشيوعية وبمساعدة كل الجيل الفتي في خلق المجتمع الشيوعي ينبغي عليهم ان يفهموا انهم لن يتمكنوا من انشاء هذا المجتمع الا على اساس الثقافة الحديثة فقط وان الشيوعية ستبقى مجرد امنية اذا لم ياخذوا بناصية هذة الثقافة . كانت مهمة الجيل السابق اسقاط البرجوازية وكانت المهمة الرئيسية حينذاك انتقاد البرجوازية وانماء شعور الحقد عليها بين الجماهير ومعرفة حشد قواها وتطوير الوعي الطبقي . اما الجيل الجدي فانة يواجة مهمة اكثر تعقيدا ان واجبكم لايقتصر على حشد كل قواكم في سبيل دعم حكم العمال والفلاحين ضد غزو الراسماليين ذلك مايترتب عليكم القيام بة . وقد ادركتموة كل الادراك وكل شيوعي يدركة بوضوح . ولكن ذلك لايكفي عليكم ان تبنوا المجتمع الشيوعي . لقد تم النصف الاول من العمل في كثير من النواحي لقد هدم النظام القديم كما ينبغي هدمة وحول كما كان ينبغي تحويلة الى ركام من الخراب والتربة ممهدة وعلى هذة التربة ينبغي على الجيل الشيوعي الفتي ان يبني المجتمع الشيوعي . امامكم مهمة هي مهمة البناء ولن تتمكنوا من القيام بها الا اذا استوعبتم كل المعارف الحديثة الا اذا استعطتم تحويل الشيوعية من صيغ ونصائح وتوصيات وتعليمات وبرامج جاهزة محفوظة غيبا الى هذا الشي الحي الذي ينسق عملكم المباشر الا اذا استعطم ان تجعلوا من الشيوعية مرشدا في نشاطكم العملي ....
تلك هي مهمتكم المهمة التي يترتب عليكم ان تستلهموها من اجل تعليم وتربية الجيل الفتي وحفز تقدمة وعليكم ان تكونوا اوائل بناة المجتمع الشيوعي بين هؤلاء الملايين من البناة الذين ينبغي ان يكون منهم كل شاب وكل فتاة . واذا لم تجتذبوا الى عمل بناء الشيوعية كل الشباب العمال والفلاحين فانكم لن تبنوا المجتمع الشيوعي . وهنا اصل بطبيعة الحال الى مسالة معرفة كيف ينبغي لنا ان نعلم الشيوعية واي طابع ينبغي ان تتخذة اساليبنا . قبل كل شي اتناول هنا مسالة الاخلاق الشيوعية . ينبغي عليكم ان تربوا انفسكم تربية شيوعية . المهمة الموضوعية امام اتحاد الشبيبة هي ان يمارس نشاطة العملي بحيث ان هذة المهمة الشبيبة وهي تتعلم . وتنتظم . وتحتشد . وتناضل . تربي نفسها وجميع الذين يعترفون بها كمرشدة لكي تربي شيوعيين ينبغي ان يرمي كل عمل تتثقف الشبيبة الحالية وتعليمها وتربيتها الى انماء الاخلاق الشيوعية عندها . ولكن هل ثمة اخلاق شيوعية ؟ هل ثمة سلوك شيوعي ؟ اجل بكل تاكيد . غالبا مايزعم ان ليس لدينا اخلاق خاصة بنا وفي معظم الاحيان تتهمنا البرجوازية باننا نحن شيوعيون ننكر كل الاخلاق وتلك طريقة لتشوية الافكار لذر الرماد في عيون العمال الفلاحين .
باي معنى ننكر الاخلاق وننكر السلوك ؟
بالمعنى الذي تبشر بة البرجوازية التي كانت تشتق هذة الاخلاق من وصايا اللة . وبهذا الصدد نقول بالطبع اننا لانؤمن باللة . ونعرف جيدا جدا ان رجال الدين والملاكين العقاريين والبرجوازية كانوا يتكلمون باسم اللة لكي يؤمنوا مصالحهم كمستثمرين . كذلك كانوا لايشتقون هذة الاخلاق من قواعد السلوك ومن وصايا اللة وانما كانوا يستخلصونها ايضا من جمل مثالية او نصف مثالية تعني دائما شيئا يشبة كثير الشبة وصايا اللة . ان كل اخلاق من هذا النوع مستسقاة منمفاهيم مفصولة عن الانسانية مفصولة عن الطبقات . ان كل اخلاق كهذة ننفيها وننكرها ونقول انها تخدع العمال والفلاحين وتغشهم وتحشوا ادمغتهم حشوا وذلك في صالح الملاكين العقاريين والراسماليين .
