Tuesday, January 1, 2013

ترويكا السلطة وذيلية اليسار - سيد البدرى

ترويكا السلطة وذيلية اليسار


ترويكا السلطة وذيلية اليسار

إستبدال ثنائية الجيش والإخوان المضلله بثنائية المدنية والدينية الزائفة هى تكرار لخطيئة جر الشعب لمعارك أعدائه فترويكا الاخوان والجيش والنيوليبرالية المدنية هى تعبيرات سياسية للكمبرادور , مثل فيها المجلس العسكرى ومؤسسة الجيش النواة الصلبة ورمانة الميزان للنظام .وكان اليمين المتدثر بالدين أحد جناحيها فى حين عبر اليمين النيوليبرالى ذو المظهر المدنى الزائف عن الجناح الاخر .
تلك الترويكا(الثلاثية) المتنافسة على الإستحواذ على جهاز الدولة وتمثيل الطبقة سياسيا تتمتع بحد ادنى من التجانس الطبقى يضمنه طبيعة النشاط الرأسمالى الكمبرادورى ,ودرجة اقل من التجانس السياسى يمكن ان تبلغ حد التناحر مرجعه طريقة التحاق كل منها بهذه الطبقة. فمنها من استغل دور الدولة فى تكوين شرائح محدده من الكمبرادور (رجال اعمال مبارك, والجيش ) والاخر استغل ضخ اموال جماعات سياسية (الإخوان ) فى الإستحواذ على جزء من السوق المفتوح كوكيل لتوكيلات كبرى
لذلك يمثل الاستحواذ على جهاز الدولة لاى منها انتصاراً يمكنه من قيادة الطبقة, وتسخير امكاناتها لصالح هذه الشريحة او تلك مستظلين بمظلة الامبريالية الامريكية ومحققين لمصالحها وهى بدورها لا تتوانى عن التدخل المباشر لحسم الصراع بينهم اذا هدد هذا الصراع استقرار تلك المصالح .
وتلك الترويكا تبادلت التمثيل السياسى للطبقة قبل وبعد انتفاضة 25 يناير التى تم توجيهها بفعل التموضعات والامكانات المتاحة لشرائحها وغياب التنظيمات الجماهيرية والاحزاب الثورية المعبرة عن مصالح الجماهير فكانت النتيجة اعادة انتاج النظام بصيغته الاخوانية .
أن المعركة الدائرة الان ليست معركة بين نقيضان, بل معركة بين جناحان من ذات الطبقة يتدثر الاول بالدين لكسب تاييد شعبى لتثبيت مكتسباته ويلتبس الاخر لباس المدنية لكسب الطبقة الوسطى لتحسين شروط المحاصصة السياسية, وكلاهما سيتوافق إذا اشتدت وتصاعدت الاحتجاجات الاجتماعية والشعبية تحت ضغط تدهور الأوضاع الاقتصادية للشعب مثلما اتحدوا سابقا تحت شعار (لم الشمل فى مواجهة تصاعد حركة الاضرابات العمالية التى وصموها معا بالفئوية) .
لذلك جسدت معركة الدستور كامل الحالة السياسية فى مصر , اذ أستجابت البرجوازية المتوسطة والصغيرة لدعوات التظاهر بينما ظل القطاع الأكبر من الجماهير خارجها , ومرجع ذلك لعوامل عدة اهمها أن درجة الوعى بين العمال والفلاحين وجموع الفقراء لم تتطور بعد لتربط بين اهمية المطالب فى ميدان الحريات واوضاعها الاقتصادية والاجتماعية , فضلا عن غياب التمثيل السياسى للشعب وحجب مطالبه نتيجة تصدر رموز النيوليبرالية لما يسمى بجبهة الانقاذ وأستمرار نفوذ الجماعات الوهابية داخل قطاع عريض من الجماهير المفقرة .والجزء الواعى من الجماهير فى المدن صوت ليس ضد الدستور على عواره بل ضدالاخوان ورئيسهم نتيجة تدهور اوضاعهم الاقتصادية .
لذلك فعلى قوى اليسار فك روابطها الذيلية باى من اطراف الترويكا وطرح شعاراتها المعبرة عن تطلعات الجماهير سواء فى قضايا الحريات والديمقراطية ومعركة اسقاط الدستور والقضية الاجتماعية والوطنية وتوثيق تحالفاتها مع ممثلى الطبقة المتوسطة السياسين من اجل قيادة حملة مقاطعة لبرلمان الكمبرادور فلا ديمقراطية بدون حريات ولا انتخابات فى ظل استمرار دستور القمع والافقار ,فالبرلمان القادم هو برلمان ترسيخ القمع وتقنين الافقار فالى متى تحجب مطالب الجماهير فى وطن حر ومستقل وحياة كريمة.

سيد البدرى
29/12/2012


 









نقلا عن 


1 comment:

  1. ولكن السؤال المطروح الان هل تستطيع حقا قوى اليسار ان تقوم بهذا الدور الان رغم ما يعتريها من تفكك وعدم قدرة على تكوين تحالف قوي يستطيع ان يعادل -على الاقل - احد الجناحين المسيطرين الان على المشهد؟؟
    تبدو المعركة طويلة ، ربما تكون مسألة استقلال اليسار عن القوى (المدنية) الليبرالية وفك تحالفه معها خطوة تالية على توحده، ومن ثم يستطيع ان يصبح رقما في معادلة مستقبل مصر

    ReplyDelete