Wednesday, October 24, 2012

رسالة للجميع - MACO

اصدقائي الأعزاء ، رفاقي ...
كل عام وانتم بألف خير وعيد سعيد عليكم جميعا J

سوف اغيب عنكم فقد حان وقت الرحيل  فى محاولة مني لأسترجاع ذاتى او ماتبقي منه فى مكان اخر غير هذه الدنيا
محاولة قد تكون ... ما تكون او لا تكون او لا اكون انا 
لذلك اتمني من الجميع أن يسامحني لوكنت أخطاءت بقصد او بدون قصد فى حق احد فى يوم من الأيام فأنا اعتذر عن ذلك لو حدث ..

امي : سامحيني  

ليلي: ابنتي قد لا استحق ذلك اللقب .. ولكن
" لا شعور  لا حياه .. بعدك  ... فبعدك قد افقدني  معنى الحياة
أنني لم اندم في حياتي إلا على فراقك  أنت "

رفاقي فى حركة الديمقراطية الشعبية او خارجها  اتمني لكم كل التوفيق و النجاح
 وليستمر الكفاح بكم  ☭★☭ ☭★☭ ☭★☭ ☭★★☭ ☭★☭ ☭★☭ 

اصدقائي القدامي : جزيل الشكر J أسف لو زعلت حد منك
Kaiser – عزوز – sifo- dizl vico

بوسي (( macozcat
  لم اقصد يوما ان اجرح مشاعرك بل لم اتخيل يوما ان اكون سبب فى لحظة حزن تمر عليكي
اتمنى منك الغفران و المعذرة و اتمنى لكي السعادة  maco

اشكر كل من حاول ان يساعدني يوما ..  فعلا كنتم نعم الأصدقاء 
رضوي عامر – سيد البدري – عبد العزيز السعودي – الرائعة ( VIDA)
        الرفيقة العزيزة (Nivine )  لقد تعلمت منك الكثير

اتمني للجميع  حياة أفضل :
غنًّ أكثرَ ، أيها الكائنُ الحيّ ، لنصدّق أنّ على مثل هذهِ الأرض المجبولةِ بالجريمة ، شيئاً ما يستحقُّ الحياة .. ! " درويش "

رحيل - ان الأشيء ترحل ان لم تجد الذي ترجوه 

محمد عبد المقصود

Tuesday, October 23, 2012

مسارات متقاطعة - التعليم (3) - إبراهيم طاحون


مسارات متقاطعة - التعليم (3) - إبراهيم طاحون

مسارات متقاطعة
إبراهيم طاحون
التعليم (3)
حاول نفر من مفكرينا وفلاسفتنا ورواد التنوير العربي أن يُدخلوا العقل إلى النظام الثقافي العربي والمصري، وكان آخر هؤلاء "الفرسان" عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين الذي جاء من فرنسا محملا بمنهج الشك الديكارتي وأفكار فلاسفة التنوير، غير أن مشروع طه حسين انتهى كما انتهت مشروعات أسلافه من التنويريين العرب، ليس لأن قوى الظلام كانت – ومازالت – أكثر نفوذا وسلطانا من قوى التنوير، بل لأن المشكلة كانت في المشروع نفسه،  حيث لم يكن ثمة انسجام في مكونات الأوعية الثقافية، فالوعاء "العلمي – المعرفي" الذي استحضره الدكتور طه من الغرب، والذي يجب أن يكون شكله أو مظهره الخارجي هو التعليم، وجوهره الباطني هو العقل – وهما جزءان لا ينفصلان كما قلنا سابقا – كان نبتةً مزروعة في تربة غير مؤهلة لها، فلم تنبت سوى مستقبل مشوه وعقول عاجزة وأرواح مريضة.
هذه الصورة توحي لنا أن التعليم إما أن يتقاطع مع العقل فينتج النهضة والتقدم والحرية والتسامح، وإما أن يتقاطع مع الجهالة فينتج التخلف والركود والاستبداد والكراهية السوداء، وبينما تكون النتيجة حتمية في الحالة الثانية فإنها لا تكون كذلك في الحالة الأولى، فقد يتقاطع التعليم مع العقل والتنوير والثقافة الحديثة ولا ينتج إلا عقولا عاجزة عن التفكير الحر والإبداع الأصيل، وهذا ما يمكن أن نتلمس معالمه في تاريخ مصر الحديثة التي بدأت بمشروع محمد علي على الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية وجهود رفاعة رافع الطهطاوي على الصعيد الثقافي والفكري والاجتماعي.
والدروس المستفادة من مشكلات التحديث أو الحداثة العربية تتمثل في بعدين رئيسيين أولهما استيراد نموذج فكري ثقافي وفلسفي من الغرب واندثار فكرة المُدرس والمدرسة الثقافية والفكرية، فالطهطاوي والأفغاني ومحمد عبدة ولطفي السيد وطه حسين وغيرهم لم يكن لهم تلاميذ ولم يؤسسوا مدارس فكرية بحيث تتحول جهودهم إلى حركة أكاديمية وشعبية في نفس الوقت.
لقد تقاطعت التجربة التعليمية في عالمنا العربي الحديث مع فردانية المفكر ولا استمراريته من ناحية واختلاف البيئة والتربة الحاضنة للأفكار المستوردة من ناحية أخرى ومع مرور الوقت ظهرت مشكلات أخرى لم يستطع النموذج العربي الحديث أو التنويري أن يحتويها ذلك أنه كان منذ البداية "معيوبا" فيه ما يكفيه من المثالب والأخطاء فكيف يمكنه أن ينهض يوما ما وقد أضيفت إليه مشكلة جديدة هي الأقوى والأعتى والأكثر تدميرا على الإطلاق ليس للتعليم بل للكون برمته.. إنها مشكلة الطائفية.