اننا نقول ان اخلاقنا خاضعة تماما لمصالح نضال البروليتاريا الطبقي ان اخلاقنا تنبثق من مصالح نضال البروليتاريا الطبقي .
لقد كان المجتمع القديم قائما على اضطهاد جميع العمال وجميع والفلاحين من جانب الملاكين العقاريين والراسماليين . كان علينا ان نهدم كل ذلك ان نسقط هؤلاء ولكن كان ينبغي تحقيق الاتحاد لاجل هذا الغرض ولم يكن اللة هو الذي سيحقق هذا الاتحاد .
ان هذا الاتحاد لم يكن من الممكن ان ياتي الا من المصانع والمعامل الا من بروليتاريا متعلمة استيقظت من سباتها الطويل وفقط عندما تشكلت هذة الطبقة بدات الحركة الجماهيرية التي ادت الى مانراة اليوم . الى انتصار الثورة البروليتارية في بلد من اضعف البلدان في بلد يدافع عن نفسة منذ ثلاث سنوات ضد هجوم برجوازية العالم باسرة . وها نحن نرى الثورة البروليتارية تنموا وتتعاظم في العالم باسرة ونقول اليوم بالاستناد الى تجربتنا ان البروليتاريا وحدها كانت تستطيع ان تنشى قوة متجانسة تجانسا كافيا لكي تجتذب ورائها اللاحين المبعثرين المشتتين . قوة صمدت بوجة جميع هجمات المستثمرين . هذة الطبقة تساعد الجماهير الكادحة في توحيد صفوفها وحشدها في صيانة المجتمع الشيوعي نهائيا في ترسيخة نهائيا في بنائة نهائيا ...
ولهذا نقول : ليس ثمة اخلاق بنظرنا خارج نطاق المجتمع الانساني والقول بوجودها خارج المجتمع خداع وتضليل فالاخلاق بنظرنا خاضعة لمصالح نضال البروليتاريا الطبقي . ولكن ماهو قوام هذا النضال الطبقي ؟ قوامة اسقاط القيصر واسقاط الراسماليين ومحو طبقة الراسماليين . وماهي الطبقات بوجة عام ؟ انها مايتيح لقسم من المجتمع ان يستاثر بعمل الاخرين . فاذا استاثر قسم من المجتمع بكل الارض كانت طبقة الملاكين العقاريين وطبقة الفلاحين . واذا امتلك قسم من المجتمع المصانع والمعامل والاسهم والرساميل بينما القسم الاخر يشتغل في هذة المصانع ر كانت طبقة الراسماليين وطبقة البروليتاريين .