إبراهيم طاحون

Thursday, October 18, 2012

مسارات متقاطعة - التعليم - إبراهيم طاحون


مسارات متقاطعة
إبراهيم طاحون

التعليم (2)
بالعلم والمعرفة وحدهما تنهض الأمم، هكذا كان الحال في أول حضارة تاريخية عرفتها البشرية وهكذا صنع المصريون القدامى عظمتهم، وهكذا اخترع اليونانيون الفلسفة وصدرَّوا الحضارة لكل أوروبا حتى اليوم، وهكذا اتسعت الإمبراطورية الإسلامية واستمرت زهاء ثمانية قرون، وهكذا – أخيرا – تمكن الأوروبيون من التفلت من سيطرة عصور الظلام وصنعوا حضارتهم التي وحدتهم اليوم في كيان سياسي واحد واتحاد اقتصادي واحد وتحالف عسكري واحد؛ ذلك كله بعد قرون من الحروب والصراعات والكراهية.
أما في عالمنا العربي فليس ثمة كلام عن تجربة حديثة صنعتها العلوم والمعارف اللهم إلا تلك التجربة التي دشنها محمد علي باشا في القرن التاسع عشر الميلادي، حيث كان قد أرسل البعثات التعليمية إلى الدول الأوروبية المتقدمة، وفي الوقت الذي بدأت فيه النهضة الأوروبية في القرن السادس عشر واستمرت حتى يومنا هذا، أي أكثر من أربعة قرون، لم تستمر النهضة التي أرسى قواعدها علي باشا، بل هناك من المؤرخين من يرى أنها لم تبدأ من الأساس وكانت محض محاولة سعى علي باشا خلالها لوضع أساس يمكن أسرته من حكم مصر وهو ما نجح فيه فعليا على مدار ما يزيد عن قرن من الزمان.
وهذه المفارقة تفتح لنا مجالا مهما للتساؤل: لماذا نجح المشروع الأوروبي القائم على العلم والمعرفة والتعليم بصورة عامة بينما فشلت كل محاولة عربية تسعى إلى إقامة النهضة على التعليم، كما هو الحال مع رفاعة الطهطاوي وجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وانتهاء بالدكتور طه حسين؟
الإجابة عن هذا السؤال تبدو مستحيلة في هذا المقام، لأنها تحتاج إلى مجلدات يتوفر على كتابتها جيش من الباحثين والمفكرين والمؤرخين... إلخ، ولكن ما يمكننا الإشارة إليه في مقامنا هذا أن التعليم يفشل في أمة وينجح في أخرى لأنه يتقاطع مع حفنة من القضايا الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية، وكلما كان هذا التقاطع تقاطعا منسجما و"إنسانيا" كانت النتائج مثمرة وكلما كان منقوصا ومعطى من سلطة خارجية كان مشوَها ومدمِرا.
التعليم في العصور الأوروبية الحديثة تأسس على الانقطاع عن الماضي، سواء كان هذا الماضي فلسفات قديمة أم كان أساطير وديانات وتقاليد، واحتل التعليم مكانة مميزة في أعمال فلاسفة النهضة والتنوير، أما التعليم في العصور الإسلامية فقد تأسس على التواصل مع الماضي الأوروبي واليوناني، وهو ما يمكن ملاحظته في عملية الترجمة التي ازدهرت في عصر الخليفة العباسي المأمون ولكنها في الحقيقة بدأت قبله بكثير، ورغم الاختلاف الجوهري بين النموذجين القائمين على قبول الماضي ورفضه، إلا أن ما جمع بينهما هو شيء واحد: إقامة الحضارة على المعرفة المستمدة من العقل القادر على الاحتواء.
إن العقل هو ذلك الكيان القادر على قبول كل الآخرين، أو على الأقل فهمهم، فهو أشبه ما يكون بدائرة كبيرة لها حدود وآفاق ولكنها دائرة مزودة بفتحة جانبية تأبى الانغلاق على نفسها وتسمح لكل الآخرين بدخولها أو الخروج منها والأهم من هذا وذاك رؤية الآخرين من الداخل إلى الخارج والعكس بالعكس.
لكي نجعل من العلم والمعرفة وسائل للنهوض لا بد من وعاء لهما وهذا الوعاء هو التعليم شكلا والعقل مضمونا، وهما جزءان لا ينفصلان بل يمتزجان معا امتزاجا يستحيل انفصامه.