ان طرد القيصر لم يكن صعبا – فقد كفت بضعة ايام ولم يصعب صعوبة طرد الملاكين العقاريين - فقد استطعنا تحقيق ذلك في بضعة اشهر كذلك ليس من الصعب صعوبة طرد الراسمالييين . ولكنة من الاصعب الى ماحد لة محو الطبقات فان الانقسام الى عمال وفلاحين مايزال قائما فاذا اقام الفلاح على قطعة من الارض وستاثر بفائض حبوبة أي الحبوب التي لايحتاج اليها لا لنفسة ولا لماشيتة في حين يظل جميع الاخرين بلا حبوب فان هذا الفلاح يستحيل اذ ذلك الى مستثمر .وكلما احتفظ بحبوبة كلما راى ذلك في فائدتة ولاباس ان يجوع الاخرين " كلما جاعوا بعت حبوب بسعر اغلى " ينبغي ان يشتغل الجميع وفقا لبرنامج مشترك على ارض مشتركة وفي المصانع والمعامل المشتركة وفقا لنظام مشترك . فهل من السهل تحقيق ذلك ؟ انكم ترون ان الحل هذة المرة اصعب مما كان علية حين كان يتعلق الامر بطرد القيصر والملاكين العقاريين والراسماليين . فهذة المرة ينبغي ان تعيد البروليتاريا تربية وتعليم قسم من الفلاحين وان تجتذب اليها الذين هم فلاحون كادحون لكي تسحق مقاومة الفلاحين الاغنياء الذين يثرون من بؤس الاخرين . ولذا فان الهدف من نضال البروليتاريا لما يتحقق لكوننا اسقطنا القيصر وطردنا الملاكين العقاريين والراسماليين . والحال ان انجاز هذا النضال انما هو بالضــــبط مهـــمة النظــــام الذي نسمية
"ديكـــــــــــــــتاتورية البروليتـــــــــــــــــــــاريا "

ان النضال الطبقي مستمر ولم يتغير الا شكلة فالبروليتاريا تخوض هذا النضال الطبقي لكي تحول دون عودة المستثمرين السابقين . ولكي توحد في حلف واحد جماهير الفلاحين المبعثرين الجاهلين . ان النضال الطبقي مستمر وواجبنا ان تخضع جميع المصالح لهذا النضال ولهذة المهمة تخضع كل اخلاقنا الشيوعية . ونحن نقول الاخلاق هي ما يتيح هدم مجتمع المستثمرين القديم وتوحيد جميع الشغيلة حول البروليتاريا التي تنسى المجتمع الجديد الشيوعي . ان الاخلاق الشيوعية انما هي الاخلاق التي تخدم هذا النضال وتوحيد الشغيلة ضد كل استثمار ضد كل ملكية صغيرة لان الملكية الصغيرة تضع في يدي فرد واحد ما ابدعة عمل المجتمع باسرة ان الارض عندنا ملكية مشتركة . ولكن اذا اخذت قسما من هذة الملكية المشتركة واذا انتجت منها كمية من الحبوب تزيد الضعفين عما هو ضروري لي . واذا ضاربت بفائض هذة الحبوب ؟ واذا قلت في نفسي ان كلما ازداد عدد الجياع ارتفعت الاسعار التي تدفع لي ؟ فهل اتصرف على هذا النحو كشيوعي ؟ كلا اني اتصرف كمستثمر كمالك ينبغي ان نناضل ضد هذا . فاذا تركت الامور على حالها فكل شي يسير الى وراء نحو حكم الراسماليين نحو حكم البرجوازية كما تبين مرارا عدة في الثورات الماضية .... ولاجل الحئول دون المضاربة ينبغي الحئول دون اثراء البعض على حساب الاخرين ولهذا الغرض ينبغي ان يتحد جميع الشغيلة مع البروليتاريا ويكونوا المجتمع الشيوعي . ذلك هو الطابع الخاص الاساسي لما يشغل المهمة الاساسية الموضوعة امام اتحاد الشباب الشيوعي وتنظيمة .
كان المجتمع القديم قائما على المبدا التالي : اما ان تنهب قريبك واما ينهبك قريبك اما ان تشتغل في صالح اخر واما ان يشتغل هو في صالحك . .اما ان تكون مالك عبيد واما ان تكون انت عبدا . ومفهوم ان يرضع الناس الذين تربوا في هذا المجتمع مع حليب امهاتهم اذا جاز القول نفسية وعادات ومفاهيم مالك العبيد او العبيد . او الملاك الصغير او المستخدم الصغير او الموظف الصغير او المثقف وبكلمة موجزة انسان لا يفكر الا بامتلاك ماهو ضروري لة ولا يبالي بمصير الاخرين ..
اذا كنت استثمر قطعة ارضي فليس لي ان اهتم بالاخرين واذا جاع الاخر كان ذلك افضل : فاني سابيع حبوبي بسعر اغلى . واذا كان لي منصب صغير كطبيب او مهندس او معلم او مستخدم فما يهمني الغير وربما تملقت المتسلطين على زمام الحكم وسعيت الى ارضائهم فاحافظ على منصبي . بل قد انجح في شق طريقي واصبح انا نفسي برجوازيا .