إبراهيم طاحون

Monday, October 15, 2012

مسارات متقاطعة - كبَّر دماغك - إبراهيم طاحون


مسارات متقاطعة
كبَّر دماغك
إبراهيم طاحون
تفاجئنا العامية العربية بتعبيرات مجازية يعجز عن نحتها الأدباء، فتوجز في جملة واحدة ما تعجز عن وصفه المقالات الطوال. والتعبيرات العامية المقصودة هنا تختلتف عن الأمثال الشعبية، التي تتسم بالقدم وأحيانا كثيرة نجهل مصدرها وتاريخها وقائلها، أما التعبيرات العامية فرغم أنها تشترك مع الأمثال في عدم معرفة قائلها إلا أنها تكون وليدة لحظة زمنية معينة وغالبا ما تكون هذه اللحظة معروفة للمعاصرين لها.
مصطلح "كبَّر دماغك" هو تعبير شعبي مصري ظهر في عصر الانفتاح الذي بدأه السادات، وهو العصر الذي انفتحت فيه كل الأشياء "السلبية" على بعضها البعض، فاختلط الحابل بالنابل، وغمر الطالحُ الصالحَ، وتراجعت الطبقة الوسطى المثقفة لتفسح المجال للسباكين والزبالين والتجار وأصحاب الحرف ليصنعوا مصطلحات المرحلة وتعبيراتها.
غير أن الحقب الزمنية تنتهي بحلوها ومرها ولا يتبقى منها سوى القادر على البقاء، وفي هذا العصر الذي نعيشه، والمرحلة التي نمر بها ندرك مدى عمق هذه الكلمات التي ظهرت في ظروف زمنية مختلفة وبدلالات متباينة، فكم أحوجنا نحن المصريين اليوم "لتكبير أدمغتنا"، ليس بمعنى التجاهل واللامبالاة ولكن بمعنى الاحتواء وقبول الآخر.
إن الدماغ البشري هو الإناء الذي تتقاطع فيه كل الأشياء والأفكار والانفعالات البشرية، الحب والكراهية، التسامح والتعصب، الاعتدال والتطرف، السلام والحرب، الأمل واليأس، الشجاعة والجبن، القبول والرفض.. كلها أضداد تتلاقى وتتقاطع في الدماغ، وكلما كان هذا الدماغ "كبيرا" وحرا كلما استقر فيه الجانب الأول من الأضداد السابقة، وكلما كان "منغلقا" وتابعا استقر فيه الجانب الثاني.
إن الدماغ البشري كالثقافة تماما، كلما اتسعت آفاقهما؛ كانا أكثر قدرة على البقاء والاستمرار والانتشار على أصعدة مختلفة، فالثقافة الشعبية لقبيلة من القبائل في الصحاري والبوادي لا يدركها أو يعلمها أحد وذلك لأنها ثقافات منغلقة على ذاتها وقاصرة على أهلها، كما أنها لا تعلم شيئا عن الثقافات الأخرى وذلك للسبب ذاته، ولهذا فإن أهل هذه القبائل لا يقبلون الآخرين ولا أفكارهم ولا ثقافاتهم ولا عاداتهم لأنهم معزولون عن العالم بعد أن ضيقوا نطاقه ليشمل قبيلتهم فقط.
هكذا هو حال الدماغ تماما، كلما ضيَّق من حدوده بحيث لا يقبل إلا بما فيه من أفكار، ولا يحترم إلا ما فيه من معتقدات ومذاهب، ولا يمارس إلا ما يؤمن به من طقوس وعادات؛ كلما أصبح معزولا ومنعزلا، كارها ومكروها، جاهلا ومجهولا.
اليوم ما أحوجنا إلى "أدمغة" لا تمت إلى "القبيلة" بصلة، بل تشبه المدن الكونية الكبرى التي لا تسأل عن غرباء يدخلونها ولا تهدد بترحيل الأجانب عنها ولا تدين من يحمل جنسيات غير جنسيات أهلها.
نحتاج إلى "دماغ" كبير بعمر التاريخ وواسع بحجم الجغرافيا، "دماغ" حر كالموسيقى ومتنوع كالألوان وناصع كالثلج الأبيض وشفاف كالماء الزلال.