ان مثل هذة النفسية مثل هذة الحالة الفكرية ليستا من صفات الشيوعي . فهندما اثبت العمال والفلاحون اننا قادرون بقوانا الخاصة على ان ندافع عن انفسنا وان ننشي مجتمعا جديدا حينذاك بدات تربية جديدة شيوعية تربية تمت في غمرة النضال ضد المستثمرين تربية بالتحالف مع البروليتاريا ضد الانانيين وصغار الملاكين ضد النفسية والعادات التي تحمل المرء عل القول : اني اسعى وراء فائدتي انا . والباقي لايهمني ابدا ..
ذلك هو الجواب على مسالة معرفة كيف ينبغي على الجيل الفتي الصاعد ان يتعلم الشيوعية . ان الجيل الصاعد لا يستطيع ان يتعلم الشيوعية الا اذا ربط كل خطوة يخطوها في دراستة وتربيتة وتعليمة بالنضال الدائب الذي يخوضة البروليتاريين والشغيلة ضد مجتمع المستثمرين القديم . وعندما يحدثوننا عن الاخلاق نقول " ان الاخلاق بنظر الشيوعي تقوم كلها في هذا الانضباط والتضامن والتراص وفي هذا النضال الواعي الذي تخوضة الجماهير ضد المستثمرين اننا لانومن بالاخلاق الابدية واننا نفضح جميع القصص والحكايات الكاذبة الملفقة حول الاخلاق . ان الاخلاق تتيح للمجتمع الانساني ان يرتفع الى اعلى ان يتحرر من استثمار العمل . ولاجل بلوغ هذا الهدف ينبغي ان يكون هذا الجيل من الشبان الذن اخذوا يتحولون الى رجال واعين في جو من النضال النظامي الضاري ضد البرجوازية . وفي معمعان هذا النضال سيربي هذا الجيل شيوعيين حقيقيين . ولهذا النضال وبة ينبغي على هذا الجيل ان يخضع ويربط كل خطوة يخطوها في دراسة وتربيتة وتعليمة . ان تربية الشبيبة الشيوعية لاتعني التكرم عليها باتلخطب المعسولة وبقواعد الاخلاق فليس هذا قوام التربية فان الذين راوا ابائهم وامهاتهم يقضون حياتهم تحت نير الملاكين العقاريين والراسماليين .والذين تحملوا قسطهم من الالام التي عاناها اولئك الذين بدئوا المعركة ضد المستثمرين . والذين رؤا ا أي تضحيات تقتضيها مواصلة هذا النضال دفاعا عن المكتسبات واي اعداء الداء ضراة هم الملاكون العقاريون والراسماليون . ان هؤلاء هم الذين يتربون في هذة الاحوال تربية شيوعية .ان مايقوم في اساس الاخلاق الشيوعية هو النضال في ترسيخ الشيوعية . وانجاز بنائها ذلك هو ايضا اساس التربية الشيوعية والتثقيف الشيوعي والتعليم الشيوعي .
ذلك هو الجواب على مسالة معرفة كيف ينبغي ان نتعلم الشيوعية ...
اننا لن نؤمن بالتعليم والتثقيف والتربية اذا انحصرت في المدارس وانفصلت عن الحياة المتدفقة وما دام الملاكون العقاريون والراسماليون يضظهدون العمال الفلالحين ومادانت المدارس في ايدي هؤلاء الملاكين والراسماليين فلسوف يبقى الجيل الفتي اعمى وجاهلا . والحال ينبغي لمدرستنا نحن ان تعطي الشباب اسس المعرفة وان تعلمهم كيف يكونون بانفسهم عقلية شيوعية . ينبغي لها ان تجعل منهم اناسا متعلمين نبغي لها خلال مدة دراستهم ان تجعل منهم مشتركين في النضال لاجل التحرير من المستثمرين . ان اتحاد الشبيبة الشيوعي لن يكون جديرا بهذا الاسم لن يكون حقا اتحاد الجيل الشيوعي الفتي الا متى ربط كل خطوة يخطوها في دراستة وتربيتة وتعليمة . بالنضال المشترك الذي يخوضة جميع الشغيلة ضد المستثمرين . وبالفعل انتم تعرفون جيدا انة مادامت روسيا هي الجمهورية العمالية الوحيدة . ومادام النظام البرجوازي القديم قائما في باقي العالم . فاننا سنظل اضعف منهم وسنظل مهددين في كل لحظة بهجوم جديد واننا لن ننتصر في النضال اللاحق ولن نرسخ بالتالي اقدامنا ومواقعنا فيستحيل فعلا قهرنا الا اذا تعلمنا كيف نتحد وكيف نعمل بقلب واحد وهكذا . ان يكون المرء شيعيا فهذا يعني تنظيم وتوحيد كل الجيل الصاعد هذا يعني اعطاء المثالعلى التربية والروح النظامي في هذا النضال . واذ ذاك تستطيعون ان تباشروا وتتمموا بناء صرح المجتمع الشيوعي . ولكي انيركم حول هذا النقطة اورد مثلا اننا نسمي انفسنا شيوعيين فمن هو الشيوعي ؟ ان كلمة شيوعي اتية من اللاتينية communis(كومونس – المعرب ) وكلمة كومونس تعني مشترك . والمجتمع الشيوعي يعني : كل شي مشترك – الارض مشتركة . والمعامل مشتركة . والعمل مشترك .تلك هي الشيوعية
فهل يمكن ان يكون ثمة عمل مشترك اذا كان امرى يستثمر قطعة ارض لحسابة الخاص ؟ ان العمل المشترك لاينشا دفعة واحدة . هذا غير ممكن . ولا يهبط من السماء . انما ينبغي اكتسابة انة ثمرة الام طويلة . ينبغي انشاؤة وهو ينشا في غمرة النضال . فالمسالة لا تنحصر الان في الكتابات القديمة . فليس ثمة من يصدق هذة الكتابات . تنبغي التجربة الشخصية في الحياة عندما كان كولتشاك ودينيكين يتقدمان قادمين من سيبريا والجنوب . كان الفلاحون الى جانبهما ولم تكن البلشفية لترضيهم . لان البلاشفة كان ياخذون الحبوب باسعار ثابتة ولكن عندما عانى الفلاحون في سيبريا واوكرانيا حكم كولتشاك ودينيكبن ادركوا انة لا اختيار عندهم : فاما السير وراء الراسمالي الذي يسلمهمالى عبودية الملاك العقاري واما السير وراء العامل الذي لايعد حقا بالمن والسلوى والذي يتطلب منهم الثبات والانضباط الحديدي في معركة قاسية ولكنة يحررهم من عبوية الراسماليين والملاكين العقاريين . بل حين ادرك الفلاحون الجهلة انفسهم هذة الحقيقة وتثبتوا منها بتجربتهم الخاصة اصبحوا من انصار الشيوعية الواعين الذين اجتازوا مدرسة صعبة . هذة التجربة ينبغي على اتحاد الشبيبة الشيوعي ان يضعها في اساس نشاطة
لقد اجبت على مسالة معرفة ما يترتب علينا ان نتعلمة وما ينبغي لنا ان ناخذة من المدرسة القديمة والعلم القديم . وساحاول ان اجيب ايضا على مسالة معرفة كيف ينبغي ان نتعلم كل هذة الامور : لن نتعلمها الا اذا ربطنا بصورة لا تنفصم عراها كل خطوة من العمل في المدرسة وكل خطوة من الترلابية والتعليم والدراسة بنضال جميع الشغيلة ضد المستثمرين .