إبراهيم طاحون

Sunday, October 14, 2012

نبض .. فكر

 نبض .. فكر 

 نبض .. فكر 

أنا .. ،
الهاء .. في آهـة الحنين .. ،
والهاء .. في مهابير اليأس .. !!

أنا .. الخوف حين يسكن الليل .. ولا يُبيح ،
والليل مسكونٌ .. بالأمسِ وبعض غدٍ .. وقبر وضريح !!

أنا .. هالة الذكرى .. حين تآبى تلابيب الحياة , ..
زجّها بين حُطام .. واقع عاهر .. !


أنا .. مَن أراني مصلوبًا .. أمام مرآة عمقي .. ،
وأعتلتْنِي ضجّة تعجب ، كيف كُنت بالأمسِ .. ؟ !
أنا .. مَن أغضبت الموت .. حينما
صُفِع مِن أبتسامةِ فجرٍ بريء .. !

أنا .. لا اؤمن بالسلام ولا بالحرب .. ،
ولا أحارب السلام .. ولا أسَلّم للحرب !!

أنا .. مَن أسكتَّ الصمت .. حينما هَزم ،
صخب جوفي .. !

أنا .. بحرٌ حينما يُحاربني .. الصمت
وحربٌ حينما يُبحرني .. الحديث !!

أنا .. لم أكن كأنا .. حينما أردت .. أن أكون كَ أنا !
وما أنا سوى ( نبض .. فكر ) ..
وما بينهما حياة أو موت .. !!


Saturday, October 13, 2012

رحيــل





رحيل




سأنادي بأعلى صوتي وسأصرخ من اعماق صدري قررت الرحيل
فالشمس تنتظر لكي تطفئ ولازالت دموع القمر تنهار
لكن وقبل الرحيل ... سأبدأ في الأنفجار
وسأبوح بي كل الأسرار فالقلب قد شارف على الدمار
لا يوجد لي مكان هنا...
ضاقت بي كل الأماكن....
ضاقت بي الدنيا.. رغم اتساعها...
سأبحث لي عن مكان آخر ...
مكان يخصني ...
حثى و إن كان مقاما في الجحيم ...
على الأقل حينها لن يقول لي أحد ...
أخرج من هنا وابحث لنفسك عن مكان آخر..
سأعيش عذابا أبديا !!...
ولم لا ؟؟؟
ألم أعش العذاب قبلا ... في دنياي ؟
ألم أعش لحظات ضياع ؟؟ وحدة ؟؟ حزن ؟؟
وكنت ميت الروح والمشاعر
أحب الحياة رغم مرارتها ....
أحبها....
سأبقى أحبها
لأنه لا يوجد فرق....
فالعيش بحد ذاته في هذا الزمن انتحار
سامحني إيها الرفيق فقد كنت انت الصديق الوفي
أعذريني يا ايامي فقد كنت لأسراري مثل الجدار
لكن يكفي سأمت  ... سأمت من الغدر والخيانة والأنكار
سأمت من مراحل التكرارغدر وخيانة ومن بعدها برقية اعتذار
تعبت من اكون المغفل المنهار تعبت من أن العب دور الحكيم المغوار
اما انتي يامن امنتكي على قلبي المنهار سلبتي مني عقلي وقلبي وكان المقابل تذكار
سامحني ايها القلم فقد حان موعد انطلاق القطار
لكن لاتنسى ايها القلم ان تكتب على قبري
 نهاية أنسان عاش بعذاب لكن الآن مات بإفتخار كان هو هذا افضل اختيار
يالي غبائي كنتم انتم الأشرار ... !!! 
maco 3:13
 