ببعض الامثلة المتقاة من تجربة عمل هذة المنظمة او تلك من منظمات الشباب سابين لكم بوضوح كيف ينبغي ان تجري هذة التربية الشيوعية . جميع الناس يتحدثون عن تصفية الامية . وانتم تعلمون انة يستحيل بناء مجتمع شيوعي في بلد من الاميين .فلا يكفي ان تامر سلطة السوفييت او ان يلقى الحزب شعارا معيتا او ان نعبى لهذة المهمة قسما من خيرة مناضلينا . لهذا الغرض ينبغي على الجيل الفتي نفسة ان يشرع في تنفيذ هذة المهمة . ان الشيوعية تقوم في مون من الشبان والفتيات المنتسبين الا اتحاد الشبيبة يعلنون : ان هذة قضيتنا وسنضم صفوفنا ونمضي الى القرى لتصفية الامية لكي لايبقى في صفوف جيلنا الصاعد اميون . ونحن نسعى لكي تنصب مبادرة الجيل الناشي على هذة المهمة . وانتم تعلمون انة يتحيل تحويل روسيا الجاهلة الامية بسرعة الى بلد متعلم : ولكن اذا اخذ اتحاد الشبيبة هذة المهمة على عاتقة واذا عملت الشبيبة كلها في صالح الجميع فان هذا الاتحاد الذي يضم 000 400 من الشبان والفتيات سيحق لة ان يتسمى اتحاد الشبيبة الشيوعي . وعلى الاتحاد ايضا مع استيعابة هذة المعارف او تلك ان يساعد الشبان الذين لا يستطيعون تحرير انفسهم بانفسهم من ظلمات الامية . وان يكون المرء عضوا في اتحاد الشبيبة يعني انة يترتب علية ان يضع عملة وطاقتة في خدمة القضية المشتركة.. في هذا تنحصر التربية الشيوعية فبالعمل على هذا النحو فقط يصبح الشاب او الفتاة شيوعيين حقيقيين . ولا يصبحان الا اذا حصلا بعملهما هذا على نتائج عملية . خذوا مثلا العمل في بساتين الخضروات قرب المدن . او ليست هذة مهمة ؟ انها من مهمات اتحاد الشبيبة الشيوعي . فالناس جياع والمجاعة سائدة في المعامل والمصانع . فلكي نتخلص من المجاعة ينبغي تطوير زراعة الخضروات . ولكن الزراعة ماتزال تتبع الاساليب القديمة ينبغي اذن ان تبدا العمل العناصر الاكثر وعيا . وحينذاك ترون ان بساتين الخضروات تتكاثر ومساحتها تزداد . والنتائج تتحسن . ينبغي على اتحاد الشبيبة الشيوعي ان يشترك اشتراكا نشيطا في هذا العمل . ينبغي على كل منظمة او كل خلية في الاتحاد ان تعتبر هذة المهمة مهمتها الخاصة . ينبغي على اتحاد الشبيبة الشيوعية ان يكون فصيلة الصدام التي تقدم مساعدتها في كل عمل وتعطي الدليل على روح المبادرة والمبادهة . ينبغي على اتحاد الشبيبة ان يسلك سلوكا يستطيع معة كل عامل ان يرى في اعضاء الاتحاد قوما قد لايفهم مذهبهم قوما قد لايؤمن فورا بمذهبهم ولكن عملهم الحي ونشاطهم يقنعانة بانهم فعلا هم الذين يبينون لة السبيل القويم . فاذا لم يتوصل اتحاد الشبيبة الشيوعي الى تنظيم نشاطة على هذا النحو في جميع الميادين فهذا يعني ان يسلك السبيل القديم السبيل البرجوازي . ينبغي لنا ان نربط تربيتنا بنضال الشغيلة ضد المستثمرين لكي ناعد الشغيلة في انجاز المهمات الناجمة عن المذهب الشيوعي ...