Monday, October 8, 2012

الكاهن في التاريخ - الجدل الهابط والصاعد للعقل وللأمم



الكاهن في التاريخ
الجدل الهابط والصاعد للعقل وللأمم



الكاهن في التاريخ
الجدل الهابط والصاعد للعقل وللأمم
كانت الجغرافيا شاسعة بلا تخوم ولا ملامح سوى الفضاء الفسيح الموحش، لا شيء فيها سوى الإنسان الأول والوحوش الضارية، لا سلاح يدافع به عن نفسه، ولا درع يحميه من أعدائه، ولا حصون تصد عنه السباع.. فقط جسده العاري وكهف مظلم يسكنه، ومواجهة مكشوفة مع قوى تفوقه في كل شيء..
لو نام في كهفه خوفا من الوحوش؛ لمات جوعا، ولو خرج ليبحث عما يقيم الأود؛ لامتلأت نفسه خوفا ورعبا.. ليس خوفا من الوحوش ولكنه الخوف من الموت..
كان الموت أول التجارب الوجودية وأقساها على نفس الإنسان الأول، قبل عشرات الآلاف من السنين، كان أول تحدٍ يواجهه مع الطبيعة التي تتجاوز سلطان قوته وخبرته ومعرفته، فتساءل كثيرا: كيف يواجهها؟ وكيف يسيطر عليها؟ وكيف يسخرها لتلبية مطالبه وحاجاته المادية البسيطة؟
هذه التساؤلات، وتلك التحديات طرحت نفسها على الإنسان البدائي قبل أكثر من مائة ألف عام، فيما يعرف تاريخيا وإنثروبولوجيا بالعصر الحجري القديم، أو عصر الباليوليت، وكان إنسان هذه المرحلة معروف باسم "إنسان النياندرتال" آخر الأشكال المورفولوجية (المورفولوجي هو البناء التشريحي لجسم الإنسان) التي تطور عنها شكل إنسان العصر الحجري الحديث قبل عشرة آلاف عام من الميلاد تقريبا، والذي استمر حتى يومنا الراهن مع بعض التطورات غير الجذرية في البنية التشريحية لجسم الإنسان.
هذا الإنسان البدائي الأول لم يعرف دينا ولم يكن له معبد ولم تثبت الحفريات وجود آلهة يتعبد لها، على غرار الآلهة الوثنية في الحضارات اللاحقة، وكل ما أثبتته حفريات هذه المرحلة أن ذلك الإنسان عرف السحر والسحرة وكان السحر يستخدم لتلبية حاجات مادية محضة، تساعد البشر – فيما هم يتصورون – على مواجهة قوى الطبيعة العمياء.
ولكن مع اكتشاف الإنسان للزراعة وظهور عصر المعادن، اختلف المشهد كلية، فالإنسان لم يعد يكابد الطبيعة ويصارع الوحوش لكي يحصل على طعامه وغذائه، بل أصبح هناك وفرة في الطعام واستقرار في المكان؛ فهدأت الروح واطمأن القلب وظهرت مساحة جديدة للعقول والأفئدة، يفكرون عبرها فيما هو أبعد من هذه الحياة المادية الصارمة.
كانت الحضارة السومرية، التي جاءت في أعقاب المرحلة السابقة، هي بداية التاريخ، ففي سومر ظهرت الكتابة لأول مرة، وظهرت المبادئ الدينية والروحية العميقة، والأساطير، والتراتيل، والأناشيد، والقوانين والتشريعات، وظهرت المعابد في كامل بهائها وبنيانها وفي داخلها يقبع الكاهن الذي يرأس نفرا من الكهنة الأصغر منه، ينظمون للناس شؤون الحياة ويفسرون لهم أسرار الوجود، ويباركون لهم سلطة الملوك، ويضمنون لهم رضا الآلهة ويرهبوهم بسخطها.
كانت سلطة الكهنة حتى هذه المرحلة سلطة مطلقة، لا ناظم لها سوى الكهنة أنفسهم، وصراعات القوى وتحالفات المصالح، وظهرت العلاقة بين الدين والسياسة في أشرس أشكالها، وبتطور الحضارات في الشرق تطورت الأفكار واتسع الخيال وظهرت أساطير الخلق والتكوين وتعقدت معها طقوس العبادة وازدادت المعابد بصورة كبيرة جدا مما خلق مساحة أكبر للكاهن وسطوة لا يضاهيها سلطة سوى سلطان الحاكم نفسه الذي وصل إلى حده الأقصى في التعقيد الديني مع الحضارة المصرية القديمة عندما أصبح الملك هو الإله نفسه.
لقد عرفت القرى الصغيرة في عصر الزراعة المعابد ولكنها كانت صغيرة الحجم وصغيرة الشأن معا، وبعد تشكل المدن الكبرى، في بلاد ما بين النهرين، منطقة العراق وسوريا وفلسطين، ظهرت المعابد الكبرى سامقة شامخة في أعلى مركز للمدينة لتناطح القصر الملكي جنبا إلى جنب، في إشارة قوية إلى العروة الوثقى التي تربط بين الكاهن (سيد المعبد) والملك (سيد القصر)، ففي هذه المرحلة – التي بدأت في الظهور مع الحضارة السومرية ووصلت لحدها الأقصى مع حضارة مصر القديمة – أصبح عدد المعابد والكهنة بالآلاف، فقد وصل عدد الكهنة في واحد من المعابد السورية عام 2600 قبل الميلاد تقريبا إلى أكثر  من 700 كاهنا، وفي عهد الملك البابلي نبوخذ نصر، وصل عدد المعابد إلى ما يقارب الستين معبدا، أي أن الكهنة قد صاروا بالآلاف، باختصار أصبح الكهنة في وقت مبكر وسابق على ظهور الأديان السماوية، مجتمعا كاملا داخل المجتمع، يحظى بكل السلطة والنفوذ والدعم الملكي التام.
أسهمت هذه الحياة الكهنوتية في إثراء الخيال الديني، فكتبت الأساطير كتابة دقيقة ونسقية، وظهرت الطقوس والشعائر الدينية، من قرابين وصلوات ودعوات ومحاولات استرضاء للآلهة الأسطورية، من أجل مباركة الزرع وحماية الولد وترويض الطبيعة والوقاية من المرض وهزيمة العدو، وكان كل ذلك يتم عبر طريق وعرة طويلة باتجاه المعبد القائم في مكان قصي من المدينة، ويسكنه الكاهن الأعظم مالك الأسرار وحامي الحمى والديار، هكذا لم يكن بعد هذه السلطة التي يتمتع بها الكاهن سلطة أخرى ولا حتى سلطة الملك نفسه، وهو الأمر الذي جعل ملوك مصر ينصبون من أنفسهم آلهة ليجمعوا معا السلطتين الدينية والدنيوية ويأمنون غدر الكهان ومكرهم.
وبعد أن وصلت الحضارة المصرية القديمة إلى حدها الأقصى في التطور الديني والسياسي والعسكري والتكنولوجي، تكف عن العطاء لحين من الدهر، وينتقل ثقلها إلى بلاد الإغريق القديمة، لتظهر آلهة الشرق على جبال الأوليمب ولكن في رداء جديد كلية، فرغم أن تسلسل الآلهة وأنسابها كان مشابها إلى حد التطابق مع أساطير الشرق، ورغم أن وظائف وصفات الآلهة كانت مشابهة إلى حد بعيد مع آلهة الشرق، إلا أن تحولا جذريا حدث لهذه الآلهة في الأساطير اليونانية، فلم تعد آلهة الأوليمب، وكبيرها زيوس، آلهة كهنوتية مرعبة ومطلقة الرغبة والقدرة مقابل الإنسان، بل اصطبغ الإنسان بهالة مقدسة واتسم الإله بطبائع إنسانية، فآلهة اليونان القديمة كانت تخون وتحب وتكره وتغضب وتتصارع وتتحدى البشر وتدخل معهم في صراعات ندية، وكان البشر يتحدون الآلهة ويصبحون أنصاف آلهة ويهزمون الآلهة أحيانا، هذه الروح الإنسانية التي وسمت الأساطير اليونانية والتي يمكن أن نجدها بوضوح في الإلياذة والأوديسة لشاعر الإغريق الخالد هوميروس، كان لها دور حاسم في اختفاء سطوة الكاهن وسيطرته على مصائر الناس، فظهرت الفلسفة لأول مرة في تاريخ البشرية على يد أهل اليونان قبل 500 عام من الميلاد.