ينبغي على اعضاء الاتحاد ان يكرسوا كل ساعة من اوقات فراغهم لتحسن الزراعة في بساتين الخضروات او في تنظيم تعليم الشبان في مصنع ما او في معمل ما الخ ... اننا نريد ان نجعل من روسيا الفقيرة البائسة بلادا غنية . ولذا ينبغي ان يربط اتحاد الشبيبة الشيوعي تعلمة ودراستة وتربيتة بعمل العمال والفلاحين . والا ينحصر في مدارسة والا يقتصر على قرائة الكتب والكراريس الشيوعية فبالعمل فقط بصورة مشتركة مع العمال والفلاحين يستطيع المرء ان يصبح شيوعيا حقيقيا . وينبغي ان يرى جميع الناس ان المنتسبين الى اتحاد الشبيبة متعلمون وانهم يعرفون في الوقت نفسة كيف يشتغلون . وعندما يرى الجميع اننا نبذنا من المدرسة القديمة اساليب الترويض القديمة واننا استعضنا عنها بروح نظامي واع . وان جميع شبابنا يشتركون في السبوت الشيوعية وانهم يستخدمون كل مزرعة قرب المدن لكي يساعدوا السكان فان الناس سيقفون من العمالا موقفا يختلف كل الاختلاف عن موقفهم السابق . على اتحاد الشبيبة الشيوعي ان ينظم في القرية او في الحي المساعدة الضرورية – واضرب مثلا صغيرا - لتلمين النظافة او لتوزيع الماكولات . ولكن كيف كان يتم ذلك في المجتمع الراسمالي لقديم ؟ كان كل امرى لايشتغل الا لنفسة ولم يكن احجد ليهتم بمعرفة ما اذا كان ثمة شيوخ او مرضى او ما اذا كانت جميع الشئون المنزلية تقع على كاهل المراة التي كانت لهذا السبب مرهقة ومستعبدة فمن يترتب علية ان يناضل ضد هذا ؟ اتحاد الشبيبة ينبغي علية ان يقول : سنعبر كل هذا وسننظم فصائل من الشبان تساعد في تامين النظافة او في توزيع الماكولات وتزور البيوت بانتظام وتعمل بصورة منتظمة في خير المجتمع كلة . موزعة القوى توزيعا سديدا ومبينة انة ينبغي ان يكون ر العمل عملا منظما .. ان الجيل الذي بلغ ممثلوة اليوم ما يقرب من الخمسين فان هذا الجيل سينقرض قبل ان ياتي هذا المجتمع . اما الجيل الذي يبلغ اليوم الخامية عشرة من العمر فسيرى المجتمع الشيوعي وسيعمل بنفسة ي بنائة . ولذا ينبغي علية ان يعرف ان كل هدف حياتة هو بناء هذا المجتمع . ففي المجتمع القديم كان العمل تقوم بة العائلات كل عائلة منعزلة منفردة عن الاخرى ولم يكن ثمة من ينسق هذا العمل الا الملاكون العقاريون والراسماليون . الذين كانوا يضطدهدون سواد الشعب . اما نحن فينبغي علينا ان ننظم كل عمل مهما كان قذرا وصعبا بصورة يستطيع معها كل عامل وكل فلاح ان يقول في نفسة : اني عضو في هذا الجيش الكبير جيش العمل الحر وساعرف كيف انظم بنفسي حياتي دون الملاكين العقاريين والراسماليين . ساعرف كيف اقيم النظام الشيوعي . ينبغي على اتحاد الشبيبة الشيوعي ان يثقف الجميع منذ الصبى ...1 وبروح العمل الواعي النظامي . وكذا نستطيع ان نامل انجاز المهمات الموضوعة الان امامنا . ينبغي ان نحسب انة يجب ان تنقضي عشر سنوات على الاقل لكي تتم كهربة البلاد . ولكي تتمكن ارضنا التي افتقرت من الاستفادة من اخر منجزات التكنيك . والحال ينبغي على الجيل الذي يبلغ اليوم الخامسة عشر ة من العمر والذي سيعيش في المجتمع الشيوعي بعد عشر او عشرين سنة ان ينظم دراستة بصورة تستطيع معها الشبيبة في كل يوم في كل مدينة وفي كل قرية ان تقوم عمليا بهذة المهمة او تلك من العمل المشترك مهما كانت هذة المهمة ضئيلة وبسيطة وبقدر ما يجري ذلك في جميع القرى وتتطور المباراة الشيوعية وتبرهن الشبيبة على انها تعرف كيف تنسق عملها بقدر ما يتامن نجاح البناء الشيوعي . ولن يستطيع اتحاد الشبيبة الشيوعي ان يحشد نصف المليون من اعضائة في جيش واحد للعمل ويكسب احترام الجميع الا اذا راينا الى كل عمل مناعمالنامن حيث نجاح هذا البناء الا اذا تسائلنا اذا كنا بذلنا كل ما في وسعنا لكي تكون شغيلة متحدين واعين
فلاديمير لينين

No comments:

Post a Comment