ورغم أن العلاقة بين إشراق العقل وأفول الكهنوت التي ظهرت بقوة في بلاد اليونان لا تحتاج إلى دليل – في نظرنا على الأقل – فمن الضروري التأكيد على أنها علاقة على درجة عظمى من الأهمية وتستحق كثيرا من البحث والنظر والتأمل، لا سيما إذا حولنا دفة الحديث ناحية المشرق مرة أخرى وتحديدا في شبه الجزيرة العربية عندما ظهر الإسلام بعد فلسفة اليونان بحوالي عشرة قرون تقريبا.
فالإمبراطورية الإسلامية لم تبدأ في انتشارها شرقا وغربا إلا مع الخليفة عمر بن الخطاب، أحد أبرز الصحابة في إعمال العقل، وأحد أشهر رموز العدل الإسلامي عبر التاريخ، فلم يكن عمر يتصرف ككاهن أبدا، ولكنه كان "إنسانا" حتى وهو أمير المؤمنين، كان يحمد الله أن في أمة محمد من يقوم اعوجاج عمر إذا أخطأ، فهل كان الكاهن القديم الذي يسكن قرب السماء يفعل ذلك؟ بالقطع لا، لأن الكهنة يلهبون العاطفة ويطفئون معها نور العقل والمعرفة.
واتسعت رقعة المد الإسلامي وأصبح منارة للعالم وبلغت أوجها في عهد المأمون الذي كان يعطي وزن الكتاب المترجم من اليونان وغيرها ذهبا لمترجمه، فقدم الإسلام لنا الخوارزمي في الجبر والفلك، وابن النفيس والرازي وابن سينا في الطب، وابن الهيثم في البصريات، والكندي والفارابي وابن رشد في الفلسفة، وغيرهم الكثير، حتى سقط العقل مرة أخرى بسقوط ابن رشد ومع هذا السقوط الذي كان بيد الكهنة – مرة أخرى – سقطت الحضارة الإسلامية وخرج المسلمون من الأندلس ولم يظهر حتى هذا الوقت فيلسوف واحد أو مفكر كبير بحجم مفكري الإسلام الأوائل، وكان ابن خلدون مجرد استثناء للقاعدة وتأكيد على أن سقوط العقل لا يعني سوى سقوط الحضارة.
وعندما يسقط العقل في مدينة يسقط معه كل شيء؛ الحضارة والقوة والحكمة والمعرفة والنفوذ والعلم والإنسانية برمتها، عندما يسقط العقل يجد الكهنوت مساره السهل تجاه المشاعر والعواطف والأفئدة فيستبدون بها شر استبداد، ويحتكرونها لأنفسهم، يحشدونها وقتما يشاءون ويفضون حشدها عندما يأمرون، وقد عبر الشاعر الكبير الراحل صلاح عبد الصبور عن هذا المشهد في مسرحيته "مأساة الحلاج" عندما اغتالته السلطة بدعم من العامة والرعاع؛ حيث كتب يقول:
"أعطوا كل منا دينارا من ذهب قاني
قالوا صيحوا زنديق كافر
فصحنا زنديق كافر"
وقُتل الحلاج بفضل تأليب الكهنة للسلطة عليه، كما قتل بعده العشرات بفضل هذا الاستغلال لمشاعر العامة التي عطلت عقلها فكرا كما عطلت قلبها إيمانا ودينا، ولم ينتج هذا التراث للأسف سوى عقول غائبة وضمائر مشوهة وقلوب عليها أقفالها، أقفال صنعتها عقول خبيثة وأغلقتها قلوب لا تعرف سوى الكراهية، فماذا يمكن أن ننتظر من قلوب وعقول هكذا يكون حالها؟ وكيف يمكن أن تسهم هذه العقول في رفعة دين أو نهضة أمة أو صيانة كرامة، وكيف نتصور قلبا لم يعد ينبض إلا بكراهية الآخرين، ويجعل من نفسه الضحية دائما وهو يردد بعصبية وتشنج وصراخ وعويل: المؤامرة المؤامرة المؤامرة..
إنها حقا مؤامرة صنعها نفر من الانتهازيين والحمقى وأصحاب المصالح بمشاركة الأعداء أنفسهم، فدعونا نجني اليوم ما اقترفته أيادي الآثمين.. أيادينا نحن لا أحد سوانا.

 بقلم  ابراهيم طاحون

 

Saturday, October 6, 2012

نص خطاب الذي وجهه الفريق الشاذلي إلى النائب العام

نص خطاب الذي وجهه الفريق الشاذلي إلى النائب العام


نص خطاب الذي وجهه الفريق الشاذلي إلى النائب العام
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تحية طيبة.. وبعد، أتشرف أنا الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية في الفترة ما بين 16
مايو 1971 وحتى 12 ديسمبر 1973، أقيم حاليا بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية بمدينة

الجزائر العاصمة وعنواني هو صندوق بريد رقم 778 الجزائر- المحطة
b.p 778 alger. Gare بأن اعرض على سيادتكم ما يلي:

أولا: إني أتهم السيد محمد أنور السادات رئيس جمهورية مصر العربية بأنه خلال الفترة ما بين أكتوبر 1973 ومايو 1978، وحيث كان يشغل منصب رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية بأنه ارتكب الجرائم التالية:

الإهمال الجسيم

وذلك أنه وبصفته السابق ذكرها أهمل في مسئولياته إهمالا جسيما واصدر عدة قرارات خاطئة تتعـارض مع التوصيات التي أقرها القادة العسكريون، وقد ترتب على هذه القرارات الخاطئة ما يلي:

نجاح العدو في اختراق مواقعنا في منطقة الدفرسوار ليلة 15/16 أكتوبر 1973 في حين أنه كان من الممكن ألا يحدث هذا الاختراق إطلاقا.
فشل قواتنا في تدمير قوات العدو التي اخترقت مواقعنا في الدفرسوار، في حين أن تدمير هذه القوات كان في قدرة قواتنا، وكان تحـقيق ذلك ممكنا لو لم يفرض السادات على القادة العسكريين قراراته الخاطئة.
نجاح العدو في حصار الجيش الثالث يوم 23 أكتوبر 1973، في حين أنه كان من الممكن تلافي وقوع هذه الكارثة.
تزييف التاريخ

وذلك أنه بصفته السابق ذكرها حاول ولا يزال يحاول أن يزيف تاريخ مصر، ولكي يحقق ذلك فقد نشر مذكراته في كتاب أسماه البحث عن الذات وقد ملأ هذه المذكرات بالعديد من المعلومات الخاطئة التي تظهر فيها أركان التزييف المتعمد وليس مجرد الخطأ البريء.

الكذب

وذلك أنه كذب على مجلس الشعب وكذب على الشعب المصري في بياناته الرسمية وفي خطبه التي ألقاها على الشعب أذيعت في شتى وسائل الإعلام المصري. وقد ذكر العديد من هذه الأكاذيب في مذكراته البحث عن الذات ويزيد عددها على خمسين كذبة، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:

إدعاءه بأن العدو الذي اخترق في منطقة الدفرسوار هو سبعة دبابات فقط واستمر يردد هذه الكذبة طوال فترة الحرب.
إدعاءه بأن الجيش الثالث لم يحاصر قط في حين أن الجيش الثالث قد حوصر بواسطة قوات العدو لمدة تزيد على ثلاثة أشهر.

الادعاء الباطل

وذلك أنه ادعى باطلا بأن الفريق الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية قد عاد من الجبهة منهارا يوم 19 أكتوبر 1973، وأنه أوصى بسحب جميع القوات المصرية من شرق القناة، في حين أنه لم يحدث شيء من ذلك مطلقا.

إساءة استخدام السلطة

وذلك أنه بصفته السابق ذكرها سمح لنفسه بان يتهم خصومه السياسيين بادعاءات باطلة، واستغل وسائل إعلام الدولة في ترويج هذه الادعاءات الباطلة. وفي الوقت نفسه فقد حرم خصومه من حق استخدام وسائل الإعلام المصرية التي تعتبر من الوجهة القانونية ملكا للشعب للدفاع عن أنفسهم ضد هذه الاتهامات الباطلة.

ثانيا: إني أطالب بإقامة الدعوى العمومية ضد الرئيس أنور السادات نظير ارتكابه تلك الجرائم ونظرا لما سببته هذه الجرائم من أضرار بالنسبة لأمن الوطن ونزاهة الحكم.

ثالثا: إذا لم يكن من الممكن محاكمة رئيس الجمهورية في ظل الدستور الحالي على تلك الجرائم، فإن أقل ما يمكن عمله للمحافظة على هيبة الحكم هو محاكمتي لأنني تجرأت واتهمت رئيس الجمهورية بهذه التهم التي قد تعتقدون من وجهة نظركم أنها اتهامات باطلة. إن البينة على من ادعى وإني أستطيع- بإذن الله- أن أقدم البينة التي تؤدى إلى ثبوت جميع هذه الادعاءات وإذا كان السادات يتهرب من محاكمتي, على أساس أن المحاكمة قد تترتب عليها إذاعة بعض الأسرار، فقد سقطت قيمة هذه الحجة بعد أن قمت بنشر مذكراتي في مجلة "الوطن العربي" في الفترة ما بين ديسمبر 1978 ويوليو 1979 للرد على الأكاذيب والادعاءات الباطلة التي وردت في مذكرات السادات. لقد اطلع على هذه المذكرات واستمع إلى محتوياتها عشرات الملايين من البشر في العالم العربي ومئات الألوف في مصر.